عودة الاتحاد السوفيتي | بوتين يعيد العملاق الشيوعي بعقيدة جديدة.. وهذا هو إنذار قيصر الكرملين
على الرغم من استمرار الغزو الروسي على أوكرانيا، وزيادة الضغط الغربي على موسكو للتراجع، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقّع الأسبوع قبل الماضي وبعد أكثر من 6 أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا مرسومًا جديدًا مؤلفا من 31 صفحة من شأنه أن يقلب الموازين.
وينص المرسوم على الموافقة على عقيدة جديدة للسياسة الخارجية لتبرير تدخلات روسيا في الخارج بزعم حماية تقاليد ومُثل العالم الروسي وضمان سلامته والنهوض به، وكذلك دعم مواطني بلاده المغتربين والمتحدثين بالروسية لنيل حقوقهم والحفاظ على هويتهم الثقافية الروسية وحماية مصالحهم، كما تنص الوثيقة على أن علاقة موسكو مع مواطنيها في الخارج تسمح لها بتعزيز صورتها على المسرح الدولي كدولة ديمقراطية تسعى لخلق عالم متعدد الأقطاب.
ليس هذا فحسب بل تنص السياسة الجديدة على أنه يتعين على روسيا زيادة التعاون مع الصين والهند والدول السلافية، إلى جانب تقوية علاقاتها مع الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، ونفس الأمر مع الإقليمين الانفصاليين شرق أوكرانيا، واللذين أعلنا استقلالهما تحت اسم جمهورية دونيتسك ولوجانسك الشعبية، وكذلك مع أبخازيا و أوسيتيا فى جورجيا اللواتي اعترفت موسكو باستقلالهما فى 2008.
انهيار الاتحاد السوفيتي
واعتاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ سنوات تسليط الضوء على ما يصفه بمصير مأساوى وكارثة لحوالى 25 مليون شخص من أصل روسى فرضت عليهم الحياة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 أن يعيشوا خارج روسيا في دول مستقلة حديثًا، كما أنه وقع الشهر الماضي على زيادة أفراد القوات المسلحة إلى 2.04 مليون من 1.9 مليون مع دخول حربه على اوكرانيا فى شهرها السابع، وذلك بعد أن فشلت قواته فى السيطرة على كييف منذ بداية الهجوم لتبدأ بالتركيز على شرق أوكرانيا وجنوبها بهجمات جديدة.
عقيدة روسيا الجديدة
وتوضيحًا لمفهوم عقيدة روسيا الخارجية الجديدة التي وقع عليها الرئيس بوتين مؤخرًا، والتي أشبه بعقيدة حرب لتمكين روسيا من التدخل عسكريًا في دول الاتحاد السوفيتي القديمة، وإشعال حروب جديدة فى جميع أنحاء أوروبا وليست أوكرانيا فقط، قال الدكتور أشرف كمال مدير المركز المصري الروسي للدراسات، أنه يجب التأكيد على أن إعادة بناء روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، بدأت مع وصول الرئيس بوتين إلى مركز صناعة القرار، حيث بدأت الإدارة الروسية على تبنى استراتيجيات واضحة المعالم، لصيانة الأمن القومى بالمفهوم الشامل.
وتابع مدير المركز المصري الروسي للدراسات، قضية التغريب ومحاولات خلع المجتمع الروسي من جذوره الثقافية والحضارية واستهداف الهوية الروسية يمتد إلى الخارج خصوصا دول الجوار التي ترتبط مع روسيا ارتباطا ثقافيا قويا، ومن هذا المنطلق يمكن تفسير أو تحديد الهدف من مرسوم الرئيس الروسي حول مفهوم «السياسة الإنسانية للاتحاد الروسي في الخارج»، وهذه السياسة هي جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الروسية.
وبدوره قال الدكتور عمرو الديب، أستاذ مساعد في جامعة لوباتشيفسكى ومدير مركز خبراء رياليست: إن عقيدة روسيا الخارجية ليست بالجديدة، ولكن هي فقط مفهوم للسياسة الإنسانية للاتحاد الروسي في الخارج، فهذه السياسة الإنسانية تتمركز حول تطوير المجال الثقافي والإنساني وكل العلاقات مع كل من
يتحدث اللغة الروسية في الخارج، وهنا نتحدث عن الثقافة والعلم والتعليم والسياحة، كل هذه الأمور مرتبطة بهذا المفهوم الجديد الذى وقعه الرئيس الروسي بوتين، فهذه السياسة ليست جديدة بالمرة ولكن كانت أساسا قويا للتدخل الروسي في جورجيا عام 2008، وكانت أساسا قويا أيضًا للتدخل العسكري في ضم شبه جزيرة القرم في العام 2014، وهى أيضا أساس قوى للتدخل العسكري الروسي في جنوب وشرق أوكرانيا.
نقلًا عن العدد الورقي…