بمناسبة العيد القومي.. كيف انتصر أهالي البحيرة على حملة فريزر؟
تحل علي محافظة البحيرة ذكرى وطنية كبيرة تمكن خلالها مواطنون بسطاء من الدفاع عن مصر كلها وهم عزل مستخدمين ما تمكنوا من جمعة من أوانٍ وعصي ومستلزمات منزلية ليسطروا تاريخا بانتصارهم علي حملة فريزر الانجليزية وقوة التاج البريطاني ليتحول يوم ١٩ سبتمبر وهو اليوم الذي رحل فيه اخر جندي إنجليزى عن ارض مصر بعد ابرام معاهدة دمنهور بين محمد علي باشا والإنجليز، عيدا وطنيا لمحافظة البحيرة.
ويؤكد خالد معروف الملقب بجبرتي البحيرة ان معاهدة دمنهور 14 سبتمبر سنة 1807م هي أول معاهدة في تاريخ مصر الحديث وتم توقيعها في مدينة دمنهور في يوم 14 سبتمبر سنة 1807م / 11 شعبان سنة 1222 هجري بين كل من محمد علي باشا والي مصر وحاكمها القوي ومؤسس الأسرة العلوية والجنرال شربروك نائبا عن الجنرال فريزر قائد الحملة الإنجليزية علي مصر والتي عُرفت في التاريخ بحملة فريزر.
ونصت المعاهدة علي مايلي: جلاء الحملة الإنجليزية عن الأسكندرية في خلال عشرة أيام من توقيع المعاهدة ( تم الجلاء يوم 19 سبتمبر سنة 1807.)و إطلاق سراح جميع الأسرى من الجنود الإنجليز ةالعفو العام عن أهالي الأسكندرية.
واشار معروف الى ان بداية الأحداث والتي بدأت يوم13 مايو سنة 1805 عندما تولي محمد علي باشا حُكم مصر بناءا علي إختيار الأشراف ومشايخ الأزهر وعلماء الدين وجاء إختيار المصريين ضد رغبة الإنجليز والمماليك وزعيمهم محمد بك الألفي حيث كان المماليك يعتبرون أنفسهم أصحاب البلد وأنهم أحق بهذا الأمر.
وفي منتصف سنة 1806 سافر محمد بك الألفي إلي إنجلترا حيث إتفق مع الإنجليز علي ضرورة خلع محمد علي من حكم مصر وإتفق الطرفان علي إرسال حملة عسكرية إنجليزية لمساعدة المماليك في هدفهم المنشود علي أن تكون دمنهور هي نقطة الإنطلاق نحو القاهرة لخلع محمد علي باشا لذلك وبعد عودته من إنجلترا بدأ محمد بك الألفي في إعداد جيشه وزحف إلي دمنهور بهدف احتلالها انتظارا لوصول الحملة الإنجليزية.
ويتابع معروف: عجز الألفي بك في دخول دمنهور لبسالة أبنائها في الدفاع عنها ولمناعة أسوارها وظل يحاصرها لمدة ثلاثة أشهر ونتيجة لذلك إنسحب الألفي بجيشه إلي معسكره بالجيزة حيث توفي مفلوجا أي مات مشلولا. ( وعندنا في دمنهور مثل شعبي يقول.... دمنهور اللي فلجت القرد أو اللي فلجت الألفي ) وفي 19 مارس سنة 1807 وصلت حملة فريزر إلي شواطئ الأسكندرية حيث تمكنت من إحتلاها بالكامل يوم 21 مارس نتيجة خيانة والي الإسكندرية التركي / أمين أغا ورغم علم قائد الحملة بوفاة الألفي بك إلا أنه صمم علي تنفيذ ما جاءت الحملة من أجله.
في يوم 29 مارس زحفت قوات الحملة إلي رشيد حيث وصلتها يوم 31 مارس ودخلتها حيث دارت معركة رشيد والتي تلقي فيها الإنجليز هزيمة منكرة بفضل شجاعة وبسالة أبناء رشيد والبحيرة وعلي رأسهم علي بك السلانكلي محافظ المدينة.
ويضيف: في يوم 21 أبريل سنة 1807 كانت الهزيمة الثانية للحملة الإنجليزية بمنطقة الحماد بجوار رشيد حيث تمكنت قوات الجيش المصري والذي أرسله محمد علي لرفع الحصار عن رشيد إضافى إلي المتطوعين من أبناء البحيرة والقرى المحيطة برشيد.
وكانت من أهم نتائج المعركتين رفع الحصار عن رشيد والحماد وانسحاب القوات الإنجليزية إلي الأسكندرية وفي يوم 12 أغسطس سنة 1807 دخل الوالي محمد علي بجيشه إلي دمنهور لتبدأ بعدها مرحلة التفاوض مع قادة الحملة والتي انتهت بتوقيع معاهدة دمنهور في 14 سبتمبر سنة 1807.