أول من سجل المصحف برواية حفص عن عاصم.. 105 أعوام على ميلاد "الحصري" شيخ المقارئ
من أهم قراء القرآن الكريم، له العديد من المصاحف المسجلة بصوته في الإذاعة، يتمتع بشهرة واسعة وحضور كبير في جميع بلاد العالم الإسلامي، حيث أثرى مسلمي العالم بقراءاته وتجويده، واستقبله كثير من زعماء العالم.. إنه الشيخ محمود خليل الحصرى هو القارئ المصري الوحيد الذي أم المصلين داخل الحرم المكي بعدما قدمه مقرئي وأئمة الحرم للصلاة فأبكى المصلين خلفه بعدما قرأ سورة الكهف وقررت الحكومة السعودية السماح له بالقراءة في الحرمين كلما زار الأراضي المقدسة.
ولد الشيخ محمود خليل الحصري في مثل هذا اليوم 17 سبتمبر عام 1917 بقرية شبرا النملة، طنطا، بالغربية، وترجع تسمية الحصري إلى عمل والده في صناعة الحصير.
ألحقه والده وهو في عمر 4 سنوات بالكتاب ثم أتم حفظ القرآن كاملا وهو في سن 12 سنة في المسجد الأحمدي بطنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر ليقرأه بعد ذلك في مسجد قريته.
حصل الشيخ محمود خليل الحصري على شهادة علم القراءات لإتقانه وعذوبة صوته، وأهله ذلك للتفرغ لدراسة علوم القرآن، وتقدم إلى امتحان الإذاعة عام 1944 وكان ترتيبه الأول على المتقدمين، وعين قارئا للمسجد الأحمدي بطنطا عام 1950، وقارئا لمسجد الحسين عام 1955م،وفي عام 1955 انتقل للقراءة في مسجد الإمام الحسين في القاهرة.
إذاعة الحصري
اشتهرت إذاعة القرآن الكريم منذ إنشائها بتلاوته حتى سميت في بعض الأوقات بإذاعة الحصرى، وتطوع الشيخ محمود خليل الحصري لتسجيل القرآن كاملا بدون مقابل عام 1961 ولذلك فهو أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم برواية "حفص عن عاصم"، وأول من رتل القرآن الكريم في القاعة الملكية وقاعة ايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن، وفي إحدى الزيارات لماليزيا أصر المسلمون على حمل سيارته وهو يجلس بداخلها تكريمًا له واحتفاءا به، وتكرر الأمر أثناء زيارته لفرنسا، وأسلم على يديه أعدادا كبيرة من دول العالم.
نادى الحصري بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم لرعاية مصالحهم وضمان توفير سبل العيش الكريم، وإنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم، وعين بالقرار الجمهوري شيخ عموم المقارئ المصرية.
في عام 1959 عين الحصرى مراجعا ومصححا للمصاحف بقرار مشيخة الأزهر الشريف، وفى عام 1960 كان أول من أرسل لزيارة المسلمين في الهند وباكستان وقراءة القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند في حضور الرئيس جواهر لاى نهرو في حضور الرئيس جمال عبد الناصر وزعيم المسلمين بالهند.
قارئ البيت الأبيض
يعتبر الشيخ محمود خليل الحصري، أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة عام 1977، وأول من رتل القرآن في القصر الملكي في لندن عام 78، أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض، وقاعة الكونجرس الأمريكي.
وكتب الشيخ الحصري العديد من المؤلفات منها:أحكام قراءة القرآن الكريم، القراءات العشر من الشاطبية والدرة، معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء وله غير ذلك من المؤلفات المفيدة وكان يكتب على كل مؤلفاته عبارة (خادم القرآن الكريم).
وحصل الشيخ الحصري على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967 من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خلال احتفال مصر بعيد العلم.
خدمة القرآن
ونادي الحصري بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وشيد مسجدا ومكتبا للتحفيظ بالقاهرة، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وتحفيظه، والإنفاق في كافة وجوه البر، إلى أن رحل في نوفمبر 1980، بعد رحلة امتدت نصف قرن أو يزيد، وكانت آخر كلماته (إن الإيمان إذا دخل قلبا خرج منه كل ما يزيغ العقل).