ملحقش يلبس مريلة المدرسة.. أحد أقارب الطفل مروان غريق معدية بني سويف: ابننا راح ضحية الإهمال والحادثة رجعتنا لكارثة 2011 | فيديو
شهدت محافظة بني سويف، أمس الجمعة، حادث غرق طفل يبلغ من العمر 9 أعوام، ومُعلم يبلغ من العمر 55 عامًا نتيجة سقوطهما وآخرين من المياه عقب فتح باب المعدية النيلية بقرية أشمنت بمركز ناصر، شمال المحافظة.
وتجمع العشرات من المواطنين من أقارب ضحيتي الحادث، انتظارًا لانتشال جثمانيهما من المياه، وسط حالة من الحزن كست وجوه المتواجدين بمنطقة المعدية حزنًا على ضحايا الحادث، وسط صرخات وبكاء أهلهم، خاصة والدة الطفل مروان محمد محمد، البالغ من العمر 9 أعوام، ابن قرية الميمون بمركز الواسطى، والذي لقي مصرعه غرقًا نتيجة حادث.
ضحية معدية بني سويف
والتقينا مع ناصر السقا، أحد أقارب الطفل مروان، وقال: «مروان» خرج من منزل أسرته، بقرية الميمون بالواسطى صباحا، كما هو معتاد كل يوم جمعة أسبوعيًّا، رفقة عمه لزيارة قبر والد مروان، الذي توفي منذ أقل من عام صعقًا بالكهرباء، وعندما وصل إلينا خبر حادث المعدية هرولنا إلى مكان الحادث لنفاجئ بالخبر الذي نزل علينا كل الصاعقة، وهو غرق مروان وآخر «يعمل معلما» من قرية الرياض.
وأضاف: عندما تواجدنا في مكان الحادث علمنا من شهود العيان أن الركاب صعدوا للمعدية، بعضهم بمفرده وآخرين بدراجاتهم البخارية، وبعد أن أغلقوا باب الدخول «الباب الغربي» وفور تحركها فوجئوا بفتح باب الخروج «الباب الشرقي» ليسقط عدد من الركاب والدراجات النارية.
شهود حادث معدية بني سويف
وتابع: علمنا من شهود العيان أن الشباب المتواجدين «ممن لم يستقلوا المعدية» وبعض الناجين، هرعوا بالقفز فى المياه لإنقاذ من سقطوا بالنيل، ونجحوا في إنقاذ جميع الركاب، عدا «مروان» وشخص آخر «يعمل معلمًا» من قرية الرياض، وما زلنا ننتظر نجاح جهود رجال الإنقاذ النهري في انتشال الجثتين.
وأضاف، أن الحادث أعاد لأذهاننا تفاصيل كارثة حادث وفاة أكثر من 20 سيدة من عائلتين، في عام 2011 نتيجة سقوط أتوبيس كان على متن معدية نيلية، كانت في طريق العودة من الجانب الشرقي، عقب زيارتهم لمنطقة المقابر لإحياء ذكرى أربعين أحد أقاربهم، واليوم عدنا لنفس المنطقة لحادث مشابه ولكن اليوم نحن الضحية بعد أن فقدنا مروان، بعد أقل من عام من وفاة والده، ليدفع حياته ثمنًا لإهمال متابعة صلاحية المعديات النيلية.
وقالت «أم أحمد رمضان» إحدى قريبات الطفل مروان: إنه كان رفقة عمه لزيارة قبر والده، الذي توفي العام الماضي صعقًا بالكهرباء، وتوجهنا برفقة زوجته وشقيقه لزيارة قبره بشرق النيل وأثناء استقلالنا معدية أشمنت وقبل تحركنا انفتح باب المعدية من اتجاه نهر النيل وسقط منها عدد من الأهالي كان بينهم ابنه «مروان» ولم يخرج من المياه حتى الآن.
وأضافت: «ملحقش يلبس مريلة المدرسة اللي والدته اشترتها له إمبارح، شافها وقالها بس هقيسها لما نيجي من زيارة والدي، كان عنده 9 سنوات ونجح في الصف الثالث الابتدائي وكان رايح الصف الرابع، كان أكبر أشقائه، ربنا يصبر أمه كانت في مكان الحادث ومعرفتش تعمله حاجة».
والدة الطفل ضحية معدية بني سويف
فيما وقفت أم الطفل مروان، بجانب المعدية، تنتظر خروج جثمان نجلها، مرددة عبارات: «اطلع بقى يا مروان».. «اطلع يا قلب أمك».. «أنت وأبوك رحتوا فى سنة واحدة يا مروان»، ممزوجة بالدموع وصرخات الحزن على فقد «فلذة الكبد» قائلة: «ملحقتش تفرح بلبس المدرسة يا ابني».
وتجمعت العشرات من النساء من أقارب الطفل ضحية حادث المعدية النيلية بقرية أشمنت بمركز ناصر شمال بني سويف، حول الأم تحاولن تهدأتها من جراء الصدمة التي ألمت بها، بعد أن علمت بنبأ غرق نجلها الأصغر في حادث فتح باب المعدية، أثناء توجهه رفقة شقيقه الأكبر لزيارة قبر والدهما ـ كما تعودا أسبوعيًا ـ بمنطقة المدافن بشرق النيل.
مدير أمن بني سويف
وكان اللواء أسامة حلمي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف، تلقى إخطارا من اللواء منصور الدغيدي مدير المباحث الجنائية، بسقوط عدد من المواطنين و9 دراجات بخارية في مياه النيل من معدية قرية أشمنت التابعة لمركز ناصر.
وانتقلت قوات الإنقاذ النهري ورجال الإسعاف إلى موقع البلاغ واستطاعوا بمساعدة الأهالي من إنقاذ المواطنين، بينما اختفى مروان محمد محمد 9 أعوام، مقيم قرية الميمون التابعة لمركز ناصر، ومحمد إبراهيم داهش، 57 عامًا، معلم، مقيم قرية الرياض بمركز ناصر، وفشلت محاولات انقاذهما، عن أنظار المحيطين، ولم يستطع الأهالي انقاذهما.
رئيس مركز ناصر ببني سويف
من جانبه أكد علي يوسف رئيس مدينة ناصر، أن المعدية حاصلة على التراخيص اللازمة من الإدارة العامة للنقل النهري بوزارة النقل والمواصلات بالقاهرة، وسينتهي ترخيصها في يناير من العام القادم، لافتا إلى أنه يجري مراجعة تلك التراخيص بشكل مستمر.
وأشار إلى توجيهات الدكتور محمد هاني محافظ بني سويف، بإيقاف المعدية لحين مراجعة صلاحيتها الفنية مع الجهات المختصة مع التحقيق في ملابسات الواقعة وصلاحية المعدية فنيًّا، مع تحرك كافة الأجهزة المعنية لانتشال جثماني المعلم والطفلة اللذين لقيا مصرعهما غرقًا.