هؤلاء زعموا أنهم المهدي المنتظر.. شاب يدعي نزول الوحي عليه بالجيزة.. الشيخ عبد الله نصر بالقائمة.. وموظف سفاجا “آخرهم”
حالة من الجدل أثارها أحد الأشخاص بمحافظة البحر الأحمر، الأسبوع الماضي بعد ادعائه انه «المهدى المنتظر»، وأنه «آخر الأنبياء»، والذى تبين أنه كان يعمل موظفًا بالوحدة المحلية لمدينة سفاجا، وتم إلقاء القبض عليه بتهمة الاتجار بالمخدرات.
وكشفت وزارة الداخلية ملابسات تداول منشورات على إحدى صفحات موقع «الفيس بوك» ادعى خلالها صاحب الحساب النبوة في البحر الأحمر.
قالت الوزارة في بيان لها: «في إطار جهود أجهزة الوزارة لكشف ملابسات تداول منشورات على أحد الحسابات بموقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» ادعى خلالها صاحب الحساب النبوة وأنه المهدى المنتظر».
وأضافت: «أمكن تحديد صاحب الحساب وضبطه له معلومات جنائية- مقيم بدائرة قسم شرطة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر، وتبين أنه مهتز نفسيًا وسبق إيداعه بأحد مستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، تم اتخاذ الإجراءات القانونية».
في هذا الصدد ترصد "فيتو" أبرز الأشخاص الذين زعموا أنهم المهدي المنتظر في ربوع مصر.
المهدي المنتظر بالدقهلية
وكشف الشيخ صالح، صديق الضحية الذي قتل داخل المسجد أثناء صلاة الجمعة بالدقهلية، الأسبوع الماضي، عن أن «الشربيني الخواجة» قتل غدرًا في بداية الخطبة من الشاب الذي كان يعمل معه، وهذا الشباب كان يدعي أنه المهدي المنتظر.
وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الغيطي، في برنامج «تقدر مع الغيطي»، على قناة «الشمس»، أن جثة «الشربيني الخواجة» مازالت في الطب الشرعي وبمجرد أن تأتي سوف تغسل ويصلى عليها وتدفن.
وكان اللواء مروان حبيب، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا من اللواء محمد عبدالهادي، مدير مباحث الدقهلية، بورود بلاغ إلى مأمور مركز شرطة دكرنس بذبح شخص داخل المسجد الكبير بقرية ميت السودان التابعة لدائرة المركز أثناء أداء صلاة الجمعة.
وانتقل ضباط المباحث إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين مصرع شخص يدعى «الشربينى عوض المتولى الخواجة»، 48 سنة، حيث قام أحد الشباب ويدعى «صابر فرج عبدالسلام»، 33 سنة، بطعنه جرح ذبحي بالرقبة بسلاح أبيض، ولقى مصرعه متأثرا بإصابته.
وتم نقل جثمان المجني عليه إلى مستشفى دكرنس العام، وتحرير محضر بالواقعة، وأحيل للنيابة العامة للتحقيق.
أغلقَ القرآن الكريم الباب أمام ادعاء النبوة نهائيا بقوله تعالى «وخاتم النبيين»، لكن بابا جديدا ظل مفتوحا يؤرق الأمة الإسلامية، وهو باب «المهدي المنتظر» الذي دخل منه أكثر من شخص خلال الفترة الماضية.
ولم يكن الشاب الذي ادّعى أنه «المهدي المنتظر» في منطقة الطالبية بمحافظة الجيزة، هو أول مصري يزعم ذلك، فقد سبقه كثيرون، حيث ادّعى هذا الزعم مواطنون من مختلف الفئات الاجتماعية، ما بين مدرس وسائق «توك توك» وأزهري.
وأثارت حكاية الشاب الذي ادعى أنه «المهدي المنتظر» وأن الوحي نزل عليه في الطالبية، ضجة كبيرة في مصر، حتى تدخلت الأجهزة الأمنية كاشفة حقيقة هذا الأمر.
وكشفت الأجهزة الأمنية ملابسات مقطع الفيديو المتداول لشخص ادعى أنه «المهدي المنتظر» بالجيزة، مؤكدة أنه بالفحص، أمكن تحديد الشخص المشار إليه (مقيم بدائرة قسم شرطة الطالبية بمحافظة الجيزة)، وباستدعائه (مدعي المهدوية)، وشقيقه، أكد الثاني أن شقيقه يعاني من اضطرابات نفسية وعصبية، وقيامه بتقديم بعض الشهادات المرضية التي تؤكد صحة ذلك، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه.
وقررت جهات التحقيق عرض المتهم على مستشفى الأمراض النفسية؛ لتوقيع الكشف الطبي عليه وبيان حالته النفسية والعقلية.
وفي دلتا مصر وتحديدا مدينة قطور بمحافظة الغربية، شهدت ادعاء شخص أنه «المهدى المنتظر»، بعد أن علق لافته على باب منزله قبل شهر رمضان 2021 مدون عليها «دار المهدى المنتظر الشيخ محمد محمد حبش»، الأمر الذى أثار حالة من الغضب والجدل بين جيرانه وأهالى مركز قطور، ووصفوه بـ«المجنون».
وألقى ضباط مباحث مركز قطور بالغربية، القبض على هذا الشخص مدعي «المهدوية»، بينما كسرت أسرته اللافتة التي كتب عليها بأنه «المهدى المنتظر»، وعلقها على مدخل منزله.
وكان الداعية محمد عبد الله نصر، الشهير إعلاميًا بالشيخ «ميزو» الذي يزعم أيضا أنه «خطيب ثورة يناير» قد كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أنه «المهدي المنتظر»، مستشهدًا بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومطالبًا السنة والشيعة وشعوب الأرض بمبايعته.
وقضت محكمة جنح مستأنف شبرا الخيمة بحبس «ميزو»، عامين وغرامة 1000 جنيه، بدلا من 5 أعوام وغرامة 10 آلاف جنيه لزعمه أنه «المهدي المنتظر».
وفي عام 2000 ظهر 3 مصريين ادعوا أنهم «المهدي المنتظر»، أولهم محمد عبد النبي عويس في سيناء، وكتب كتابًا يشرح فيه تعاليمه، وكان مصيره الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية.
المهدي والجن
وفي نفس العام ظهر شخص يدعى حنفي من بورسعيد ادعى أنه «المهدي المنتظر» وقبضت عليه الشرطة، كما ظهر أحمد عبد المتجلي من الإسماعيلية الذي ادعى قدرته على إخراج الجن.
الإمام المنتظر
وفي الإسكندرية ألقت أجهزة الأمن القبض على مواطن يُدعى محمد محمود، زعم أنه «الإمام المنتظر» وطلب من أئمة المساجد مبايعته، وأعلنت أسرته أنه يعاني اضطرابات نفسية.
شرور جورج بوش
وفي نفس المحافظة أعلن عاطف محمد حسين أنه «المهدي المنتظر» وتعهد بتخليص العالم من شرور الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، وفي الإسكندرية أيضًا زعم مواطن يدعى أشرف عبدالحميد ويعمل خبازًا أنه «المهدي المنتظر».
وفي قنا أعلن مواطن يدعى عبدالفتاح محمد دردير أنه «المهدي المنتظر» وأن الله اختاره ليخلص الناس من الظلم ومحاربة الفساد، وتم حبسه وإحالته بعد ذلك إلى مستشفى الأمراض العقلية.
المهدي المنتظر بالشرقية
وفي الشرقية، فوجئ المصلون في أحد المساجد بشاب يخبرهم أنه «المهدى المنتظر»، فسايره أحدهم وقال «سأصطحبك لمكان ما الآن، ولو عرفت ما هو ذلك المكان قبل الوصول إليه سأبايعك وأدعو الناس لتصديقك»، وكان المكان الذي لم يعلم به المهدي المزعوم هو مستشفى الأمراض العقلية الذي تم إيداعه فيه.
اسيوط والفيوم
وفي أسيوط ألقت أجهزة الأمن القبض على يحيى أحمد محمد، عامل حدادة، ادعى أنه «المهدي المنتظر»، بينما في الفيوم ألقت قوات الأمن القبض على مواطن زعم أنه «المهدي».
المهدي المنتظر بميدان التحرير
وخلال ثورة 25 يناير فوجئ المتظاهرون بشخص يدخل ميدان التحرير مرتديًا زيًا أخضر، وادعى أنه «المهدي» وتبين أن اسمه سلامة علي محمد.
أحمد عبد العظيم 44 سنة، موظف سابق بوزارة الأوقاف، حاصل على معهد فني تجاري، زعم في يونيو 2014 أنه «المهدى المنتظر»، وتم القبض عليه خلال رفعه راية شبيهة براية «داعش» بصحبة اثنين معه أثناء تواجدهم أمام قصر الاتحادية.
المهدي يترشح في الانتخابات
وفي أبريل 2012، تقدم مواطن بأوراقه للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية وادعى أنه «المهدي المنتظر» الذي سيحرر البلاد العربية.
المهدي والإفتاء
كما ظهر شخص يدعى أحمد الجنايني ادعى أنه «الإمام المنتظر» وأكد ذلك في رسالة بعثها إلى دار الإفتاء المصرية، مستدلًا بآيتين في القرآن على أنه إمام هذا الزمان.
المهدي في اسوان
وفي جنوب مصر أحالت نيابة إدفو بأسوان مزارعًا يدعى أحمد محمود الحجاج إلى نيابة أمن الدولة العليا، بعد زعمه أنه «المهدي المنتظر»، وطلبت النيابة تقريرًا طبيًا حول صحة قواه العقلية، أما محمود قاسم أبوجعفر، فزعم أنه «المهدي المنتظر»، وأن صفاته الشكلية والمعنوية والحسية مطابقة له.
المهدي في الموسكي
فيما ادعى مخلص علي، عامل دوكو، من منطقة الموسكي جنوب القاهرة أنه «المهدي» وتم القبض عليه، وعند تحرير محضر له سأله الضابط عن اسمه فأخرج مطواة من ملابسه وأصاب بها الضابط بجرح في الرقبة، قبل أن يمسك به بقية ضباط وأفراد الشرطة.
كهربائي قليوب
وقتل كهربائي في قليوب عددًا من جيرانه قبل أن يسلم لنفسه للشرطة مدعيًا أنه «المهدي المنتظر»، وتبين أن اسمه عمرو عبدالعاطي وأنه مصاب باضطراب نفسي منذ فترة، وأنه كان يدعي أنه «المهدى المنتظر» ويخرج في الشارع عاريًا تمامًا من ملابسه.
وأغلقَ القرآن الكريم الباب أمام ادعاء النبوة نهائيا بقوله تعالى «وخاتم النبيين»، لكن بابا جديدا ظل مفتوحا يؤرق الأمة الإسلامية، وهو باب «المهدي المنتظر» الذي دخل منه أكثر من شخص خلال الفترة الماضية.
العقوبة القانونية
وبدوره، أكد الدكتور فؤاد عبد النبي، أستاذ القانون بكلية الحقوق في جامعة المنوفية، أن الشخص الذي يدّعي أنه «المهدي المنتظر» يرتكب جريمتي النصب وازدراء الأديان المعاقب عليهما بالمواد 336 و98 من قانون العقوبات.
وأوضح عبد النبي، أن المادة 89 تنص على أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تتجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية».
وتابع أن الأشخاص الذين يدّعون أنهم «المهدي» يثيرون السخط العام وازدراء الأديان، وأول إجراء يتخذه جهات التحقيق هو عرض المتهم على مستشفى الأمراض النفسية أو متخصص لتوقيع الكشف على قواه العقلية.