وزير الخارجية الأسبق يطالب المجتمع المدني بالاهتمام بقضايا الفقر والتغير المناخي
يواصل منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك المقام بمدينة وهران في الجزائر جلساته في اليوم الرابع على التوالي، والذي ينظمه المرصد الوطني للمجتمع المدني بالجزائر في الفترة من 10 إلى 15 سبتمبر 2022.
وأكد الدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية المصرية الأسبق، أهمية منتدى التواصل لدعم الأجيال لانعقاده قبل القمة العربية المقرر انعقادها في أول نوفمبر المقبل، متزامنا مع مرور 68 عاما على حركة التحرر مؤكدا أن العالم العربي يمر بعاصفة مكتملة، وعصر العولمة الذي يدفع نحو عولمة الأسواق فضلًا عن اقليمية النزاعات، وهذا يفرض على الحكومات والشعوب الإسهام بجدية في وضع منظور مستقبلي للتصدي للتحديات بدلا من فرضها علينا من قبل بعض الأطراف.
وأضاف أن المجتمع المدني لا يمكن أن يلعب دور الحكومة كما أنه ليس بإمكان الحكومات السير في عزلة عن المجتمع المدني والشعب وإنما على كلاهما المبادرة والمشاركة موضحا أن أهم مشاكلنا والتي قد تؤدي إلى استقطاب او إضعاف دولنا هي عدم استيعاب التغير التدريجي في مجتمعاتنا والذي أدى إلى المبالغه في الاعتماد على الغير في قضايا الأمن القومي بدلا من بناء الذات، فضلًا عن قصور التخطيط للمستقبل.
وطالب وزير الخارجية الأسبق باهتمام المجتمع المدني بالقضايا العالمية مثل الفقر، والتغيير المناخي، وقضية المياه والنظام الدولي الجديد موضحا أن مراكز البحث ومؤسسات المجتمع المدني يجب عليها إعداد مواقف وأوراق عمل واقتراحات في هذا الصدد وعلى المستوى الإقليمي، يجب التمسك باحترام القانون الدولي ورفض استخدام القوة في العلاقات الإقليمية.
وأكد أن القضية الفلسطينية على رأس الأولويات لإقامة دولة عاصمتها القدس الشريف مطالبا المجتمع المدني بالتأكيد على الحق الفلسطيني وإبراز المخالفات الإسرائيلية القانونية والإنسانية ووضع الأسرى وتهويد القدس الشريف على المستوى الوطني مشددا على ضرورة قيام كافة الدول والمجتمع العربي بصياغة معادلة اجتماعية وطنية تتصف مع خصوصيتنا ومع تطورات القرن الـ21.
وأضاف أن الشرق الأوسط يتغير ليس لصالح العرب وسيستمر على ذلك إذا لم نساهم في الرؤية المستقبلية للمنطقة والعالم العربي، ويجب وضع رؤية مستقبلية للمنطقة أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا بما يخدم المصلحة والهويه العربيه ورفع أداء مراكز الشباب والبحث العلمي.
وقال إن المجتمع المدني المصري له تاريخ طويل وتنوع ثري وهناك تواصل بينه وبين المؤسسات الحكومية، مطالبا تشجيع الحكومات لإسهامات المجتمع المدني في الأوطان العربية واستيعاب الرأي والرؤية الأخرى، وتنظيم المؤسسات الوطنية لحلقات نقاش وحوارات موضوعية ومنتظمه للمجتمع المدني مره او مرتين بالعام، لتبادل الآراء حول المستقبل، بالإضافة إلى الاتصالات التي تتم حول قضايا بعينها.
وتابع: أنصح المجتمع المدني والمؤسسات الشعبية أن تكثف نشاطها على التواصل الاجتماعي حتى تستفيد المؤسسات الإقليمية العربية من تجاربها مع الحفاظ على استقلاليتها وبالنسبة للمؤسسات الإقليمية على رأسها الجامعة العربية، فميثاق الجامعة لم يشِر إلى الشعوب وانما فقط الى الدول، مقترحا تنظيم الجامعة العربية جلسة استماع بينه وبين المجتمع المدني العربي مرة كل عام، والأخذ بملاحظات المجتمع المدني قبل انعقاد القمم العربية.
ويأتي هذا المنتدى المنظم من قبل المرصد الوطني للمجتمع المدني دعما للمساعي والجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل ترقية العمل العربي وبهدف تمكين جميع أطياف المجتمعات العربية من تقديم مساهماتها حول سبل معالجة أبرز التحديات الراهنة التي تواجه العالم العربي.
ويشارك في المنتدى 150 مشاركا سيتطرقون إلى عدد من القضايا المتعلقة بدور المجتمع المدني في مواجهة التحديات الوطنية والدولية من خلال تعزيز ونشر مجموعة من القيم والمبادئ التي تهدف إلى تطوير وتنمية المجتمعات، وكذا المساهمة الفاعلة في نشر مفاهيم الحياة المدنية والحقوق والحريات الأساسية.
كما يتم مناقشة موضوعات أخرى متعلقة بمسيرة العمل العربي المشترك بالإضافة إلى إبراز البعد الشعبي في بلورة وتيسير العمل العربي المشترك بهدف تعزيز التضامن العربي وتفعيل العمل وتطوير آلياته وتحقيق المزيد من التكامل والتنسيق والوحدة بين أبناء الأمة العربية.
ينعقد المنتدى على مدار خمسة أيام، تتناول الجلسة الأولى موضوع "مسيرة العمل العربي المشترك: تحديات وآفاق" يتم خلالها مناقشة واقع وتحديات العمل العربي المشترك وسبل وآفاق تعزيزه ودور مؤسسات العمل العربي المشترك في الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وخصصت الجلسة الثانية لموضوع "دور المجتمع المدني العربي في مواجهة تأثيرات التحديات الدولية على العالم العربي" حيث سيتم مناقشة البدائل المتاحة أمام العالم العربي في مواكبة التحولات الدولية الراهنة ورهانات الأمن الطاقوي والأمن الغذائي العربي.
وستتناول الجلسة الثالثة موضوع "إحياء الذاكرة والتواصل بين الأجيال خدمة للعمل العربي المشترك" حيث سيتم التطرق الى مسألة الاستلهام من الذاكرة في تعزيز قيم التضامن والدفاع عن القضايا العربية، وثورة أول نوفمبر 1954 كنموذج لترسيخ وعي الدول والشعوب العربية في النظام المشترك إضافة إلى التواصل بين الأجيال كضمانة في دعم العمل العربي المشترك.
وسيتطرق المشاركون في الجلستين الأخيرتين إلى "البعد الشعبي في إصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك" و"سبل تفعيل مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة".
ويحضر المنتدى المشاركين من الجزائر، تونس، البحرين، الكويت، موريتانيا،الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، مصر، سوريا، فلسطين، العراق، السودان، ليبيا، لبنان، الأردن، قطر، جيبوتي، العربية السعودية واليمن.