سبوبة "زواج الديدلاين".. قصص مأساوية لرجال وقعوا في الـ"فخ"
أشكال الزواج كثيرة، والتقاليع أكثر، تمامًا مثل ما صار يعرف بزواج الـ"deadline"، والمقصود بذلك أن تكون مدة الزواج محددة وبغرض الإنجاب وتحقيق المصلحة الشخصية، والبعض يستهدف التجربة، وإنْ كانت تلك الفكرة بدأت تلقى رواجًا خلال السنوات الأخيرة، وانتشرت بوضوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
معظم الفتيات اللاتي يؤيدن تلك الفكرة، يؤكدن أنهن سيقمن بالتجربة نظرًا لخوفهن من الفشل، فيكون من السهل اللجوء للخلع، أو طلب الطلاق.
وبعضهن يتعاملن مع الزوج باعتباره مصدرًا للإنفاق فحسب، إلى أن تتحقق المصلحة، وعندها تكون نهاية العلاقة.
رباط مقدس
كل هذه الأشكال والتصرفات تخرج الزواج من إطاره الأخلاقي والإنساني، وتبعده عن مفاهيم المودة والرحمة، والرباط المقدس.
الفكرة نفسها تم استغلالها عند الفتيات اللاتي يرغبن فى إنجاب الأطفال والحصول على الكثير من المكاسب المالية، وفى نفس الوقت البُعد عن مسئولية الزواج، فبعد الزواج من شاب - فى الغالب تكون حالته المادية ميسورة - وبعد الإنجاب يطلبن الطلاق ويرفعن قضايا نفقة ومتعة وعدة ومؤخر صداق وتبديد قائمة منقولات ومشغولات ذهبية.
كثير من الأزواج وقعوا ضحية لهذا الفخ، ويقول أحدهم: «تزوجت وأنجبت طفلة، ولأنى أعمل فى السعودية كانت زوجتى تعيش معى هناك، واكتشفت خيانتها من خلال رسائل بينها وبين الشباب، وأحدهم يأخذ منها موعدًا فى المكتب ليتقابلا بمفردهما، واجهتها بذلك وتشاجرت معها وعدنا فى زيارة لمصر».
أنا ATM لزوجتي
ذهبت زوجتي فور عودتنا لمنزل أهلها، ولم يمر أكثر من أسبوعين، حتى فوجئت بسيل من الدعاوى القضائية أقامتها ضدي، وعندما ذهبت إليها لحل الأمور بشكل ودي، قالت لي بشكل صريح: «أيوة أنا كنت بخونك لأنني مبحبكش، ومتجوزاك بس علشان فلوسك، وهتطلق منك وهاخد كل حاجة»، وتابع والدموع تذرف من عينيه: «كنتُ بالنسبة لها فلوس ورجال آخرين كانوا مشاعر»، واكتشفت أنها خطة موضوعة من بداية الزواج، وأننى مجرد ATM بالنسبة لها، وأنها كانت تحب شابًا آخر قبل زواجنا، تزوجتنى فقط من أجل الأموال، وحققت هدفها فى ذلك.
واستكمل قائلًا: «بسبب تلك الظروف تركت العمل فى شركة من أهم الشركات فى السعودية، كان مرتبى فيها كفيلًا بتأمين مستقبل بنتي سائر حياتها، منوهًا: أنا حاليًا نائم على مرتبة على الأرض، بعدما خسرت شغلي وبنتي وفلوسي، كما أن إقامتي فى السعودية انتهت ولم أستطع تجديدها».
قصص الضحايا
من بين ضحايا زواج السبوبة أيضًا، زوج قصَّ حكايته قائلًا: «كتبت الكتاب فى شهر 2 وكان الفرح آخر شهر 3، ولأن نيتي كانت سليمة،مضيت على وصل أمانة بـ350 ألف جنيه قبل كتب الكتاب، كي تضمن حقها، خاصة أن قائمة المنقولات لم يكن تم تحضيرها فى ذلك الوقت».
وبدون أي مقدمات أو خلافات، فوجئت بالعروسة تطلب الطلاق بدون أي أسباب، مستكملًا: أنا لسه مخلص الشقة وعليا ديون وأخذت قرضًا من البنك لاستكمال تجهيزات الفرح، وبعد كل ذلك طلبت الطلاق، متابعًا والدموع فى عينه: «صرفت كتير جدًّا فى الخطوبة، وبيتي اتخرب فى تجهيز الشقة، وأقسم بالله مفيش أي أسباب لطلبها الطلاق».
متابعًا: «أهل طليقتي معهم إيصال الأمانة بـ350 ألف جنيه سيقاضونني به، فكيف سأسدده، وأنا ما زلت أسدد ديون تجهيزات الفرح وقرض البنك؟!»، مستكملًا: «حاسس بحرقة دم بسبب تعبي وشقى عمر اللي راح، وفرحتي اللي انكسرت والديون اللي عليا».
نصف مليون في 4 أشهر زواج
ومن بين الحالات التى سلكت هذا المسلك طبيبة أمراض جلدية، وكان حلم حياتها فتح مركز تجميل ولیزر، جاء فى تفكيرها أن تتزوج طبيبًا يعمل فى الخليج، وبعد الزواج بـ4 شهور اتفقت مع أهلها أن يعتدوا على زوجها بالضرب لإجباره على طلاقها، بعد أن أخذت ذهبها وأعطته لوالدتها، ورفعت عليه أكثر من دعوى؛ قضية قائمة منقولات ونفقة ومتعة وعدة وذهب، وحصلت على قرار بمنعه من السفر، واستطاعت الوصول لعقد عمله فى الخليج من خلال قسم الإجازات فى مديرية الصحة التابع لها، لكى تتمكن من رفع دعوى نفقة متعة وتحصل عليها من مرتبه خارج مصر بالريال وليس من خلال مرتبه داخل مصر بالجنيه، وحصلت منه على ٥٠٠ ألف جنيه فى 4 شهور زواج، وفتحت مركز الجلدية الخاص بها، بعدما أخذت كل فلوسه وشقى عمره، وتفتخر الدكتورة بما فعلته وتصف نفسها بالذكاء، وأن ما فعلته شطارة منها.
الموقف القانوني
وتعقيبًا على ذلك يقول محمود مسلم المحامي: قابلت استشارات مكتبية كثيرة من هذا النوع، لسيدات يضعن لأنفسهن فى الزواج deadline للحمل ومن ثم الطلاق، فعلى سبيل المثال: يتم الحمل خلال عام بحيث تضمن أن تأخد من الزوج شقة ونفقة، هؤلاء السيدات يرغبن أن يكون لهن أطفال وأيضًا شقة ونفقة، فيتجهن إلى زواج السبوبة.
وطالب "مسلم" بسنِّ قانون يكون منصفًا للطرفين (الزوج والزوجة) لأن القانون الحالى منصف لطرف عن الآخر، فالزوجة لها حقوق كثيرة، والزوج ليس له سوى حق الرؤية وإنذار الطاعة.
وفى نفس السياق، يقول منتصر هريدى المحامى: عقد الزواج الشرعى هو عقد لا بد من قصد التأبيد فيه، أما ربطه بوقت أو غرض ينتهى فلا يجوز شرعًا لأن الزواج شرعًا القصد منه بناء أسرة وإقامة حياة وحفظ الأسرة من مقاصد الشريعة وتحديد وقت ينتهى فيه العقد لمدة شهر أو سنة يفسد العقد، فتحديد بوقت يجعل العقد فاسدًا.
نقلًا عن العدد الورقي…