رئيس التحرير
عصام كامل

أسلحة روسية في أيدي أوكرانيا.. كييف تبدأ استعادة أراضيها التي مزقتها الحرب

جندي اوكراني
جندي اوكراني

نقلت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية عن مسؤول عسكري أوكراني قوله إن قوات بلاده استولت على أكثر من مئتي مركبة روسية، في هجوم استمر أكثر من أسبوع وشهد استعادة الدولة التي مزقتها الحرب السيطرة على معظم مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد.

الحصاد الأخير

 

وأضاف المسؤول في حديثه للمجلة أن القوات الأوكرانية تخطط لاستخدام ”الحصاد الأخير من الذخيرة والأسلحة“ ضد الجيش الروسي المتعثر. وتابع: ”لقد تركوا للتو دباباتهم ومدفعياتهم ومعداتهم الخاصة والكثير من الدروع، وكانوا يحاولون فقط إنقاذ حياتهم.“

وأوضحت المجلة أنه بينما ترك الروس أكثر من 2300 ميل مربع للقوات الأوكرانية – أي أكثر من الأراضي التي استولت عليها روسيا في الأشهر الخمسة الأخيرة – تركت بعض القوات ”المنسحبة“ مخابئ شاسعة من أسلحة الحقبة السوفيتية.

ونقلت المجلة في هذا الشأن عن مركز ”أوريكس“ الاستخباراتي قوله إن المعدات الروسية التي تم الاستيلاء عليها تتراوح بين مركبات قتالية برمائية مشاة إلى عشرات الدبابات، بما في ذلك دبابات من طراز ”تي-80“ التي يعود تاريخها إلى الثمانينيات، والتي ربطها الخبراء بحوالي نصف المخزون الجاهز للقتال.

خسارة سريعة

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن الخسارة السريعة للأراضي في أوكرانيا تكشف عن استنفاد الجيش الروسي، مشيرة إلى أن ضعف جاهزية القوات ومشكلات اللوجستيات بالإضافة إلى الخسائر في المعدات قد تحد من قدرة الكرملين على الدفاع عن الأراضي التي يسيطر عليها بالفعل.

وقالت الصحيفة في تحليل لها: ”يعتبر الوضع حقيقة واقعة بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يواجه عقبات في انتشار قواته، وأزمة المعدات المدمرة لجيشه، وذلك من أجل دفع بلاده إلى درجة تسمح لها بأخذ زمام المبادرة مرة أخرى في ساحة المعركة“.

وتابعت الصحيفة: ”والنتيجة هي فرصة للقوات الأوكرانية التي تأمل في تحقيق المزيد من المكاسب الإقليمية قبل أن تؤدي ظروف الشتاء إلى تقوية خطوط القتال الروسية“

وأردفت: ”إن المكاسب الإضافية التي حققتها أوكرانيا ستوجه ضربات إضافية إلى الروح المعنوية الروسية وتزيد من الضغط على بوتين، الذي يواجه بالفعل دعوات من قبل الصقور الروس للإعلان عن تعبئة عامة، في خطوة قد تكون مدمرة من الناحية السياسية لنظامه“.

وفي هذا الصدد، قال مايكل كوفمان، المحلل العسكري الروسي في مجموعة أبحاث ”سي إن إيه“ إن الانهيار السريع للجبهة الروسية حول خاركيف في الأيام الأخيرة ”يعكس المشكلات الهيكلية المتعلقة بالقوى العاملة وانخفاض الروح المعنوية في الجيش الروسي المنهك“.

وأضاف كوفمان: ”إن التعبئة الجزئية في روسيا يمكن أن توفر دفعة في العام المقبل، لكن روسيا تفتقر إلى القوات على المدى القصير للدفاع عن أراضيها في جنوب أوكرانيا مع تحقيق أي تقدم ملموس في منطقة دونباس الشرقية“.

من جانبه، قال اللفتنانت جنرال المتقاعد بن هودجز، القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، إن الجيش الروسي قد وصل إلى ”نقطة الذروة“، أو اللحظة التي لم يعد فبها بإمكان القوة المهاجمة المضي قدمًا، معتبرًا أن القوات الأوكرانية ساعدت في تحقيق ذلك بشكل كبير.

وذكرت الصحيفة أنه من المحتمل أن يتحول تركيز الجيش الأوكراني إلى خيرسون، المدينة المحتلة في جنوب البلاد، حيث قال محللون إن روسيا نقلت وحدات النخبة إلى المنطقة للدفاع عنها، الأمر الذي سيجعل القتال صعبًا على الأوكرانيين.

الجريدة الرسمية