غير سامة واكتسبت لونها من الطحالب.. كل ما تريد معرفته عن قناديل البحر الزرقاء

شهد عدد من شواطئ البحر المتوسط بالساحل الشمالي، ظهور قناديل البحر الزرقاء، ما أدى إلى خوف رواد الشواطئ منها، ونستعرض فيما يلي كل ما تريد معرفته عن قناديل البحر الزرقاء.

أسباب ظهور قناديل البحر الزرقاء

تتزايد قناديل البحر خلال فصل الصيف، بسبب الحرارة المرتفعة، وذلك لوفرة الغذاء المناسب للقناديل خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى تجمعها للتكاثر.

ومن الأسباب المتوقعة لانتشار القناديل بالسواحل والشواطئ هو تناقص السلاحف البحرية التي تعد المفترس الأساسي لقنديل البحر، اذ أدت زيادة نسبة الملوثات العضوية في المياه، وزيادة تلوث الشواطئ والمياه البحرية بالمخلفات والأكياس البلاستيكية الشفافة المليئة بالمياه إلى خداع السلاحف، وابتلاعها ظنًّا منها أنها قناديل بحر، مما يؤدي إلى انسداد أنبوبها الهضمي وموتها.

خطورة قناديل البحر الزرقاء

وعلى الرغم من أن القنديل كائن غير هجومي إلا أن مجرد ملامسة مجساته السفلية المكونة من مادة قلوية حارقة جسم الإنسان فإنه يتسبب بضرر وآلام كبيرة للجلد قد يصل في بعض الأحيان إلى حروق درجة ثانية كما أن بعض القناديل سامة قد يؤدي ملامسة مجساتها لجسم الإنسان إلى الوفاة.

وظن البعض أن هذه الأنواع من القناديل التي نجدها قرب الشواطئ المصرية وشواطيء شمال أفريقيا هي قناديل البحر الزرقاء شديدة السمية، لكن في الحقيقة أن أغلب المنتشر منها لدينا هي من فصيلة Rhizostoma Pulmo، وهي لاسعة ولسعتها مؤلمة وقد تترك ندوب لكنها ليست بالخطيرة جدًا ولا السامة، واللون الأزرق عادة ما يكون نتيجة نمو بعض أنواع الطحالب عليها.

قناديل الساحل الشمالي

القناديل التي تم العثور عليها بشواطئ الساحل الشمالي جميعها غير سامة، فهي فقط تعرض من يلمسها للسعة، قد تصل إلى حرق من الدرجة الثانية، بالإضافة إلى ظهور علامات حمراء أو بنيَّة ناتجة عن اتصال اللوامس بالجلد، وحكة وتورم. 
 

أهمية ظهور قناديل البحر

تعد قناديل البحر غذاء لبعض الكائنات البحرية وعلى رأسهم السلاحف البحرية (الترسة) التي قلت أعدادها بصورة ملحوظة نتيجة للصيد الجائر بالرغم من كونها محمية بموجب قوانين البيئة الدولية.

الإسعافات الأولية للسعة قنديل البحر

من أهم الإسعافات، الخروج فورًا من مياه البحر، وغسل مكان اللسعة بمياه البحر لمدة نصف ساعة لحين إزالة آثار الألم، والتأكد من عدم وجود أي شعيرات من جسم القنديل على الجسم، والذهاب للمستشفى أو الطبيب للكشف على مكان اللسعة، واستخدام مرطبات الجسم التي ينصح بها الأطباء.

أعراض لسعات قنديل البحر

من الأعراض الشّائعة للسعة قنديل البحر: ألم شديد وحارق، وعلامات حمراء أو بنيّة أو أرجوانيّة ناتجة عن اتصال اللوامس بالجلد، وحكة وتورّم.

أما الأعراض الشّديدة التي قد تظهر عند التّعرّض للسعة قنديل البحر والتي يجب مراجعة الطّبيب عند حدوثها فتشمل كلًّا من: آلام في المعدة، صداع الرّأس، آلام العضلات أو تشنجها، الغثيان، والقيء، الشّعور بالضّعف والارتباك، الشّعور بالنّعاس، وفقدان الوعي، صعوبة في التّنفس، مشاكل قلبيّة.

علاج لسعات قنديل البحر

يشمل علاج لسعة قنديل البحر الإسعاف الأوليّ، غسل الإصابة بماء البحر أو بمحلول مكون من نص كوب خل أبيض ونصف كوب ماء وممكن الاستعاضه عن الخل بليمون أو أي سائل حمضي وعدم غسل الإصابة بالمياه العذبة.

ويمكن أن تصنع دهان من رمل البحر مبلول بماء البحر وتضعه مكان الإصابة لمدة 30 دقيقة وننزعه بواسطة أي أداة لإزالة أي لوامس متبقية.

نزع اللوامس يكون بحذرٍ من الجلد باستخدام ملقط، وغمر الجلد بماء ساخن تتراوح حرارته ما بين 43-45 درجة مئويّة لمدة 20-45 دقيقة، ثم وضع أي كريم موضعي يحتوي على الكرتيزون أو مضادات الحساسية.

أمّا العلاج الطّبي للسعة قنديل البحر فيشمل:إنعاش القلب والرّئتين إذا كان لدى المصاب رد فعل حاد تجاه لسعة قنديل البحر. وإعطاء المصاب مضادات السّموم إذا تعرّض للسعة قنديل بحر مكعّب، وفي حال حدوث أي طفح جلدي أو تحسّس لدى المريض، يمكن إعطاؤه مضادات الهستامين أو الكورتيكوستيرويدات، ويُمكن إعطاؤه مسكّنات الألم عن طريق الفم.

ويجب تلقّي الرعاية الطبيّة الفوريّة إذا كانت الإصابة في العين أو قريبةً منها؛ لتنظيفها والحدّ من الألم، وتُفضَّل مراجعة طبيب.

شكل ومواصفات قنديل البحر

يعد قنديل البحر من أقدم الحيوانات الموجودة على الأرض فهو يوجد منذ أكثر من 700 مليون سنة توجد منه أنواع كثيرة منها ما يعيش في البحار ومنها ما يعيش في أعماق البحار عند عمق نحو 3000 متر، وهو حيوان بحري شفاف يصنف من الرخويات ( شعبة اللاسعات).

شكله عبارة عن قرص شفاف، قوامه هلامي وله أطراف طويلة رفيعة تسمى "لوامس"  أو مجسات الحسية ؛ وهو بسيط غير معقد بحيث لا يحتوي على رأس أو نظام هضمي طبيعي أو أعضاء تركيبية يشكل الماء نسبة عالية من جسمه لما يصل إلى حوالي 95% من وزنه وبه بعض الأعضاء، وفتحه فمه بالوسط.

يتحرك في الماء بانقباض جسمه ولوامسه وتساعدة حركة التيار المائي في الانتقال لمسافات يتغذى القنديل البحري بشكل عام على بيوض ويرقات الأسماك والعوالق البحرية الحيوانية.

تتراوح أحجام هذا الكائن حسب الأنواع حيث أن أصغر الأنواع لا يزيد عن بضع سنتيمترات ولكن قد تتجاوز اللوامس الطويلة لأكبر أنواعه  4 متر. بعض أنواع هذا الكائن عالية السمية بحيث تستطيع القضاء على حياة الإنسان في دقائق والتي تسجل تواجدها وبعض المناطق من العالم والكثير منها تؤثر في اصابة جلد الإنسان بالحساسية.

أنواع قناديل البحر في مصر

على السواحل المصرية يظهر نوعين فقط من قناديل البحر وهما  القناديل المرصودة من نوع القنديل الأبيض الشفاف Rhoplema nomadica  بنسبه قدرها 98.5% من إجمالي الأعداد، في مقابل نسبة 1.5% من النوع الأزرق Rhizostoma pulmo  وكلا النوعين غير سامة.

هناك نوع من القناديل السامة الزرقاء المعروفة باسم البارجة البرتغالية   Physalia physalis  حيث أن المسوح الميدانية لم تظهر أي تواجد لهذا النوع بالشواطئ المصرية وإن كان قد تم تسجيله في البحر المتوسط سابقًا مرة واحدة أمام السواحل الأسبانية في عام 2010 ولم يتم تسجيله بعد ذلك.