آخر تطورات اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل
بعد أشهر من تصاعد نزاع إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية، وصلت المفاوضات البطيئة، محطة يأمل مسؤولو البلدين، أن تجد طريقا للتوافق.
وقال مسئولون في الإسرائيل إن المفاوضات تحرز تقدمًا والجزم اللبناني باكتمالها بنسبة 95%، ولكن بات الطريق إلى الاتفاق المرتقب ممهدًا بعض الشيء، إلا أنه لم يخل من مخاوف؛ أبرزها بدء العد التنازلي لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، فيما تستعد إسرائيل لاستقبال حكومة جديدة، في نوفمبر المقبل.
آخر تطور المفاوضات
وأكد مسؤول إسرائيلي في تصريحات لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن المفاوضات التي وصفها بـ"بطيئة الحركة" مع لبنان بشأن الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين تحرز تقدما، لكنه أكد أنه لا يزال هناك عمل كبير يتعين القيام به.
وعن المحادثات الجارية، قال المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث دون الكشف عن هويته: "إننا نحقق تقدمًا، لكن هناك الكثير من العمل ولا يزال هناك أشياء لم يتم الانتهاء منها. على الحكومة اللبنانية أن تقرر أنها تريد التوصل إلى اتفاق".
وعبر المسؤول الإسرائيلي عن أمنياته بالتوصل لاتفاق قريب مع لبنان، قائلا: "نأمل أن نتمكن من التوصل إلى هذا الاتفاق المهم. نأمل أن يحدث ذلك قريبًا."
حقيقة اكتمال المفاوضات
تصريحات المسؤول الإسرائيلي جاءت بعد يومين من وصف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب المفاوضات بأنها قريبة من الاكتمال، قائلا إنها "اكتملت بنسبة 95%".
وقال بوحبيب في تصريحات لوسائل إعلام محلية، امس السبت، إن الجانبين مهتمان بإتمام الاتفاق بسرعة، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن الوقت الحالي هو أفضل وقت لإبرام صفقة، لأن الحكومة الجديدة في إسرائيل بعد انتخابات نوفمبر قد يكون لها مصالح مختلفة.
وأضاف: "يُقال إنه إذا وصل بنيامين نتنياهو إلى السلطة، فقد يفجر الاتفاق. هنا في لبنان قد يأتي رئيس بنهج ورؤية مختلفتين. لذلك حان الوقت للتوصل إلى اتفاق". ومن المقرر أن تنتهي ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون في أكتوبرالمقبل.
تصاعد النزاع
بعد تعثر المحادثات غير المباشرة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل منذ العام الماضي وسط خلافات داخل لبنان حول حجم المنطقة المتنازع عليها، أوفدت واشنطن مبعوثها للمفاوضات أموس هوكستين، الأسبوع الماضي إلى كلا البلدين، فيما قال الأخير الجمعة الماضية إنه كان هناك تقدم في المحادثات، لكن هناك حاجة لمزيد من العمل للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وتحدث أموس هوكستين في ختام زيارة قصيرة لبيروت التقى خلالها كبار المسؤولين، بينهم الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي، قائلا: "إنني متفائل جدًا بما ناقشناه اليوم ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به".
وقال مكتب ميقاتي في بيان إن الاثنين ناقشا الأفكار التي أحضرها هوكستين معه، مضيفا أن المسؤولين اللبنانيين سيدرسونها و"سيجيبون عليها قريبا".
وأوضح مسؤول لبناني حضر المحادثات لوكالة "أسوشيتيد برس"، إن الاقتراح الذي قدمه المبعوث الأمريكي يمنح لبنان الحق في حقل قانا، مشيرًا إلى أن النقطة الأساسية الآن هي كيفية رسم الخط الفاصل بشكل يمتد جنوب قانا.
وصول المبعوث الأمريكي، جاء بعد أشهر من تصاعد النزاع على حقول الغاز البحرية، إثر نقل إسرائيل سفينة إنتاج بالقرب من حقل كاريش البحري، الذي تطالب به جارتها الشمالية جزئيًا.
أعمال "عدائية"
وردًا على تلك الخطوة، هدد حزب الله، الذي أطلق طائرات مسيرة باتجاه حقل غاز كاريش في يوليو الماضي، بشن هجمات إذا واصلت إسرائيل استخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها.
فيما أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي، في يوليو الماضي، ثلاث طائرات مسيرة غير مسلحة تابعة لحزب الله كانت تحلق فوق حقل كاريش.
وفي إشارة إلى كاريش، حذر زعيم حزب الله حسن نصر الله في أوائل أغسطس الماضي، من أن "اليد التي تصل إلى أي من هذه الثروة ستقطع".
في المقابل، تعهد المسؤول الإسرائيلي لصحيفة "جيروزاليم بوست"، يوم الأحد بالمضي قدما في استخراج الغاز الطبيعي من حقل كاريش، على الرغم من تهديدات "حزب الله" اللبناني.
وشدد المسؤول على أن إسرائيل تراقب حزب الله عن كثب، لكنه أشار إلى أن بلاده "تخطط لبدء استخراج النفط في اللحظة التي ينتهي فيها العمل هناك"، مضيفًا: "عندما تكون شركة (سفينة الإنتاج) جاهزة، سنبدأ".
وقال وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس أواخر الشهر الماضي، إن أي هجوم على أصول الغاز الإسرائيلية قد يشعل الحرب بين الجانبين.
وأفادت القناة 12 يوم السبت الماضي أن جيش الاحتلال قدّر أن هناك "إمكانية معقولة" للمواجهة مع حزب الله بشأن حقل الغاز.
وبحسب وثيقة نقلتها الشبكة، فإن نصر الله قد يخوض حربا مع إسرائيل من أجل استعادة شعبيته في لبنان.