مكاسب كييف.. آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
زعمت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية، أن المكاسب التي حققتها أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية في شمال شرق البلاد، قد فضحت ”الغزاة“ الروس المنتشرين بشكل ضعيف.
واعتبرت الصحيفة في تحليل أن الهجوم المضاد الأوكراني غيّر كل شيء في غضون خمسة أيام، وقالت ”ما بدأ كخطوة في جزء من الجبهة تجاهلها المحللون العسكريون إلى حد كبير أصبح تقدمًا أوكرانيًا كبيرًا يبلغ 70 كيلومترًا استولت من خلاله على أراضٍ أكثر مما استولت عليه القوات الروسية في جميع عملياتها منذ أبريل الماضي.“
وأضافت ”في جنوب شرق خاركيف، أظهرت كييف أنها تستطيع استغلال الظروف العسكرية بشكل ديناميكي لصالحها، ما يفتح آفاقًا لتحقيق المزيد من المكاسب الدراماتيكية قبل حلول فصل الشتاء“.
وأشارت ”الجارديان“ إلى أن ”روسيا حولت الآلاف من أفضل قواتها القتالية للدفاع عن مدينة خيرسون الجنوبية، ردًّا على هجوم أوكراني قالت إنه بدأ قبل أسبوعين“.
وأضافت ”يبدو أن الهجوم الأخير هو المرحلة الثانية من هجوم مزدوج؛ خيرسون ثم خاركيف. وفي كلتا الحالتين، كانت أوكرانيا قد حشدت بهدوء قوات في الشمال على مدار الأسبوع الماضي أو أكثر، وهو تعزيز أخطأته المخابرات العسكرية الروسية بشكل كارثي“.
وتابعت ”تحقق نجاح أوكرانيا جزئيًا من خلال استخدام كلّ من الدبابات والمشاة، على جبهة حيث تم إضعاف العدو من خلال الضربات المدفعية بعيدة المدى باستخدام أنظمة هيمارس الأمريكية.“
في المقابل، قصفت روسيا البنية التحتية في وسط وشرق أوكرانيا مساء أمس، الأحد، ردًّا على المكاسب الأوكرانية ”السريعة“ في مدينة خاركيف التي أعادت تشكيل الحرب وتركت موسكو ”تترنح“، بحسب ما وصفته ”الجارديان“.
ونقلت الصحيفة عن عمدة خاركيف، إيهور تيريكوف، زعمه أن قصفا روسيا مكثفا تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه عن جزء كبير من المدينة، فيما وصفه بأنه ”عمل انتقامي“ من جانب روسيا للنجاحات التي حققتها أوكرانيا في ساحة المعركة أخيرًا.
من جانبه، حذر وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، من أن بلاده بحاجة لتأمين ”الأراضي الشاسعة“ التي استعادتها من ”هجوم مضاد روسي محتمل“، إذ قال إن هجوم كييف الخاطف كان ”أفضل بكثير مما كان متوقعًا“.
وقال ريزنيكوف لصحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية ”الهجوم المضاد يحرر الأراضي وبعد ذلك عليك السيطرة عليها والاستعداد للدفاع عنها“، بينما حذر ”بالطبع، يجب أن نقلق. هذه الحرب تقلقنا لسنوات.“
وأضاف ريزنيكوف في حديثه أن القوات الأوكرانية كانت متعبة بعد الهجوم الذي استمر ستة أيام، لكنه أشار إلى أن الروح المعنوية كانت عالية لأنها ”علامة على إمكانية هزيمة روسيا“.
وحذر المسؤول الأوكراني من أن التعزيزات الروسية يمكن أن تشن موسكو من خلالها ”هجوما مضادا“ على خطوط الإمداد الممتدة في بلاده، موضحا أنه يمكن أيضا تطويق القوات الأوكرانية من قبل القوات الروسية.