يكمل مسيرة الـ100 عام.. الحاج حلمي أقدم صانعي الغربال بالبحيرة يكشف سر الصنعة | فيديو
في أحد الشوارع الجانبية لمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، يعيش الحاج "حلمي المنزلاوي" صاحب الـ60 عامًا.. تخصص منذ بداية حياته في عمل الغربال بكل أشكاله في مهنة أبيه وجده منذ أكثر من 100 عام، حيث عشق الحاج حلمي المهنة من الصغر، وبدأ العمل بها من الصفوف الابتدائية.
يعمل الحاج حلمي في صناعة الغربال والأدوات البدائية القديمة التي أصبحت على حافة الاندثار مثل الأدوات الخشبية المستخدمة في عمل الخبز، ولكنه اشتهر ببراعته في صنع الغربال من جلد الحمير.
الزبائن يفضلون الصناعة اليدوية
وأكد أن الصناعات اليدوية وخاصة الغربال، تحتاج إلى دقة كبيرة وصبر لعمل ثقوب بشكل متماثل ودقيق قبل وجود الماكينات الحديثة، ورغم انتشارها ما زال الزبائن يفضِّلون الصناعة اليدوية نظرًا لمتانتها الشديدة.
وأضاف أيضًا أنه وجد نفسه منذ الصغر بورشة أبيه وجده يتعلم منهم أسرار الصنعة، ومرة تلو الأخرى أصبح عاشقا ومتيما بتلك الحرفة، وعمل جاهدًا على إكمال الطريق الذي فاق الـ100 عام، ولكن بعد فترة اكتشف اندثار واختفاء الحرفة بسبب صعوبتها وعدم قدرة الأجيال الجديدة على اكتسابها بسهولة لعدم قدرتهم على الصبر والمثابرة.
مزايا الغربال من جلد الحمير
وأوضح أن الغربال المصنوع من جلد الحمير يتطلب مهارة كبيرة بسبب دقة تكوينه، حيث يستخدم جلد الحمير بعد عملية السلخ وتنظيفه وتجفيفه لمدة كبيرة حتى يخرج كل المياه، ومن ثم يستخدم كقطعة واحدة، يبدأ من أحد طرفيها كالخيط لعمل ثقب تلو الآخر بنفس المقاس المطلوب، حيث حاول استبدال أنواع أخرى من الجلود لحيوانات مختلفة، ولكنها لم تكن بنفس الجودة.
وأكد أن صناعة الغربال تحتاج لشاكوش ومقص بالإضافة إلى الشيفا، وهي قطعة من الحديد رفيعة تقوم بإدخال خيوط الجلد بشكل مرتب، حيث كان يستغرق فقط 15 دقيقة لكي ينهيه ولكن مؤخرا، ومع كبر السن يحتاج إلى يوم بالكامل نظرًا لدقته، ويستخدم الغربال في تنظيف القمح والأرز من الشوائب، وأيضًا عمل الكسكسي، كما أن سعره يرتفع بشكل كبير عن الغربال السلك، وذلك بسبب متانته الشديدة، بالإضافة إلى أنه غير معرض للصدأ.