رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الأكل على جنابة.. وهل تلعنه الملائكة ويورث الفقر؟

ما حكم الأكل على
ما حكم الأكل على جنابة

حكم الأكل على جنابة.. يعد الاغتسال من الجنابة من الأمور الواجبة شرعًا، لكي يستطيع الإنسان أداء العبادات التي تحتاج إلى الطهارة كالصلاة أو مس المصحف مثلًا.
 

ولم تشترط الشريعة الإسلامية الطهارة من الجنابة عند الأكل، فيجوز الأكل على جنابة، ولا تلعن الملائكة من يفعل ذلك، كما أن الأكل على جنابة لا يورث الفقر في المنزل كما يزعم البعض.


الإفتاء توضح حكم الأكل على جنابة 
 

ونفت دار الإفتاء المصرية أن الأكل على الجنابة يورث الفقر، حيث أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريحات تليفزيونية أن الحديث المنسوب عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الأكل على الجنابة يورث الفقر» ليس صحيحا، مشيرا إلى أن تطهر المسلم قبل النوم سنة عن النبي صلي الله عليه وسلم، وقيل بعض العلماء أنه مستحب، فضلا عن أنه كان من هدي النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- إذا ما كان جنبا وإذا ما أراد أن ينام فليتوضأ.
وأضاف «عثمان»، أن التطهر من الجنابة ليس واجبا على المسلم، ولكنه أدب نبوي يستحب للمسلم إذا كان على جنابة، متابعا: «إذا ما خرج المسلم لقضاء حاجته ثم رجع لكي يغتسل فعليه أن يتوضأ»، مضيفا أن سيدنا أبو هريرة قابل النبي- صلى الله عليه وسلم- فانخنس، فلما النبي قابله قال لماذا فعلت ذلك يا أبي هريرة قال يا رسول الله كنت جنبا، فكرهت أن أقابلك أو أجالسك وأنا على جنابة، فقال سبحان الله أن المؤمن لا ينجس حيا ولا ميتا.


طريقة الاغتسال من الجنابة

ومن جانبه قال الشيخ، أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الغسل من الجنابة حقيقته تكون بتعميم الجسد بالماء مع النية، أي عندما يصل الماء إلى الجسد وعلى الإنسان أن ينوي رفع الحدث أو الغسل من الجنابة.

وأضاف في رده عن سؤال ورد إليه عبر فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على "يوتيوب"، من سائل يقول: "ما هي أسهل طريقة للاغتسال من الجنابة بالنسبة للرجل وللمرأة؟" قائلًا إن البسملة وتقديم أعضاء الوضوء والبدء بالميامن قبل المياسر وتقديم غسل العورة كل هذه الأمور تكون من السنن، منوها بأن حقيقة الغسل تكون بتعميم الجسد بالماء مع النية.

وأوضح أمين الفتوى أن من المفترض لو أن شخصا قد أراد أن ينزل البحر وأن يأخذ (غُطس) في الماء وهو جنب وقد نوى الطهارة فهذا يصح ما فعله ويكون متطهرًا.

حكم تأخير الغسل من الجنابة


وفي فتوى سابقة قالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكترونى: إنه من المستحب عند بعض الفقهاء عدم تأخير الغسل من الجنابة، وذلك لما يخشى من أثر تأخيره على النفس بكثرة الوساوس ونحوها: «قال العلامة ابن ميارة المالكي في (الدُّر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين) (166، ط. دار الحديث، القاهرة): وتأخير غسل الجنابة يثير الوسواس ويمكن الخوف من النفس ويقلل البركة من الحركات، ويقال: إن الأكل على الجنابة يورث الفقر» اهـ.
وأضافت الإفتاء أنه يجب غسل الجنابة على الفور، إلا لإدراك وقت الصلاة، حيث قال العلامة الشبراملسي الأقهري في (حاشيته على نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج) (1/ 209، 210، ط. دار الفكر): [قوله: (ولا يجب فورًا أصالة) خرج به ما لو ضاق وقت الصلاة عقب الجنابة أو انقطاع الحيض، فيجب فيه الفور؛ لا لذاته، بل لإيقاع الصلاة في وقتها] اهـ.
وأوضحت الإفتاء أنه لا يأثم المسلم عن تأخير الغسل في أوقات غير الصلاة، وإنما يأثم بتأخيره للصلاة عن وقتها:« قال العلامة ابن قدامة المقدسي في (المغني) (1/ 152، ط. مكتبة القاهرة): «وليس معنى وجوب الغسل في الصغير التأثيم بتركه، بل معناه أنه شرط لصحة الصلاة، والطواف، وإباحة قراءة القرآن، واللبث في المسجد، وإنما يأثم البالغ بتأخيره في موضع يتأخر الواجب بتركه، ولذلك لو أخره في غير وقت الصلاة، لم يأثم».


هل تلعن الملائكة الجنب


وبناءً على ذلك: فلا يصح شيءٌ مما درج بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كلِّ خطوةٍ، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، ولا تجوز روايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يستحب للجنب إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أن يتوضأ، وكذلك إذا اضطر للخروج من بيته ونحو ذلك، وغسل الجنابة لا يجب على الفور، فلا يكون الجنب آثمًا بتأخيره لغسل الجنابة، ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها"

الجريدة الرسمية