رموز "التجريبي" في مهرجان جديد.. و"ياقوت": الأزمة الاقتصادية العالمية طالت الفرق الدولية المسرحية
المسرح التجريبى مدرسة مختلفة ونمط غير تقليدى يهدف لفتح آفاق مختلفة من الإبداع الفني على خشبة المسرح، ولا يرتكز على الثوابت الجامدة لـ«أبو الفنون» بل يتخطاها للإبداع في عدم الاعتماد على اللغة والتواصل الشفهي لتقديم رسائله، بما يمكنه من تجاوز الثقافات واللغات المختلفة حول العالم.
دوتملك مصر تاريخا طويلا فى المسرح التجريبي وإبداعات مميزة قدمها رواد ذلك اللون فى عقود وسنوات مضت، ويحتفى المسرحيون والنقاد والكُتاب هذا العام بدورة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الـ٢٩، والتي تشهد اختلافات كثيرة واستحداث مسابقات لم تكن متواجدة في دوراته الأولى بمشاركة ٤٤ عرضا فى ثلاث مسابقات، وهي المسابقة الرسمية ومسابقة العروض القصيرة ونوادي المسرح التجريبي في المحافظات المختلفة.
الدورة الجديدة
الدكتور جمال ياقوت، رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي، أكد أن التخطيط لدورة العام الجارى بدأ منذ آخر يوم فى دورة ٢٠٢١، مشيرا إلى تجهيز كافة الأطر الرئيسية وما يتعلق بالدورة الجديدة فى وقت مبكر، وذلك بعد مناقشات مكثفة ولجان بحث ومشاهدة استمر عملها لساعات وأيام طويلة.
وأضاف "ياقوت" فى تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن أبرز التحديات التي واجهت دورة العام الجاري هو تداعيات الأزمة الاقتصادية التى تمر بها بلدان مختلفة حول العالم، مشيرا إلى أن هناك عددا من الفرق اعتذرت عن المشاركة في الأيام الأخيرة قبل المهرجان بسبب تذاكر الطيران من بلدانهم للوصول للقاهرة.
وأكد رئيس مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى أنه على الفور تم دخول عروض أخرى بديلة كانت فى قائمة الاحتياطى للعروض، وبالفعل جاءت فرق تلك العروض للقاهرة للمشاركة بالمهرجان.
وعن عرض مسرحيات المهرجان في المحافظات المختلفة، تابع: هذا تقليد كان متبعا فى السابق قبل أن يتوقف ونعيده مرة أخرى منذ دورة العام الماضي للوصول بالمسرح التجريبي لكل المصريين، مضيفا: هدفنا حث المسرحيين على التجريب والخروج عن المسرح المألوف والتقليدى لأنه بالفعل لدينا العديد من المواهب القادرة على تقديم ذلك اللون من العروض.
وأشار ياقوت إلى أن الرغبة فى مسايرة العصر والحداثة كان خلف استحداث مسابقة جديدة بالمهرجان وهى مسابقة العروض القصيرة التى لا يتعدى مدة المسرحية فيها ٣٠ دقيقة، موضحا أن ذلك أتاح الفرصة أمام ١٦ تجربة جديدة أن تشارك من خلال هذه المسابقة وتقدم تجاربها على مسرح الطليعة ضمن فعاليات المهرجان.
وأردف: المهرجان قرر أيضًا هذا العام نشر وترجمة النصوص المسرحية من لغات مختلفة وذلك من خلال مسابقة النصوص المسرحية القصيرة، مضيفا أن أزمة الكتابة فى هذا اللون ليست لعدم وجود كتاب كبار مطلقا ولكن لأن النصوص تكتب ثم ينتهى بها المطاف أن تركن على الرفوف فى المكتبات فقط ولا يتم استغلالها وتنفيذها.
استكمل: المهرجان كرم هذا العام 5 رموز مسرحية من دول مختلفة وهم من مصر الراحل الدكتور كمال عيد أستاذ التمثيل والإخراج بأكاديمية الفنون، والذى أسس قسمَ الفنونِ المسرحية فى جامعة بابل بالعراق، وأخرج العديد من المسرحيات منها: "شفيقة ومتولي"، و"الضفادع".
كما كتبَ الكثيرَ من الأبحاث والكتبِ والترجمات منها "المسرحُ الاشتراكى، فلسفة الأدب والفن، جمالياتُ الفنون، مشكلات الدراما الاشتراكية، علمُ المجال المسرحي"، بالإضافة إلى ترجمة مسرحية "الناووس" ونصوص تجريبية من المسرح المجرى، كما نالَ العديدَ من الجوائز والتكريمات كان آخرها جائزة الدولة التقديرية لعام 2018، وتم تكريمه من الهيئة العربية للمسرح.
ومن مصر أيضًا كرم المهرجان الفنان انتصار عبد الفتاح، الحاصل على العديد من الجوائز المحليِة والدولية، والمشارك بالعديد من العروض فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، ومنها عرض "الدربكة" والذى اختير لتقديمه فى الدورة الأولى للمهرجان، وعرض "ترنيمة 1" فى افتتاح الدورة الثالثة للمهرجان، وعرض "كونشرتو"، والذى قُدم فى الدورة السادسة للمهرجان، وعرض "سوناتا" الذى مثل مصر فى المهرجان عام 1995، وعرض «مخدة الكحل» والذى حصل عام 1998 على جائزة أفضل عرض متكامل كما فاز بجائزة أفضل عرض مسرحى فى مهرجان قرطاج الدولى المسرحى عام 2000.
ومن كندا كرم المهرجان الفنان والمخرج الكبير دومينيك شامبين، الذى أخرج العديد من العروض المسرحية باللغتين الإنجليزية والفرنسية كما أخرجَ العديد من عروض سيرك الشمس بكندا والعديد من الأعمال فى مسارح لاس فيجاس، ويحاضُر فى معهد الدراما بكندا، والكونسيرفيتوار وحصل على العديد من الجوائز العالمية فى الإخراج والكتابة.
كرم المهرجان أيضًا الفنان التونسى الأنور الشعافى، وهو مخرج وسينوغراف ومؤسس المهرجان الوطنى لمسرح التجريب بمحافظة مدنين التونسية، ومدير مؤسس لمركز الفنون الدرامية بها، وأخرج الكثير من الأعمال المسرحية التجريبية منها "ترى ما رأيت" وآخر أعماله "كابوس أينشتاين".
ومن المملكة العربية السعودية كرم المهرجان الكاتب فهد ردة الحارثى وهو مخرجٌ مسرحى سعودى، من مواليد مدينة الطائف، وأحد أهم رواد حركة التجديد فى المسرح السعودى، وعضوٌ مؤسس لموقع مسرح الطائف الذى يعتبر أول موقع إلكترونى مسرحى سعودى، وبلغت عدد الأعمال المسرحية التى قُدمت له حتى الآن ٥٠ عملًا مسرحيًا منها سبعة أعمال للأطفال، وشاركت أعمالهُ فى 122 مهرجانًا محليًا وعربيًا، وشارك فى التحكيم فى الكثير من المهرجانات المسرحية المحلية والعربية.
نقلًا عن العدد الورقي…،