رئيس التحرير
عصام كامل

تحديات أمهات الجيش الأبيض.. الطبيبات في مواجهة "النوبتجيات".. وساعات العمل بأماكن غير آدمية

طبيبات
طبيبات

«بيتك قبل شغلك».. التريند الأشهر على مدار الأيام الماضية بعد حديث الدكتورة شيرين غالب نقيب أطباء القاهرة وأستاذ الطب الشرعى بكلية طب قصر العينى للطبيبات الجدد، فى حفل تخرجهن بضرورة اختيار التخصص المناسب لهن وما يناسب ظروف البيت إذا كانت الطبيبة متزوجة وأمًّا لديها أطفال صغار.

مهنة الطب ليست كباقى المهن لأنها مهنة شاقة وتحتاج إلى تعليم وتدريب طبى مستمر طوال مدة عمل الطبيب، الجدل الدائر حاليًا فتح ملف الصعوبات والتحديات التى تواجه عمل الطبيبات خاصة الأمهات، وبالأخص المغتربات اللاتى سافرن إلى محافظات بعيدة عن الأهل من أجل العمل، وليس لديهن من يساعدهن، تضطر الطبيبات فى مرحلة النيابة وبداية التخصص للحصول على درجة الماجستير وتولى مسئولية نوبتجيات لساعات طويلة ٢٤ ساعة و٤٨ ساعة، وتضطر للبيات ليلًا فى المستشفى، من ضمن الصعوبات عدم وجود سكن آدمى فى المستشفيات، وأيضًا حضانات غير آمنة فى المستشفيات للأمهات لوضع الأطفال فيها، وتكون حضانة واحدة لجميع من فى المستشفى من أطباء وعاملين وإداريين، والمسئول فيها غير مؤهل، ولا يوجد فيها فصل لأى طفل مريض يمكن أن يعدى غيره من الأطفال، فضلًا عن عدم وجود سكن آدمى للطبيبات فى المستشفيات.


الطبيبات المقيمات

من جانبها قالت الدكتورة مها جعفر، أستاذ التحاليل الطبية بكلية طب قصر العينى: إن أصعب فترة فى عمل الأطباء هى فترة الطبيب المقيم لأن فيها تولى مسئولية نوبتجيات ومذاكرة وحضور محاضرات علمية وتحضير رسالة الماجستير، بجانب العمل فى المستشفيات وتعرضهن لعدة ضغوط خاصة لو كانت الطبيبة متزوجة ولديها أولاد، وتسعى للموازنة بين كل تلك المسئوليات بدون تقصير، وأضافت أنه قد تلجأ الطبيبة للعمل فى القطاع الخاص لتحسين الدخل المادى بجانب اكتساب الخبرة.

وأشارت إلى أن الطبيب النائب المقيم يكون متواجدا باستمرار فى المستشفى، لافتة إلى أنها تجد طبيبات فى مرحلة النيابة لا يوجد حولهن أقارب أو أهل للمساعدة، فتضطر لأخذ إجازة رعاية طفل بدون مرتب لرعاية الأطفال، ومع كثرة الإجازات تؤثر على تأخر التعلم الدراسى لها.

وتابعت حديثها بأنه فى فترة النيابة لا يوجد فرق بين الطبيبة والطبيب، وهى فترة تعليم وتدريب، ولا يمكن التهاون فيها، لأنه ليس عملا إداريا، مؤكدة أن الطبيبات المغتربات أكثر من يتأثرن، ويواجهن صعوبة ممن ليس لهم أهل متواجدون بأماكن قريبة منهن.

ولفتت إلى أن دراسة الطب شاقة وتكون طوال العمر، ولا يمكن أن تستطيع الطبيبة إنهاء الماجستير فى ٣ سنوات، وأوضحت بالمثال بطبيبة لديها فى الكلية بعد أن تسلمت النيابة ٦ شهور طلبت أن تأخذ إجازة، وبعد أن حاولت بكل الطرق معها لا يوجد من يساعدها وأهلها خارج مصر، ولها أن تستلم ٥ نوبتجيات فى الشهر، كما أن إجازة رعاية طفل بعد أن تحصل عليها الطبيبة وتعود تضطر لأن تعيد مدة النيابة من جديد، وهى فترة معينة للتعليم والتدريب لكى تحصل على درجة علمية مدرس مساعد، وأى تأخير يؤخر الدرجات العلمية لها.

وأضافت أن دراسة الطب ٧ سنوات، ثم ٣ سنوات ماجستير، و٥ سنوات دكتوراه للحصول على درجة مدرس، ثم ٥ سنوات للحصول على درجة أستاذ مساعد، ثم ٥ سنوات للحصول على درجة أستاذ، وكلها سنوات دراسة، وإجراء أبحاث علمية تنشر فى دوريات علمية عالمية بتكلفة مرتفعة جدا على الطبيب، ويتم مناقشة الطبيب فى تلك الأبحاث، ثم بعد ذلك المشاركة فى الإشراف على الرسائل العلمية.


بيئة العمل

من جانبها قالت الدكتورة إيمان سلامة، عضو مجلس نقابة الأطباء ومقرر اللجنة الاجتماعية للأطباء: إن بيئة العمل صعبة على جميع الأطباء سواء الذكور أو السيدات، ويجب أن تكون ساعات العمل فى حدود المتعارف عليها قانونا، والأمر ليس متعلقا بالنوع الاجتماعى.

وقالت لـ"فيتو": إنه فى أوقات الوباء، الإجازات الوجوبية كانت معلقة، ولم تحصل الطبيبات على إجازة رعاية طفل، وبعد ما تحسنت الأوضاع وانخفضت الإصابات عادت إجازة رعاية الطفل، وأيضا تم منح السيدات الحوامل إجازات استثنائية، والأمر متعلق بحجم ضغط العمل.

وأشارت إلى أن مهنة الطب فقدت أكثر من ٢٥٠ شهيدة طبيبة بسبب كورونا، لافتة إلى أن ممارسة الطب صعبة فى كل أحوالها وتخصصاتها، مؤكدة أن أكثر من ٦٠% من خريجى كليات الطب سيدات، ولا يمكن حصرهن فى تخصصات قليلة.

وأكدت ضرورة تحسين بيئة العمل لأعضاء المهن الطبية لجذبهم للعمل فى مصر وتقليل السفر للخارج والهجرة، خاصة فى التخصصات الصعبة والنادرة وتوفير عدد كافٍ للأطباء لتكون ساعات العمل مناسبة وليس طويلة.

وضربت مثالًا بأن الطبيب المقيم أحيانًا يذهب ٦ ساعات فقط راحة لمنزله كل أسبوع ويعمل بدون راحة فى مستشفيات كثيرة، مشيرة إلى أن الحل الجذرى هو توفير عدد كافٍ من الأطباء، وتقليل معدل الاستقالات والسفر، وتوفير حياة طبيعية ومراعاة للأطفال والأسرة، أما اختيار التخصصات بالمجموع وحسب الدرجات ليس متاح أمام الجميع.


النوبتجيات وساعات العمل

فيما قالت الدكتورة شيرين مهدى، استشارى الطب النووى بمعهد ناصر، وعضو المجلس القومى للمرأة: إن هناك صعوبات تواجه عمل الطبيبات، منها عدد ساعات العمل والنوبتجيات، ويوجد بعض الطبيبات تتولى مسئولية نوبتجية لمدة ٤٨ ساعة، وبعض المستشفيات لا يوجد فيها حضانات للأطفال لمساعدة الطبيبات الأمهات، وعددها غير كافٍ، وغير آمنة، والقائمون عليها غير مؤهلين.

وأضافت لـ«فيتو» أن الطبيبة أثناء مرحلة النيابة تحصل على نوبتجيات فى المستشفيات لساعات طويلة، موضحة أن مهنة الطب مليئة بالنماذج العظيمة من سيدات فى أصعب التخصصات منها الجراحة، إلا أنهم واجهوا صعوبات وتحديات كثيرة حتى وصلن لتلك المرحلة.

وتابعت حديثها بأنه فى بعض التخصصات توقع الطبيبة على إقرار عدم الحمل طوال مدة ٣ سنوات، ومطلوب منها تنتهى من الماجستير، وأحيانا تواجه صعوبة فى مد المدة أو تأجيل النيابة حتى لا تسقط النيابة عنها. 

وقالت: إنها اختارت تخصص الطب النووى بعد أن ظلت عدة شهور فى تخصص الأورام ووجدت أنه لا يناسب ظروفها، بجانب وجود الأهل، فكان لهم دعم كبير ومساعدة فى بداية مشوار حياتها فى مهنة الطب.

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية