المتحدث باسم طالبان لـ "الجزيرة": "مستعدون للحوار مع إسرائيل"
في نفس الوقت الذي يتدهور فيه الوضع الاجتماعي والاقتصادي في أفغانستان، أعرب المتحدث باسم طالبان عن لهجة "تصالحية" عندما قال: "لكل من لديه مشكلة معنا، نحن مستعدون للحوار".
وعندما سئل عن إسرائيل، أجاب: "مثلما تسألني عن المريخ".
الحوار والتفاهم المتبادل
واعتبرت منظمة طالبان لسنوات معادية للغرب، وبالتالي لإسرائيل أيضًا.. لكن تصريحًا للمتحدث باسم التنظيم، محمد نعيم، نجح في مفاجأة محاوره من قناة الجزيرة. قال: "سياستنا هي حل المشاكل من خلال الحوار والتفاهم المتبادل مع الجميع".
وتابع قبل أن يقاطعه مذيع الشبكة القطرية الذي سأله عن إسرائيل: "لكل من لديه مشكلة معنا، نحن مستعدون للحديث".
وسأل المذيع "حوار مع الجميع؟ حتى مع إسرائيل؟". وتساءل المتحدث باسم طالبان "ما هي مشكلتنا مع إسرائيل؟" وأضاف: "في الخطوة التالية سوف تسألني عما إذا كنا نريد حوارًا مع المريخ".
"إسرائيل دولة"
وشدد المحاور على أن "إسرائيل دولة"، وألمح إلى أن "البعض يقول إن الطريق إلى قلب أميركا يمر عبر إسرائيل". أجاب نعيم: "إذا كانت لديك مشكلة مع شخص ما يمكنك حلها، نريد حل المشاكل التي يواجهها الآخرون معنا".
سأل المقدم: "إذًا ليس لديك مشكلة مع إسرائيل الآن؟"، أجاب المتحدث باسم طالبان: "تجلبون أشياء من نهاية العالم وترمونها هنا. إذا لم يكن لدى دولة أو شخص مشكلة معنا، كيف يمكنك حتى أن تسأل إذا كنا مستعدين لحل المشاكل مع الأشخاص الذين ليس لديهم أي علاقة بنا؟"
"إمارة أفغانستان الإسلامية"
وأجريت المقابلة بمناسبة مرور عام على حكم طالبان وإنشاء "إمارة أفغانستان الإسلامية"، بعد استيلاء التنظيم على العاصمة في أغسطس من العام الماضي، والذي انتهى بانسحاب أمريكي متسرع.
وتشترك طالبان في حدود مع جمهورية إيران الإسلامية، وتم تسجيل عدة حوادث خلال العام الماضي بين القوات العسكرية لبلدان المنطقة.
لهجة تصالحية
وعلى الرغم من اللهجة التصالحية التي أبداها المتحدث باسم طالبان، فالمعلوم أنه منذ تأسيس حكم طالبان في أفغانستان، كانت البلاد في حالة سقوط حر، سواء في ما يتعلق بحقوق الإنسان والوضع الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين. قبل حوالي أسبوعين، نُشر عمود خاص كتبه عباس (اسم مستعار) من كابول في صحيفة "يسرائيل هيوم"، قال فيه: "أدى التغيير في النظام والحكومة إلى أزمات اقتصادية غير متوقعة وتسبب في ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بينما تتناقص القوة الشرائية للشعب. وبالمثل، فإن حالة النساء والفتيات قاسية بشكل خاص لأن حقوقهن وفرصهن كانت محدودة وتشمل قيودًا على التعليم والتوظيف والسفر وغيرها الكثير. كان للأزمات مجتمعة تأثير سلبي للغاية على الوضع المعيشي".