بعد اختياره كشخصية العام بمعرض الكتاب للطفل 2023.. من هو كامل الكيلاني وأبرز أعماله؟
يُعرف الكاتب الراحل كامل الكيلاني كواحدًا من كبار رواد أدب الطفل بمصر والوطن العربي، نسبةً لكونه كاتب وأديب اشتهر بأعماله الموجهة للأطفال وأطلق عليه النقاد لقب رائد أدب الطفل في العالم العربي، وترجمت قصصه إلى لغات كثيرة.
بداية النشأة
ولد كامل الكيلاني ونشأ بحي القلعة بالقاهرة في منزل يطل على جبل المقطم. أبوه الشيخ كيلاني إبراهيم كيلاني- واحد من أشهر المهندسين في عصره، ويتصل نسبه بالشيخ عبد القادر الجيلاني.
حفظ القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق بمدرسة أم عباس عام 1907، وانتقل إلى مدرسة القاهرة الثانوية وحصل على شهادة البكالوريا، ليبدأ في دراسة الأدب الإنجليزي والفرنسي. ثم انتسب إلى الجامعة المصرية سنة 1917 وحتى 1930 وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية.
كما أنه حضر دروسًا في الأزهر الشريف حيث أجاد النحو والصرف والمنطق.
الدخول لعالم الأدب العربي
اشتغل بالتدريس في المدرسة التحضيرية حيث كان يعلم الإنجليزية والترجمة، ثم نقل ليعمل مدرسًا في مدرسة الأقباط الثانوية بدمنهور سنة 1920. في سنة 1922 عين موظفا بوزارة الأوقاف حيث كان يتولى تصحيح الأساليب اللغوية. واستقر فيها حتى سنة 1954 ترقى خلالها في المناصب حتى وصل إلى منصب سكرتير مجلس الأوقاف الأعلى. وكان يعقد في مجلسه ندوة أسبوعية لأصدقائه.
وكان في نفس الوقت يعمل بالصحافة ويشتغل بالآداب والفنون، ففي سنة 1918 عمل رئيسا لنادي التمثيل الحديث، وفي سنة 1922 أصبح رئيسا لجريدة «الرجاء» وبين 1929 و1932 عمل سكرتيرا لرابطة الأدب العربي.
وبدأ حياته الأدبية بالعمل في مجال النقد الأدبي وتأديب التاريخ والترجمة وتحقيق الأعمال الأدبية الكبرى، فكتب مصارع الخلفاء و«مصارع الأعيان»، و«ملوك الطوائف» وحقق «رسالة الغفران»- للمعري، وشرح ديوان ابن الرومي، وترجم الأدب الأندلسي وكتب «نظرات في تاريخ الإسلام»، و«روائع من قصص الغرب» و«فن الكتابة» و«موازين النقد الأدبي» وكتب في أدب الرحلات كتب مثل «ذكريات الأقطار الشقيقة» والذي سجل فيه انطباعاته عن رحلاته في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.
أدب الطفل
في عام 1927م وجه اهتمامه إلي فن أدب الأطفال ودأب على تحقيق الفكرة التي آمن بها وهي إنشاء مكتبة الأطفال تعتني بهم من بدايات القراءة والتعليم وحتى الدراسة الجامعية في مجموعات تتناسب مع سن الطفل وتدرجه. فكتب وترجم ألف -1000- قصة، طبع منها في حياته مائتي- 200- قصة، ونشر خليفته -وحامل لواء تراثه- ابنه رشاد كيلاني، أكثر من خمسين - 50- قصة بعد مماته. كانت قصته الأولى للأطفال «السندباد البحري» ثم أتبعها بفيض من مؤلفاته في نفس المجال.
كان يرى أن حوار قصص الأطفال يجب أن يكون باللغة الفصحى كما كان حريصا على الجانب الأخلاقي في كتابته للأطفال، واستخدم مصادر قصصه من الأساطير والأدب العالمي والأدب الشعبي. كما كانت له كتاباته الشعرية التي كان يقدم بها قصصه، أو ينهيها بها. كذلك كتب بعض القصائد التي هدفها تغذية الطفل بالصفات الحميدة، وتهذيب سلوكه بصورة غير مباشرة دون الظهور بمظهر وعظي أو خطابي.
هو أول من خاطب الأطفال عبر الإذاعة وهو أول مؤسس لمكتبة الأطفال في مصر، ومن قصصه: «مصباح علاء الدين» و«روبنسون كروزو» و«حي بن يقظان» و«نوادر جحا» و«شهرزاد» و«ألف ليلة» وغيرها كثير.
ترجمت قصصه إلي اللغات الصينية والروسية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية.. و مُنح شهادات تقدير رفيعة من الدولة، وحرص على الإشارة لها في الصفحات الأولى لإصداراته، كما أن هناك جائزة تحمل اسمه يقدمها المجلس الأعلى للفنون والأدب، والتي يتم منحها للأعمال الموجهة لأدب الطفل..
توفي رائد أدب الطفل كامل الكيلاني في 10 أكتوبر 1959، تاركا تُراثا من الإصدارات التي لا تُنسي.
معرض الكتاب 2022
وكانت قد اجتمعت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بشقّيها الإداري والثقافي، والتي تترأسها الدكتورة نيفين الكيلاني.
وناقشت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الترتيبات والاستعدادات الخاصة بدورة المعرض القادمة، وانتهت إلى فتح باب اشتراك الناشرين بالمعرض (على المنصة الإلكترونية للمعرض) بدءًا من 15 سبتمبر 2022 وحتى 15 أكتوبر 2022 وذلك لدورة المعرض (54) والتي ستقام في الفترة من 24 يناير إلى 6 فبراير.
كما اعتمدت اللجنة اختيار المملكة الأردنية الهاشمية ضيفَ شرف المعرض في دورته الحالية، هذا الاختيار الذي تم إعلانه في نهاية فعاليات الدورة السابقة. هذا الاختيار الذي جاء تأكيدًا على عمق العلاقات المصرية الأردنية والروابط المشتركة الثقافية والاجتماعية والفنية والاقتصادية بين الشعبين، وكذا الدور المحوري للمشهد الثقافي الأردني في الثقافة العربية المعاصرة.
واستعرض الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب في هذا الصدد ما انتهت إليه التنسيقات مع دولة ضيف الشرف بشأن هذه المشاركة ومحاورها المختلفة، مؤكدًا على حرص المعرض بإدارته ولجانه المختلفة على ظهور مشاركة ضيف الشرف بأفضل صورة.
وبعد أن طرح أعضاء اللجنة مجموعةً من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي المصري لاختيار شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته القادمة، انتهت اللجنة إلى اختيار "صلاح جاهين" شخصيةً للمعرض، نظرًا لكونه وجهًا ثقافيًا معبّرًا عن الهوية المصرية وتنوعها وشمولها، ولما قدمه من منجز إبداعي فريد أدبيّا وفنيّا وإعلاميًّا. واختيار كاتب الأطفال "كامل كيلاني" شخصيةً لمعرض الطفل، بوصفه رائدًا من رواد أدب الطفل ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي كله.
كما تقرر أن يكون المحور الرئيسي لفعاليات الدورة القادمة هو "الثقافة وبناء الوعي". ولجان المعرض في انعقاد مستمر لوضع الخطة الكاملة لفعاليات وأنشطة المعرض المختلفة.