سامر البدو في ليالي الجنوب الجواني بقنا.. تراث غنائي على ضوء القمر بصحراء نقادة| فيديو وصور
يفترشون الأرض ويضعون أدوات صناعة الشاي والجبنة التي تعد المشروب الرسمي الأول في سامر البدو، يصطفون مرتدين الجلابيب ويضعون العمامات على الرؤوس والشالات على الأكتاف، يقفون في صفوف مواجهة لبعضهم البعض، واضعين اليدين مع بعضهم البعض بعدها يصافحهم الضيوف.
تُعلق الأنوار على تكعيبة المكان المخصص للسامر، يجلس الشباب الصغير مرتدي البعض منهم ملابس البدو ذات الجلباب الأبيض وسديري صغير واضعين الشال المربوط على الرأس، بيدهم البكرج الذي يحمل بداخله الجبنة وهي مشروب يشبه القهوة يتم تناوله أثناء السامر.
“فيتو” ترصد لكم تفاصيل سامر القبائل البدوية في صحراء مدينة نقادة جنوب محافظة قنا والذي يحفظون تراث عمره أكثر من 350 عاما تقريبا.
البكرج في سامر البدو
يعد البكرج أهم الأدوات التي تستخدم في سامر البدو، فهو الذي يُحيي به الشباب الضيوف مقدمين الجبنة.
يقول حسن الرشيدي: إن البكرج يشبه الإبريق ولكن له امتداد واسع لسكب الجبنة منه، والتي تعد المشروب الرسمي الأول في سامرنا الذي يبدأ في ساعات متأخرة من الليل عقب انتهاء يوم مثقل بالعمل وانتهاء الصلاوات الخمس.
يجتمع الكثير من الكبار والشباب في تكعيبة مخصصة للسامر من أمام الدوار ويبدأ الاصطفاف، وبعدها يتغنى الحاضرين بالتراث البدوي وهو "الزريبة"، منوهًا إلى أن هذا الفن يصل عمره إلى أكثر من 350 عامًا.
وأكد الشيخ عايش منسي، أحد شيوخ القبائل البدوية القادمة من شبه الجزيرة العربية، والذين يعيشون في جبال الصحراء بمدينة نقادة، أن هذا الفن نقدمه في مناسباتنا المختلفة ولكن في الأحزان يكون هناك أنواع أخرى مختلفة من الفن تعبر عن الحزن والفقدان، فنحن لدينا المتيني والرجعية والزريبة هم أساس فن البدو الذين يسكنون الصحراء.
وأضاف أن هذا التراث ورثوه عن الآباء والأجداد، ونحن قدمنا الثلاثة أنواع من الفن الزريبة والرجعية والمتيني مرة واحدة في دار الأوبرا منذ أربع سنوات تقريبا.
طقوس سامر البدو على ضوء القمر
يبدأ التجمع ويصطف الحاضرين يرددون كلمات غي مفهومة الا من البعض الذي يعرف تلك الكلمات التي تحمل الطابع البدوي القديم.
يقول: إن هذا السامر يكون في نهاية كل اسبوع تقريبا ومع كل مناسبة او عرس لاهالينا الذين يعيشون هنا، وجميعنا يعيش في محب وود مع بعضنا البعض، ويكون له طقوس خاصة منها الجبنة والشاي بين كل حين واخر.
وأشار الي أن هذا الفن لا يقدمه الا أبناء البدو الذين يحفظون هذا التراث القادمين به من شبه الجزيرة العربية والذي يمتد الي مئات السنين، وهنا نحرص علي توريثه لجميع ابنائنا،والذي يعتمد علي الزريبى والمتينة والرجيعى والرفيحى.
وأكد صابر علي، أحد أبناء البدو، على أنه هناك مقطوعات تراثية تحمل اسم "يا حمام الرويضة"، و"يا مدلل الرقيبة" و"يا حمام المدينة" هذه هاجر بها أهلنا من شبه الجزيرة العربية وما زال الجميع يحفظها عن ظهر قلب، لافتا الى أن هناك ما يسمى بالبدعة لدينا وهو يعتبر شيئا دخيلا على فننا التراثي لمواكبة كل ما هو جديد.