خارج الصندوق.. تفاصيل ضربة سرية نفذتها إسرائيل بدولة عربية منذ 15 عاما| فيديو
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، تفاصيل سرية قال إنها خاصة بعملية أطلق عليها "خارج الصندوق" بشأن قصف وتدمير مفاعل نووي كانت سوريا تبنيه سرا.
عملية خارج الصندوق
وقال الجيش الإسرائيلي، في وثائقي قصير نشره عبر قناته على يوتيوب، إن دائرة المخابرات قد قدرت قبل 20 عاما في 2002 أن سوريا كانت تبني مفاعلا نوويا.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن وثيقة سرية قال إنها قادته لضرب ما سماه بالمفاعل النووي السوري، في منطقة دير الزور، قبل 15 عاما.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إن مقاتلاته دمرت بتاريخ السادس من سبتمبر 2007 المفاعل النووي السوري في دير الزور.
استهداف مفاعل دير الزور
وأضاف "في العام الـ15 على استهداف المفاعل النووي السوري، يُكشف النقاب لأول مرة عن وثيقة استخباراتية تعود إلى عام 2002 تضمنت تقديرا استخباراتيا بأن سوريا تحاول دفع مشروع إستراتيجي لم يتم التعرف على مزاياه بعد، لكنه يثير شكوكا حول اهتمام في مجال إنتاج تهديد نووي، يتراءى من الجبهة الشمالية".
وجاء في نص الوثيقة، حسب البيان، "عُرف أخيرا، أنه في إطار هيئة الطاقة الذرية السورية يتم العمل أو تم العمل على مشاريع سرية غير معروفة لنا، المعلومات لا تشير إلى وجود خطة نووية فعالة، وإنما تشهد على اهتمام عملي في مجالات قد تؤدي إلى تطوير خطة، وتثير شكوكا لبدء العمل على تطوير خطة كهذه".
ونشر جيش الاحتلال، أيضا صورا ومقاطع فيديو للحظات استهداف الموقع النووي السوري.
ضربة الظل
وفى مايو 2019 كانت نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية مقتطفات من كتاب "ضربة الظل" للكاتب الصحفي ياكوف كاتز والذي شغل منصب رئيس تحرير صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
تناول كاتز في كتابه وقتها، تفاصيل تنشر لأول مرة عن اكتشاف الموساد للمفاعل النووي في دير الزور وردة فعل البيت الأبيض على التحرك العسكري الإسرائيلي.
في منتصف أبريل 2007، سافر رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داجان إلى عجل إلى البيت الأبيض بهدف لقاء الرئيس الأمريكي.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود أولمرت قد اتصل بالرئيس الأمريكي جورج بوش ليخبره أن داغان سيصل إلى واشنطن وبحوزته معلومات في غاية الخطورة طالبًا منه مقابلته بشكل شخصي قائلًا "سأكون ممتنا لك لو تمكنت من مقابلته".
زيارة داغان لواشنطن
توقع داغان عند وصوله لقاء بوش في مكتبه البيضاوي. بدلًا من ذلك، تلقى الحراس أوامر بإبقاء اسمه خارج سجلات الزوار الرسمية، ومرافقته سرًا إلى مكتب مستشار الأمن القومي ستفين هادلي، حيث حضر اللقاء نائب هادلي، إليوت أبرامز. ومستشار الرئيس الأمريكي ديك تشيني.
شكل طلب أولمرت مفاجئة للطرف الأمريكي، إذ جرت العادة عدم لقاء الرئيس الأمريكي رؤساء أجهزة الاستخبارات بغض النظر عن مدى قرب التحالف الذي يجمع الولايات المتحدة مع الدول التي يتبعون لها إلا أن طلب أولمرت يعني معلومات بالغة الخطورة تقضي بتجاوز البروتوكول الدبلوماسي.
قال داغان بعد أن جلس على الأريكة مباشرة "سوريا تبني مفاعلًا نوويًا" وأضاف بانفعال "إن امتلاك سوريا لبرنامج أسلحة نووية، هو أمر غير مقبول".
في أغسطس 2007، وضع عاموس يادلين، قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خطة لإرسال قوات النخبة لتدخل عمق الأراضي السورية وتفحص المفاعل النووي على أرض الواقع.
اللحن الناعم
وبالفعل، وصلت الوحدة العسكرية، وقامت بجمع عينات من التربة والنباتات والأوساخ ووضعها في صناديق بلاستيكية. وللتأكد من النتائج، عملت القوات العسكرية على الحفر داخل الأرض حتى عمق محدد لفحص وجود اليورانيوم الذي سينتشر في حال ما قام النظام ببناء مفاعل نووي.
تمت المهمة خلال دقائق، وغادرت القوات الإسرائيلية بسلام بدون أن تشعر قوات النظام أو تكتشف ذلك حتى أن الجنود الإسرائيليين استخدموا جهازا شبيها بالمكنسة الصغيرة لعدم ترك أي مسارات على الأرض تكشف وجودهم مستقبلًا.
أظهرت العينات وجود اليورانيوم هذا يعني بدون شك أن البناء هو لمفاعل نووي وعليه قررت إسرائيل شن هجمات عسكرية لتدميره.
وبناء على الصور عالية الدقة الملتقطة والفحص الميداني قال يادلين إن "بضع طائرات يمكنها إنجاز المهمة". أطلق على العملية اسم "اللحن الناعم" نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، حيث حلقت الطائرات الإسرائيلية على علو منخفض للغاية لم يتجاوز 200 قدم.