أشهر 4 خناقات بين الشيوخ والفنانين.. الشيخ كشك يسخر من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.. وصورة جاهين تثير الغزالي
جدد الخلاف بين الشيخ مظهر شاهين وندى كامل، والذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، تاريخ المواجهات بين رجال الدين والفنانين، والتي تنطلق بسبب قضايا اجتماعية، قد تكون ليست جديدة على المجتمع المصري، ولعل الجميع يتذكر ما حدث بين الشيخ كشك والمطرب عبد الحليم حافظ.
معارك الشيوخ
وتصدر في الساعات الماضية، اسم ندى الكامل، طليقة الفنان أحمد الفيشاوي، مؤشرات البحث على موقع جوجل، وذلك بعدما هاجمت الداعية مظهر شاهين، بسبب حديثه عن المساكنة، وانتقاده لها في الساعات الماضية.
وجاءت بداية الأزمة بهجوم الداعية مظهر شاهين على الفنان محمد عطية بعد حديث الأخير عن تفضيله “المساكنة” على الزواج المتعارف عليه، حيث كتب مظهر عبر حسابه على “فيس بوك: ”كلامُك عن المُساكنة وقاحة ودعوة للبغاء ونشر للفسق والفجور في المجتمع، افتكاساتك دي شغل (تسالي) لا تناسب مقام الزواج الذي وصفه الله تعالى في كتابه بالميثاق الغليظ، والبنت المحترمة بنت الناس لا تقبل إلا برجل يحفظ لها كرامتها ومكانتها وحقوقها".
وعن حديثه أنه يوجد 4200 ديانة قال: “الأرض ليس عليها سوى ثلاث رسالات سماوية فقط يشملها الإسلام، وليس ٤٢٠٠ دين كما تزعم، إلا إذا اعتبرت عبادة الفئران دينا وهذا خبل، وغباء البعض ليس مسؤولية الإسلام”.
هجوم ندى الكامل
“شاهين وطليقة الفيشاوي”من ناحية أخرى، فتحت ندى الكامل النار على الشيخ مظهر شاهين حيث كتبت عبر إنستجرام: “الأرض عليها 8 مليار إنسان، تلتهم عايشين في فيضانات وجفاف وحرب، اسكت والنبي عشان الأرض مش ناقصاك، ياريت تمارس إنسانيتك شوية وتحترم ريحة الدم والحرب والخراب”.
فيما رد مظهر عليها بقوله: “الحقيقة أنني حين وصلني ما قالته كدت أبكي بحرقة من غيرتها على البشرية، ورفضها الخراب والدمـــار، كدت أفقد الوعي أمام حرصها على إنقاذ البشرية من سوء عاقبة كلماتي، حين قلت بأن الأرض ليس عليها الآن سوى 3 رسالات سماوية يشملها الإسلام.. وكيف سوّلت لي نفسي أن أنكر أديانًا وضعية يعتنقها أناس يعبدون البقر (السادة والمنقطة)، والنار (الملـــهلبة)، والفئران (الكيوت)؟”.
وتابع قائلًا: “إيه اللي في كلامي غلط وأنا بدافع عن الدين، وكاد أن يدمر بالونات الكوكب؟ إزاي الأرض مش ناقصاني؟ مع إني وزني خفيف ومش نافخ”.
هجوم مبروك عطية
وتوقف مؤخرا الدكتور مبروك عطية، عن التصريحات الإعلامية خاصة بسبب حديثه عن قضية مقتل طالبة جامعة المنصورة، نيرة أشرف، ونصحه للفتيات بارتداء "قفة" أثناء الخروج من المنزل، ويعد" عطية" من الشيوخ الذين أثاروا الجدل بشدة على مواقع التواصل ضد عدد من الفنانين وأبرزهم ياسمين رئيس؛ بعدما هاجم عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، المخرج هادي الباجوري، بعد إبدائه الموافقة على أن يتم تقبيل زوجته الفنانة ياسمين رئيس في المشاهد الرومانسية.
وطالب مبروك عطية الزوجة بعدم إطاعة الزوج إذا طلب منها أمرا "شاذ"، وعليها رفض ذلك، وأن على الزوجة رفض طلب زوجها إلا فيما شرع الله، مؤكدًا أن "التقبيل في السينما مثل التقبيل في الواقع" وأن ذلك يحرم شرعًا مضيفا: "عايز أناقش التصريح الذي قرأته لأحد المخرجين زوجته ممثلة فنشر أنه ليس لديه مشكلة أن تمثل زوجته في مشهد رومانسي لأن البوس في السينما عادي".
وأضاف: "سأعلمه ولن أسيء له، فالملايين التي تقرأ يمكن أن تفكر أن الزوج الذي ليس لديه مشكلة أن "تتباس" زوجته في السينما يصبح الأمر حلالا وبراءة، رضا الزوج شرعًا في ماذا؟، وما الذي يجب أن تطيع الزوجة زوجها شرعًا فيه؟".
طاعة الزوجة لزوجها
وقال:"الزوجة تطيع زوجها شرعًا في المعروف، أي أنها تُطيعه في الحلال شرعًا، لكن لا طاعة له عليها شرعًا فيما يُغضب الله، لدينا حديث نبوي يقول "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، والتقبيل في السينما مثل التقبيل في الحقيقة، الأمر ليس فيه اضطرار لعرض مشهد فيه تقبيل، وما تعرضه فلفل وشطة لتشجيع الناس على مشاهدة العمل".
الشيخ كشك وأم كلثوم
ومن المعارك الحديثة إلى معارك الفنانين والشيوخ قديما والتي كان أشهرها حرب الشيخ كشك على كوكب الشرق أم كلثوم، والعندليب عبد الحليم حافظ؛ حيث تعتبر هذه المعركة هي الأشهر على الإطلاق، فقد هاجم كشك عبد الحليم بشدة ووصفه بأنه المسئول الأول عن إفساد شباب مصر، كما أنه سخر من أغنياته، ولعل أشهر ما قاله عنه هو أن “عبد الحليم لديه معجزتَين الأولى أنه أمسك الهواء بيديه يقصد مقطعا في أغنية (زى الهوا) «وأتارينى ماسك الهوا بإيديه»، ومعجزته الثانية هي أنه يتنفس تحت الماء، وكان يشير إلى قصيدة «رسالة من تحت الماء» كما سخر منه بعد أن غنى عبد الحليم: «جئت لا أعلم من أين»، التي علق عليها بقوله: “هذا رجل كاذب لأن عنده أولادا ويعلم كيف جاء بهم فإنه مثلهم جاء من نفس الطريق”.
أما أم كلثوم فكان لها مع الشيخ كشك قصص أخرى من السخرية، منها أنه علق على أغنية “أنت عمري” التي تقول فيها “خدني في حنانك خدني.. عن الوجود وابعدني” فتندر عليها الشيخ كشك بقوله “امرأة في الستين عمرها تقول خدنى فى حنانك خدنى.. يا شيخة ربنا ياخدك”.
خناقة "الغزالي" و"شاهين"
وفي عام 1962 انعقد المؤتمر الوطني للقوى الشعبية تحت رئاسة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وشارك فيه الإمام محمد الغزالي -رحمه الله- الذي طالب في كلمته بـ"تحرير القانون المصري من التبعية الأجنبية، وتوحيد زي المصريين، وضرورة احتشام المرأة"، ورأت بعض الجهات في ذلك حجرًا وتزمتًا وخروجًا عن المواضيع الحيوية المتماسة مع واقع الشعب وآماله.
وفي اليوم التالي رسم صلاح جاهين صورة الإمام الغزالي يلقي كلمته منفعلًا بينما وقعت عمامته على الأرض، وتحت الرسم علق ساخرًا "يجب أن نلغي من بلادنا كل القوانين الواردة من الغرب كالقانون المدني وقانون الجاذبية الأرضية"، وغضب الشيخ الغزالي، وفي جلسات المؤتمر خلال اليوم التالي هاجم صلاح جاهين، فما كان من «جاهين» إلا أن رد بكاريكاتير أكثر سخونة يتندر فيه من آراء الشيخ في المرأة والزي الذي تلبسه.
رد الغزالي
وبدوره علق الشيخ الغزالي على ذلك بالمؤتمر وشرح موقفه، وقال: إن اعتراضه منصب على تبعية الشرق العربي لقانون فرنسي لا يعبر عن هويته، وأنه لا يهاجم العلم ونظرياته الثابتة كالجاذبية، وأنه لا يقبل سخرية «جاهين» من عمته الأزهرية، وأنه لم يركز على الأزياء وإنما جاءت هذه المسألة ضمن سياق عام تكلم فيه عن أشياء عدة كان موضوع الزي من بينها، ثم ختم الشيخ الغزالي كلمته بقوله: "إن هذا المؤتمر يعطي الحق لكل فرد أن يقول الكلمة الأمينة الحرة التي يجب ألا يُرد عليها بمواويل الأطفال في صحف سيارة ينبغي أن تحترم نفسها".
واشتعلت المعركة بهذه الكلمات التي استثارت محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام وقتها لينشر في اليوم التالي تحت عنوان "كلمة الأهرام" تعليقًا جاء فيه: "إن الأهرام تقدس الدين وتحترمه، لكنها ترفض محاولات الشيخ الغزالي أن يجعل من الخلاف في الرأي بينه وبين صلاح جاهين رسام الجريدة قضية دينية، وأن الجريدة تؤمن بحرية الرأي لذلك تنشر نص كلمة الغزالي احترامًا لحقه في إبداء رأيه مهما كان مختلفًا مع رأي الجريدة مع إعطاء الحق لجاهين أن يبدي رأيه هو الآخر فيما يقوله الشيخ" وفي صباح اليوم التالي فوجئ القراء بعدد غير مسبوق من رسومات جاهين، ست صور بعنوان "تأملات كاريكاتيرية في المسألة الغزالية"، وفي إحدى الصور الغزالي راكبًا جوادًا على طريقة أبي زيد الهلالي ووجهه مصوب نحو ذيل الفرس بينما يحمل رمحًا كتب عليه "الإرهاب باسم الدين" وتحت الرسم تعليق زجلي ساخر على شاكلة أشعار السيرة الهلالية.
الهجوم على الأهرام
بدوره، أصدر الغزالي، الذي كان مديرا للدعوة والمساجد، أمرا لخطباء المساجد بالهجوم على صلاح جاهين والأهرام، وخرجت مظاهرة كبيرة من الأزهر متجهة إلى الأهرام، التي قال الغزالي، إنها رفضت نشر رده على «جاهين»، ليهاجم الغزالي الصحافة التي اعتبر أنها حرفت كلامه، وادعت عليه ما لم يقله، واعتبر أن سبب ذلك هو الحقد على الإسلام الذي يمثله.
تكفير صلاح جاهين بسبب قصيدة
ولم تكن معركة «الزي» هي المعركة الوحيدة بين الغزالي وبين جاهين، إذ كانت ثمة معركة أخرى في إطار معارك الغزالي ضد المثقفين في العموم، وصلاح جاهين بشكل خاص، ومنها معركة حول الحملة الفرنسية، وموقف علماء الأزهر منها، حيث كتب جاهين، يتهم علماء الأزهر بالهروب من أمام نابيلون، وكتب قصيدته الشهيرة (على اسم مصر) التي يتهم فيها علماء الأزهر بالتخاذل في مقاومة الحملة، وهو ما استفز الغزالي.
فإذ فجأة، قفز الغزالي ليتهم جاهين، بالكفر مباشرة، حين قال: «لست أستغرب من منكر لله أن يفتري على خلقه»، وكفر جاهين مرة أخرى، مستنكرا أن يكون مسلما حيث قال: «إن هؤلاء بداهة ليسوا مسلمينK فهل هم عرب كما يوصفون أم يتصفون؟» ويجيب بالنفي قائلا: «كلا.. إن هؤلاء سواء كانوا أجراء أم مخلصين أفضل لإسرائيل من كل أسلحة الدنيا التي ترد إليها»، وهو ما يعني أنه لم يكفر جاهين دينيا فقط، ولكن وطنيا أيضا.