رئيس التحرير
عصام كامل

المخرج الشاب يوسف المنصور: الإخراج والتمثيل لا ينفصلان عندي.. وأتمنى العمل مع الفخراني والكدواني (حوار)

المخرج الشاب يوسف
المخرج الشاب يوسف المنصور

تقديم الروايات على المسرح "صدفة".. والجمهور بطلي الأول
 

مسرحية «الحفيد» تحاكي الواقع المصري في 40 عامًا
 

لو شعر الجمهور أني كالمدرس لن يستوعبني أو يقبل فكرتي
 

الدعاية هي أكثر ما يحتاجه المسرح المصري في الوقت الحالي
 

"لوسي" سند حقيقي ودعمتني كثيرًا خلال العرض
 

التغيير في المسرحية بعد عرضها ليس عيبًا
 

تشريح وتحليل حالة المجتمع المصرى سواء خلال حقبة زمنية محددة أو على مستويات متباعدة ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب الكثير من القراءة والاطلاع والرؤية الذاتية للغاية التى يراكم فيها رأس العمل الفني - خاصة لو كان مسرحيًّا- تجربة وثراء معرفي وحكايات مختلفة ودراسة عن قرب.


هذا ما يفعله المخرج الشاب يوسف المنصور، الذى حصد الكثير من النجاح بعد تقديمه مسرحية أفراح القبة قبل ثلاثة أعوام، وفازت بالعديد من الجوائز، ليخوض بعدها تجربة جديدة ومختلفة من خلال مسرحية الحفيد بطولة الفنانة لوسى، والتى تعرض على المسرح القومى التابع للبيت الفنى للمسرح والتى حظيت بإقبال جماهيرى كبير وإشادة واسعة من النقاد والمسرحيين.

 

ويخوض يوسف المنصور من خلال مسرحية الحفيد المأخوذة من رواية الكاتب عبد الحميد جودة السحار تجربتى التمثيل والإخراج، حيث استمرت التحضيرات للعرض شهورًا طويلة، وأجريت العديد من التعديلات على المسرحية بعد تقديمها للجمهور، وكان أبرزها مدتها.

 

لهذا أجرت «فيتو» حوارًا مع المخرج يوسف المنصور تطرق للعديد من الملفات والقضايا المسرحية والحديث عن تجربتى «الحفيد» و«أفراح القبة» حيث سألناه:

*مسرحية «الحفيد» تضمنت قضايا اجتماعية عدة.. ما الفكرة التى أردت إيصالها للجمهور؟
فى الحقيقة كان يهمني للغاية تناول ما يمكن وصفه بتشريح وتحليل لحالة المجتمع المصري منذ بداية ثمانينيات القرن الماضى حتى عام ٢٠٢٠، أربعون عامًا بالتمام، تغير فيها الكثير، ولذلك كانت شخصية الأم "زينب" والتى جسدتها الفنانة الكبيرة لوسى معبِّرة عن طبع وحال المجتمع فى تلك الفترة.

وكانت أيضًا من ضمن المحاور والرسائل التى رغبت فى إيصالها سعادة الإنسان واختياره حياته بالشكل الذى يريد إذا كانت بالطبع لا تخالف القوانين والضمير والإله، وكيف أنه فى بعض الأحيان يكون المجتمع وأفكاره وعاداته الخاطئة سببًا فى تعاسة الإنسان وإثقاله بالهموم والتعب النفسى.

وبالتأكيد مشاركة الفنانة الكبيرة لوسى كانت سندًا حقيقيًّا للعرض من أول لحظة، وهى إنسانة حقيقية ودعمتنى بشكل كبير وساعدتني فى إيصال ما أريده للجمهور.

*بعد مسرحية "أفراح القبة" والمأخوذة عن رواية نجيب محفوظ قدمت عرضا آخر عن رواية، وهو "الحفيد".. هل تفضل ذلك النوع أم كان الأمر صدفة؟
على الإطلاق، أعمالى المسرحية المأخوذة عن روايات ليست توجها أو تفضيلا، لكن كان الأمر صدفة محضة أن أقدم أول عملين لى بشكل احترافى "الحفيد" و"أفراح القبة" عن روايات ةلكنى عندما كنت أعمل بمسرح الجامعة ومعهد الفنون المسرحية قدمت عروضا عن نصوص مسرحية كعرض "طقوس الإشارات والتحولات" عام ٢٠١٧، وعادتى دائما قبل خوض أي تجربة مسرحية أن أقرأ وأبحث فيما أريد تقديمه بغض النظر ما إذا كان العمل مأخوذا عن نص أو رواية، القضية والفكرة هى من تستفزنى لتقديمها، وبعد ذلك أقوم بالمعالجة ووضع الأطر الرئيسية للعمل.

*قدمت "الحفيد" وبعد عدة ليال فى العرض أحدثت تغييرات مختلفة بالمسرحية.. ما السبب وراء ذلك؟
فى وجهة نظرى، العرض المسرحى بطبعه كائن حى ليس كالأعمال السينمائية أو التلفزيونية، المسرحية تقوم على عناصر حية تتجدد كل يوم وتتغير، وهناك بعض الأمور داخل المسرحية لا تحسم إلا بمشاركة الجمهور حيث أنتظر رد فعله فى كل عناصر العمل لأنه لدى بطل أساسى من أبطال العمل"

ووارد جدا أن يحدث تغييرا بعد تقديم العمل وهذا ليس عيبا، كما أن هناك بعض العناصر لا تكتمل بشكل نهائى إلا بمشاركة الجمهور والذى يمنح العرض الطاقة والروح اللازمتين لتتضح الرؤية النهائية للعمل.

*هل تقدم ما يرغبه جمهور المسرح أم القضايا التى تريد إيصالها ومناقشتها؟
لأكون صريحا معك، فى المقام الأول تأتي القضايا التى أريد تناولها ولكنها فى الوقت نفسه تمنح جمهور المسرح الاستمتاع وتقبل العرض، لهذا أقوم بوزن الجزئيتين جيدا.

ويمكن تلخيص ذلك بقضية أرغب فى توجيهها للجمهور لكن بعناصر التشويق والمتعة والسهولة حتى يتقبل الجمهور العمل، "الجمهور لو شعر أنى كالمدرس رغبتى الأولى إعطاء دروس ونصائح من العرض لن يستوعبنى ولن يقبل فكرتى.. لا بد أن تكون القضية مغلفة بعمل وعناصر ممتعة للمتفرج".

*المسرح المصرى يمتلك رموزا وعمالقة.. من حاليا على الساحة المسرحية ترغب فى العمل معه وإخراج مسرحية من بطولته؟

كثيرون للغاية، وليس فنانا واحدا أو اثنين فقط، أتمنى بالطبع العمل مع الفنان الكبير يحيى الفخرانى ومحمد صبحى وفتحى عبد الوهاب وماجد الكدوانى، ومن الفنانات دنيا سمير غانم وأسماء أبو اليزيد، ولو حدث مستقبلا وعملت مع أحدهم سيكون شرفا كبيرا لى وإضافة لمسيرتى.

*فى وجهة نظرك.. ما الذى يحتاجه المسرح المصرى فى الوقت الحالى؟
الدعاية قولا واحدا، ولو كنت مسئولا سأركز على الدعاية المسرحية ووضع شخص مسئوليته الدعاية للعرض المسرحى، ولكل مسرحية مسئول للدعاية وخلق تنافس حقيقى بينهم لأن انعكاس الدعاية ورد فعلها سيكون على التذاكر وحجم الإقبال الجماهيرى على العروض، وأقصد بالدعاية جميع أنواعها، وخاصة المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعى، والهدف هو تعريف الشخص العادى فى منزله أن هناك عرضًا مسرحيًّا اسمه كذا ويعرض فى مسرح كذا.

بالإضافة إلى أفيشات المسرحيات فى الشوارع وإعلاناتها فى التلفزيون والراديو وجميع وسائل الإعلام، لأننا نقابل بعض المواطنين يقولون لنا لا نعرف أن هناك مسرحًا أو عروض مسرحية من الأساس، لذلك فى وجهة نظرى أن الدعاية المسرحية قادرة على حل جميع مشكلات وأزمات المسرح المصرى وخاصة المتعلقة بالشئون المادية.

*أنت ممثل ومخرج.. أيهما الأقرب لقلبك وتريد النجاح والاستمرار فيه؟
أنا أحب التمثيل للغاية، أقوم بالإخراج والكتابة أيضًا من خلال التمثيل لأن موهبة التمثيل فى رأيي هى من تحرك الكتابة والإخراج، وعلى المستوى الشخصى لو توقفت عن التمثيل لن أستطيع أن أخرج أو أكتب عملًا مسرحيًّا لأني كممثل أضع نفسي مكان الشخصيات التى أقوم برسمها فى العمل، وأرى وأتوقع انفعالاتها فى المواقف المختلفة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية