صيادي الاستاكوزا النيلي: "محدش كان بياخدها منا كانوا بيفكروها عقارب"l صور
“في ساعة العصاري يصطحب العديد من الصيادين أدواتهم للذهاب إلى نهر النيل مفترشين الأرض، ساعين للرزق رافعين الأيدي إلى السماء طالبين معونة الرب أن يمنحهم ما يكفون به أيديهم عن طلب الحاجة من البشر ”.
في مشهد رائع يصطف على ضفاف النيل عدد من الصيادين الذين يقفون استعداد للجلوس على الشاطئ كي يتمكنوا من الصيد للاستاكوزا النيلي التي بدأ الطلب عليها بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
“فيتو” في رحلة صيد مع صيادي الاستاكوزا النيلي للتعرف على معاناتهم وكيف تحولت المحنة إلى منحة من رب الكون لهم.
ساعة الرزق المخفية
يقول محمود سيد علي، صياد استاكوزا، أنني متخصص في تلك المهنة منذ سنوات وكانت البداية من السمك ولكن بعد افتتاح مصنع الاستاكوزا بقنا بدأ الطلب على الاستاكوزا النيلي كبير وهو الأمر الذي دفعنا إلى التخصص في هذا النوع، لافتا إلى أن البداية كانت الناس تخشى رؤية هذا النوع من الأسماك قائلين لنا “هي ده استاكوزا ده عقارب”.
وأشار ثروت محمد علي، “صيادي استاكوزا” أن هذا النوع كان غريب علينا والبداية كانت صعبة جدا مع الأهالي والكثير كان يرفض شراؤها، مؤكدين أنها ليست للأكل، وهذا كان يمثل احباط كبير خاصة أننا كنا نصطاد كميات كبيرة.
باب الأمل مفتوح
ونوه علي محمود حسين، صياد، أن فتح مصنع للاستاكوزا النيلي تحديد باب أمل كبير للصيادين الغلابة، مشيرا إلى أن هذا المصنع يستوعب كميات كبيرة من الاستاكوزا النيلي التي فتح خصيصا لها.
وأشار يحيى علي طلب، صياد، أن هذا النوع مطلوب في الأسواق الأوروبية أكثر من هنا السوق المحلي ليس مطلوب فيه هذا النوع ولكن أوروبا والغرب يقدرون هذا النوع كثيرا.
السوق القنائي
وأكد الدكتور عبد الكريم حسانين، المدير التنفيذي لخط إنتاج المصنع، أن صيد الاستاكوزا له فائدة مزدوجة حيث إنه يعطي الفرصة لنمو الثروة السمكية، لكونها تتغذى على بيض الأسماك الأخرى.
وأضاف أن صيدها وتصنيعها يعد منتجًا جديدًا على السوق القنائي، يتم بيعه وتصديره، وهو ما يعد فائدة اقتصادية لزيادة الدخل القومي المصري، فضلًا عن أنه يوفر العديد من فرص العمل للكثير من الصيادين والموردين وعمال المصانع وسائقي الشاحنات.
وتابعت "فيتو" خلال جولتها مراحل تجهيز الاستاكوزا والتي تمر بالعديد من العمليات داخل الأقسام المختلفة، منها عمليات الفرز والغسيل والقلي والتبريد والتعبئة والتغليف، ثم يتم تجميدها بعد ذلك في ثلاجات عند درجة حرارة ١٨ درجة مئوية تحت الصفر لتصبح جاهزة للتصدير.
السوق الأوروبي
وتابع “حسانين”: "السوق الأوروبي والأمريكي هو الذي يطلب هذه النوعية من الاستاكوزا، وقريبًا سيكون إنتاجنا في إسبانيا، فضلًا عن السوق العربي الذي نأمل أن يتسع لهذا المنتج الغريب على المجتمع الصعيدي وليس له سوق إلا نادرًا.
أهم الصعوبات
وأضاف: "نضطر إلى سفر البضائع عبر ميناء الإسكندرية هو الوحيد الذي يوجد به رصيف للحاويات ورغم قرب ميناء سفاجا إلا أنه لا يوجد رصيف للحاويات والعين السخنة بالنسبة لنا صعبة، وذلك لأنها سوف تمر بقناة السويس وهذا سوف يكلفنا الكثير ولذا كان ملجأنا الوحيد هو الإسكندرية".
واستطرد: "لدينا وعد بعمل رصيف للحاويات بسفاجا بعد عامين، وخلال تلك الفترة سوف نعمل بنفس السيستم حتى يتم عمل الرصيف الجديد بسفاجا، وهذا سوف يمنح المستثمر في المنطقة الصناعية سوقًا قريبًا ومهمًا جدًا بالنسبة لنا".
خط إنتاج الأسماك
يذكر أن خط إنتاج الأسماك والقشريات يقع على مساحة ٧٦٠ م٢ بتكلفة استثماري تقدر بـ١٠ ملايين جنيه بطاقة إنتاجية ٦ أطنان / يوم، ويوفر ١٢٠ فرصة عمل مباشرة و٦٠٠ فرصة عمل غير مباشرة وهو أحد المشروعات الجديدة والنوعية التي لها عائد اقتصادى كبير.