بيزنس تجارة الشعر في مصر والعالم.. 25 ألف جنيه سعر «الويج» الطبيعي والخصلة بـ 1000
يتعجب البعض عند قراءة الأخبار الخاصة بتكرار محاولات تهريب الشعر المستعار عبر المنافذ الجمركية، منها إحباط رجال الجمارك المصرية محاولة تهريب 140 كيلو شعر طبيعى تصل قيمتها لنحو مليونى جنيه.
إضافة إلى الحملات الإعلانية المدفوعة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لمنتجات الشعر المستعار «البشري والحراري» خلال هذه الفترة التي تعاني الدول من أزمات اقتصادية متأثرة بتداعيات انتشار فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
كل هذا وغيره يطرح عدة تساؤلات منها هل تجارة الشعر المستعار مربحة لهذا الحد حتى يتم تهريبه، وكيف أصبحت تجارة الشعر البشري مربحة في الآونة الأخيرة، ولماذا تتوقع الإحصائيات والخبراء زيادة مبيعاته، وما هي مصادره الرئيسية..؟ كل تلك الأسئلة «فيتو» تجيب عليها في السطور التالية: -
الذهب الأسود
بداية إن السيدات الراغبات في زيادة جمالهن يدفعن مبالغ طائلة في شراء خصل الشعر والوصلات «الإكستنشن» والشعر المستعار « باروك أو ويج» التي تعد تجارة عالمية رابحة ورائجة لبعض الدول، إذ وفقًا للجنة التجارة الدولية الأمريكية، تعد الصين وإندونسيا والهند مصدرين مهمين للشعر المستعار.
وتبلغ صادرات هونغ كونغ من الشعر الخام نحو 30.2 مليون دولار سنويًا، مقابل 19 مليون دولار صادرات الهند.
ويطلق على تجارة الشعر البشري «الخام» في قارة أسيا اسم «الذهب الأسود» إذ يحصل تجار الشعر على أعلى سعر في الشعر المحلوق مباشرة من الرأس، وتحديد السعر يعتمد على طوله وملمسه وحالته الصحية.
مرحلة الحصاد
وتشير التقارير العالمية إلى أن الشعر البشري يمر بعدة عمليات معالجة وصولًا إلى الشكل النهائي، تبدأ بمرحلة الحصاد، وتعني مرحلة الحصول على الشعر من المتبرعات، أما من المعابد الهندوسية التي تحصل على الشعر كقرابين ضمن طقس ديني يسمى «التنقيط» حيث يقوم الحجاج من السيدات والرجال بحلق شعورهم داخل المعابد، أو عن طريق تجار الشعر الذين يتجولون في القرى بحثًا عن المتبرعات.
توقعات النمو
ووفقًا لبعض التقارير العالمية، هناك توقعات أن يرتفع سوق الشعر البشري عالميًا بحلول عام 2024 لـ 10 مليار دولار، و13.3 مليار دولار بحلول عام 2026، أي بمعدل نمو سنوي مركب قدر بنحو 13٪ خلال الفترة 2021 حتى 2026، إذ بلغ سوق الشعر البشري نحو5.7 مليار دولار في عام 2021، مقابل 7 مليار دولار خلال العام الجاري 2022.
استحواذ أفريقيا وأمريكا على أكبر حصة من السوق
وعللت هذه التقارير زيادة نمو سوق الشعر المستعار إلى زيادة معدلات تساقط الشعر في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن أكبر مستهلكين للشعر المستعار عالميًا الأفارقة الأصليون والمنحدرون من أصل أفريقي في الولايات المتحدة الأمريكية التي تشكل أكبر حصة في السوق بنحو 39 %، كما تشكل أفريقيا نحو 37 % من سوق الشعر المستعار، وخاصة في بعض الدول النامية مع سوء استخدام بعض مستحضرات العناية بالشعر التي تحتوي على مواد كميائية ضارة، ومع استخدامها على فترات طويلة فإنها تؤثر سلبًا على الشعر.
دورالسوشيال ميديا في رواج الشعر
وفقًا للتقارير فإن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا جديدًا لأجتذاب شريحة وفئة جديدة لمحبي إقتناء الشعر المستعار، وذلك نتيجة لمتابعة المشاهير على «السوشيال ميديا» ومنهم كيم كاردشيان، إذ قامت أختها «كلوي» بنشر صورة لـ «دولاب» كيم الممتلئ بالشعر المستعار بتسريحات وأطوال مختلفة.
العائد الاقتصادي
وفي هذا السياق تقول الدكتورة رشا أبو الحسن، رئيس شعبة مراكز التجميل، بالغرفة التجارية لمحافظة الدقهلية، في تصريحات لـ «فيتو» إن تجارة الشعر المستعار من التجارات المربحة التي لها عائد اقتصادي كبير، ويدخل كأحد مصادر الدخل القومي لبلدان عدة، وازدهرت مع إزدهار الموضة، وزيادة اهتمام السيدات بجمالهن وخاصة الشعر، ولم يقتصر استخدام الشعر المستعار على الباروكة أو «الويج» بل استخدام الوصلات والخصل «الإكستنشن»، التي تزيد من كثافة الشعر وتعطي للمرأة الشكل التي تريده.
البشري أعلى سعرًا
وأضافت أن الشعر المستعار «الويج» نوعين شعر طبيعي وأخر حراري، وتعد الهند مصدر لأفضل أنواع الشعر البشري وأغلاها سعرًا، الذي تقوم الدولة بجمعه من المعابد، حيث تقدم السيدات الفقيرات شعورهن كقربان للتقرب من آلهتهن، فيذهبن للمعبد ليتم قص شعورهن، ثم تقوم الدولة بجمعه وتصديره، ويعد سلعة رائجة ومرغوبة دوليًا، إذ تتم معالجته من قبل شركات متخصصة.
أسعار الشعر المستعار
وعن أسعار الشعر المستعار، قالت إن خصلات الشعر الحراري تبدأ من 400 لـ1500 جنيه، أما الطبيعي فالخصلة الواحدة تتعدى الـ 1000 جنيه إذ تباع بالجرامات، أي للحصول على شعر كامل يبدأ من 7000 جنيه وقد يتخطى الـ 25 ألف جنيه.
مراحل استخدام الباروكة في مصر
وأشارت إلى أن استخدام الباروكة (الويج) مرت بمراحل مختلفة في مصر، إذ أنتشر استخدامها بين السيدات في الستينات والسبعينات، ثم اختفت لعدة أسباب منها ارتفاع الأسعار وانتشار الحجاب، وفي مرحلة لاحقة اعتمدت السيدات على مستحضرات فرد الشعر بدلًا من استخدام الشعر المستعار، لكن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي انتشر استخدام الشعر المستعار مع كثرة استخدام الفنانات ومشاهير السوشيال ميديا لها، إذ اقترن ظهورهن بتغير المظهر يوميًا، فلجئن إلى الاهتمام بشراء الشعر المستعار، إضافة إلى أن الفتيات لم يعدن يحافظن على تناول الغذاء الصحي والعادات الصحية اللازمة لنمو الشعر، وأصبحت استخدام الشعر المستعار الحل الأسرع للحصول على مظهر جذاب
وتابعت: «في الماضي كان الحصول على باروكة صعب، لكن الآن أصبحت أكثر سهولة، فالسوشيال ميديا روجت بشكل كبير لاستخدام الشعر المستعار، إذ هناك فتيات يروجن لبيع الشعر المستعار على منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وأيضًا تباع عبر الأسواق الإلكترونية».
الشعر المستعار ومرضى السرطان
وأوضحت أن الشعر المستعار (الويج) يساهم في تغير الحالة المزاجية للمرأة، ويعطيها ثقة بجمالها، وأنه من خلال رسالة الماجستير الخاصة بي التي تناقش تأثير مستحضرات التجميل وأثرها النفسي على المرأة، كانت من ضمن العينات التي تناولتها في الرسالة طفلة أصيبت بمرض السرطان ومع الجلسات تساقط شعرها، وعندما نظرت لنفسها في المرآة دخلت في ثورة غضب كسرت معها المرآة ورفضت العلاج واللعب، وعندما قمت بتوفير (ويج) ملائم لحالتها باللون الذي تحبه، تغيرت حالتها النفسية تمامًا، وبدأت حالتها الصحية والنفسية في التطور إيجابيًا.