نتنياهو: قرار أوربا بوقف تمويل المستوطنات محاولة لإجبار إسرائيل على حدود 67.. ما يهمنا فى كل ما يحدث بمصر الالتزام باتفاقية السلام.. وسيناء أصبحت غير مستقرة.. وينتقد الوضع فى إيران وسوريا
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، إن قرار الاتحاد الأوربي بوقف تمويل المستوطنات الإسرائيلية محاولة لإجبار إسرائيل لوضع الحدود النهائية على أساس 1967، والضغط عليها من خلال الاقتصاد وليس من خلال المفاوضات، وبالطبع ما يحدث خطأ في الوقت الذي يحاول فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات، فإنها يجعل الموقف الفلسطيني صلبا ويتسبب في فقدان الإسرائيليين الثقة في الحياد الأوربي.
وردا على اتهامات الأوروبيين أن الأمريكيين لا يشاركون بنحو فعال بما فيه الكفاية في عملية السلام، أوضح نتنياهو أن مزاعمهم تقوض الجهود الأمريكية وتقوض المفاوضات وسيكون رد الفعل الإسرائيلي سلبيا للغاية تجاه هذا.
وتمنى نتنياهو في مقابلة مع صحيفة ألمانية "دي فيلت"، وجود حل عملي وفعال للتعامل مع أوربا وتوقيع عقود أخري مع الاتحاد الأوربي، وأنه لم يكن مندهشا من موقف الاتحاد الأوربي، لإدراكهم أن مثل هذه المبادرات والارتقاء في النسق البيروقراطي لا معنى له سياسيا خصوصا في هذا الوقت، لأن إسرائيل لن تضع حدودها بناءً على وثيقة وإنما الطريقة الوحيدة من خلال مفاوضات ثنائية لأننا هاجمنا هذه الحدود قبل عام 1967 وكانت حياتنا على المحك.
أضاف نتنياهو أن الحدود تغيرت بشكل كبير منذ 40 عامًا، وهناك مئات الآلاف من الإسرائيليين في أحياء القدس التي من شأنها أن تكون مقسمة إلى قسمين، وتم إنشاء جدار برلين في وسط القدس، وجدار برلين الاقتصادي والسياسي، فماذا نعمل مع الإسرائيليين بداخل تلك الحدود، هذا غير عادل وغير حكيم أن يتركوا أماكنهم وأأمل أن نجد حلا لهذه المشلكة بشكل معقول.
وقال مراسل الصحيفة "فيلت ام سونتاج"، الذي يجري المقابلة مع نتنياهو: آخر مرة جلسنا لإجراء مقابلة في ديسمبر، كان الإسلاميون في ارتفاع في جميع أنحاء المنطقة، وكنت تحدثت عن اندفاع الحركات الإسلامية التي تقدم حلولا سهلة ولكنهم لا يحلون أي شيء، هل يمكن أن يستمر هذا الوضع بعد أن ضاق المصريون بالإسلاميين وأطاحوا بهم بسرعة من الحكم؟
وردا نتنياهو: أعتقد أنك تتحدث عن مصر، وأن ما حدث لا يمكن أن ينجرف في أماكن أخرى بالعالم لهذا المد، وأن ما حدث في مصر قرار داخلي، وكان هناك استياء كبير واضح في مصر ورغبتهم في اتجاه مختلف للمجتمع اقتصاديا وسياسًا وثقافيًا، وأعتقد أن هذا التطور مهم، ولكن مصدر القلق الرئيسي الذي لدينا من مصر هو الحفاظ على معاهدة السلام لأنها حجز الزاوية للاستقرار في المنطقة وحتي الآن تم الحفاظ عليها في ظل الحكومات المتغيرة.
وفي رده حول ما إذا كان يمكن للانقلاب في مصر أن يكون فرصة ثانية للديمقراطية، قال نتنياهو: "آمل أن نرى الديمقراطية الحقيقية تنتشر في الشرق الأوسط، لأنه عندما يحدث ذلك سيكون من الجيد للسلام، هناك فجوة ثقافية لم يكن لدينا تجربة ما نسميه الديمقراطيات الليبرالية بأسلوب أوربا وإسرائيل في أي مكان في الشرق الأوسط في القرن 20. لذلك هذا هو التحدي الكبير، وليس من الواضح أن يتحقق هذا بين عشية وضحاها. ولكن آمل أن يتحقق ذلك يوما ما وربما قريبا".
وأوضح نتنياهو أنه على المدى الطويل فإن الأنظمة الإسلامية الراديكالية ستفشل لأنها لا تمنح حق التصويت الكافي التي تحتاجها البلاد للتطور اقتصاديا وسياسيا وثقافيا؛ فنحن في ثورة المعلومات، والثورة الاقتصادية العالمية.
وأضاف أن المد الإسلامي المتطرف غير ملائم، فلن نعود للقرون الوسطي ضد التوجه الكامل للحداثة، لذلك مع مرور الوقت فإنها محكوم عليها بالفشل، وهناك رد فعل قوي على هذا الأمر، وأن كل ما يشغلنا في هذا السلام مع مصر، ولكن يبدو الأمر غير واضح في سيناء وأصبحت غير مستقرة فهناك منظمات إرهابية، تستعد لمهاجمتنا هناك.
وحول الانتخابات الإيرانية؛ أشار نتنياهو إلى أنه كان هناك استياء كبير داخل إيران، وتجلي ذلك في الانتخابات التي فاز بها حسن روحاني، مشيرًا إلى تغير الرئيس الإيراني لا يعني التحول في القضية النووية الإيرانية، لأن جميع القررات العليا تتخذ من قب المرشد الأعلي وأن روحاني ليس لديه اختلافات في الرأي مع خامنئي حول سعي إيران للحصول على أسلحة نووية، وخاصة أنه كان قد تفاخر بأنه خدع الغرب في عام 2004، ولقد أنهت إيران حاليًا المرحلة الحرجة في برنامجها النووي وهي مرحلة التخصيب، وأصبح الوقت متأخرا لإجبار إيران على تقديم تنازلات.
وفي الشأن السوري، قال نتنياهو إن ما يحدث في سوريا مأساة وأصبحت ساحة المعركة كبيرة لمشاركة القوى السنية والشيعية في الحرب الهلية السورية، والانقسام السني الشيعي بداخل القبائل السورية للاستيلاء على السلطة، وليس من المفيد أن تدخل إسرائيل في هذا النقاش.