رئيس التحرير
عصام كامل

إيران تغازلنا !


بينما اختارت تركيا أن تسلك طريق العداء لإرادة الشعب المصرى، التي أرادت التخلص من حكم الإخوان، فإن إيران آثرت أن تكون أكثر ذكاءً، حينما قبلت بالتغيير الذي حدث في مصر ورحبت به، بل وانتقدت الأتراك على معارضتهم لهذا التغيير المصرى!

وفي خطبة الجمعة الماضية بطهران، أشاد أحمد حفنى القريب من خومينى بما حدث في مصر من تغيير سياسي، بل إنه تمادى حينما قال إن 60٪ من الشعب المصرى أعضاء في حركة تمرد!

لقد قرر الإيرانيون أن يتصرفوا بذكاء، ويتعاملوا مع الواقع المصرى الجديد، رغم أنهم ربطتهم بحكم الإخوان علاقات ليست بالقليلة.. ففى كل هذا الحكم، تبادل الرؤساء في مصر وإيران الزيارة لأول مرة بعد قطيعة دبلوماسية امتدت لنحو ٣٢ عامًا مضت.. وفى ظل الحكم الإخوانى لمصر بدأ السياح الإيرانيون يزورن مصر، وكان الإيرانيون يخططون لنسج علاقات اقتصادية أكبر وأوثق بين البلدين.. ومع ذلك فعندما أطيح بحكم الإخوان لم يبك الإيرانيون على اللبن المسكوب، ورموا وراء ظهورهم صفحة مرسي وإخوانه وقرروا فتح صفحة جديدة من العلاقات مع مصر.

ولذلك انتهج الإيرانيون سياسات الترحيب والقبول بالحكم المصرى الجديد، بل والإشادة بالتغيير السياسي الذي شهدته مصر، وتمادوا أكثر حينما انتقدوا الأتراك على معارضتهم لما حدث في مصر وإصرارهم على تأييد الإخوان قولًا وعملًا، حتى بعد أن تركوا حكم مصر.

هذا هو الدهاء الإيرانى الذي صنعته عقلية تجار البازار التي يشتهر بها الإيرانيون، وهى عقلية برجماتية لا تختلف عن البرجماتية الأمريكية، بل ربما تفوقها.. أما الأتراك فإن ما يربطهم بإخوان مصر أكبر من المصالح.. إنه رباط أيدلوجى وتنظيمى، حيث يضمهم التنظيم العالمى للإخوان المسلمين، ولذلك هناك فارق بين الأتراك والإيرانيين.
الجريدة الرسمية