اضطرابات سياسية واحتجاجات بالشوارع.. آخر تطورات الأوضاع في العراق
سلطت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الضوء على آخر مستجدات الأوضاع وأعمال العنف التي تضرب البلاد منذ يومين، على خلفية اعتزال رجل الدين الشيعي البارز، مقتدى الصدر، الحياة السياسية والتي أعقبها اشتباكات عنيفة بين أنصاره وميليشيات شيعية معارضة.
مرحلة قاتلة جديدة
وقالت الصحيفة في تحليل لها إن الفصائل السياسية الشيعية بدأت ”مرحلة قاتلة جديدة“، بعدما وجهت بنادقها على بعضها البعض، مشيرة إلى أنه مع عدم وجود حكومة فاعلة وأرضية مشتركة، أصبحت التوترات بين هذه الفصائل السياسية ”مسألة مميتة“ في العاصمة، بغداد، الأسبوع الجاري.
وذكرت الصحيفة: ”الآن، اندلعت الخلافات طويلة الأمد بين بعض الفصائل الشيعية وتحولت إلى قتال مميت في شوارع بغداد، ما أسفر عن مقتل 24 شخصًا وأثارت الاضطرابات مخاوف من وقوع البلاد في دائرة محفوفة بالمخاطر مع عدم وجود حكومة عاملة وعدم وجود أرضية مشتركة لتشكيل حكومة.“
وأضافت ”على الرغم من أن الاضطرابات السياسية واحتجاجات الشوارع شائعة في العراق، فقد كشفت هذه الجولة من العنف عن مخاطر حدوث مزيج قوي من الشلل السياسي، وانهيار مؤسسات الدولة، والتنافس المتصاعد بين الجماعات الشيعية التي تدعمها إيران وفصيل قومي عراقي بقيادة الصدر“.
وكانت أعمال العنف بدأت، الإثنين، بعد أن أعلن الصدر في تغريدة أنه سيترك السياسة العراقية. واقتحم أتباعه المنطقة الخضراء شديدة التحصين، ونهبوا المباني الحكومية. وسعى الصدر أمس، الثلاثاء، إلى نزع فتيل العنف، داعيا أتباعه إلى التراجع ومغادرة المنطقة الخضراء.
وقالت الصحيفة ”على الرغم من أنها لم تدم طويلًا، إلا أن اندلاع الاشتباكات القاتلة ترك بعض العراقيين يهتزون من الخوف من أن البلاد قد تنحدر مرة أخرى إلى دائرة العنف الطائفي التي لا نهاية لها على ما يبدو والتي ابتليت بها بلادهم على مدى العقدين الماضيين.“
وتابعت ”الصدر هو زعيم معارضة شيعية منافسة، وقد تأججت حركته السياسية جزئيًّا بسبب انعدام الثقة المستمر في إيران الذي ولد في الحرب المدمرة بين الدولتين المتجاورتين في الثمانينيات وتشكلت على مدار سنوات من التلاعب والتدخل الإيراني في شؤون العراق“.
وأردفت ”كان يُنظر إلى الانتخابات التي جرت في أكتوبر من العام الماضي على أنها بداية جديدة للبلاد، والتي جاءت استجابة للاحتجاجات الحاشدة ضد حكومة فاسدة ومختلة وظيفيًّا. وبدلًا من ذلك، أدى ذلك إلى المأزق السياسي الحالي“.