بدأت بصنف يمني في القناطر الخيرية.. قصة التجربة الوحيدة لزراعة البن في مصر
تستورد مصر سنويا أكثر من 70 ألف طن من البن الخام، حيث تعتبر القهوة سلعة مستوردة بالكامل، فعلى مدار عقود طويلة من استهلاك المصريين للقهوة، لم نشهد محاولات جادة لزراعة أشجار البن في مصر رغم الأقبال المتزايد على القهوة سنويا، إلا تجربة بحثية واحدة تعود إلى معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية.
وشهدت محطة بحوث البساتين بالقناطر الخيرية في الفترة بين أعوام 2007 وحتى 2010 تجارب لإنتاج البن أجريت على مجموعة من الأشجار تعود لأحد أصناف البن العربي الواردة إلى مصر على سبيل الهدية من دولة اليمن
وقالت الدكتورة نهاد مصطفى أستاذ الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، وإحدى المشاركات في التجارب البحثية حول زراعة البن في مصر: إن أشجار البن العربي الموجودة في محطة بحوث البساتين بالقناطر الخيرية وردت إلى مصر من اليمن عام 1979 وتم زراعتها في المحطة وتم معاملتها لسنوات طويلة كأشجار زينة دون منحها الاهتمام الكافي كأشجار ذات قيمة اقتصادية مهمة، حيث تمتد أشجار البن في المحطة على أكثر من فدان.
وأضافت في تصريحات خاصة أنه مع بدايات عام 2007 بدأنا في المحطة الأهتمام بأشجار البن العربي من خلال تنفيذ برامج التسميد والتقليم المناسبة للبن، إلى جانب برامج مكافحة محدودة لمرض البياض الدقيقي الذي ظهر على نطاق محدود نتيجة قصور في المتابعة، وتم مكافحته فوريا وقتها.
أقلمة النبات في البيئة المصرية
وأكدت أن التجارب التي تمت في محطة بحوث القناطر الخيرية لم تستهدف تحقيق الإنتاجية الكبيرة من زراعة أشجار البن لكن كان هدفها الوصول إلى مرحلة جيدة من أقلمة النبات في البيئة المصرية، وهو ما نجحنا فيه بشكل ملحوظ خلال التجارب التي امتدت إلى عام 2010، مشيرة إلى انه ربما يمكن الوصول إلى إنتاجية أعلى من خلال زراعة أصناف آخرى في مصر تكون أقتصادية بشكل أكبر.
ولفتت إلى أن خلاصة التجربة التي تمت على أشجار البن إنه يمكن زراعته في مصر كمحصول ثانوي يتم تحميله على أشجار المانجو والنخيل حيث لا يحتاج إلى خدمة أرضية تزيد عن برامج التسميد التي تحصل عليها أشجار المانجو والنخيل في مصر.
وتابعت: القصة كلها في توفير الرطوبة لأشجار البن من خلال توفير الظل المناسب لها لتوليد الرطوبة وذلك يمكن تحقيقه بوسائل مختلفة مثل الزراعة في حقول أشجار المانجو أو النخيل أو بعمل مظلات صناعية لتوفير الرطوبة للأشجار لمساعدتها على النمو والإنتاجية
زراعة أشجار البن
وأردفت: إن المملكة السعودية بدأت خلال السنوات الماضية في زراعة أشجار البن في بعض مناطقها ونجحت بشكل كبير، في حين أن المناخ في مناطق كثيرة بمصر يعتبر أفضل من المناطق التي يتم زراعتها بالبن في السعودية.
وتجدر الإشارة إلى أن تقارير صحفية وإعلامية دولية توقعت تراجع الإنتاج العالمي من البن نتيجة تأثير الظواهر المناخية المتطرفة على مناطق زراعة البن خاصة في أمريكا الجنوبية، ومنها ضرب الصقيع لحقول البن في البرازيل وتلف 25% من المحصول في مساحات شاسعة هناك.
ووفقا لمنظمة البن الدولية (ico) فان استهلاك مصر من البن اترب من حاجز الـ 100 مليون دولار خلال العام الماضي 2021، وهو ما سجل زيادة بلغت 58% عن معدلات الاستهلاك في 2020.