رئيس التحرير
عصام كامل

غراب البين يكتب: محتاج 200 جنيه علشان أجيب أكل لأولادى

غراب البين
غراب البين

بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله أخذتنى أجنحتى لوسط البلد حيث وقفت على فرع شجرة بشارع شامبليون علشان أريح جتتى ساعتين تلاته قبل طلوع النهار ودوشة البنى آدمين وكلكسات العربيات
 

إنكمشت بين أجنحتى وقبل أن تغمض عيناى سمعت صوت ضحكات تأتى من المقهى أسفل الشجرة.. شابان وفتاة من عشاق السهر على المقاهى ينظرون لشاشة موبايل أحدهم الذى يؤكد أنه يرى هذا البوست كل شهرين تلاته من نفس الفتاة صاحبة بروفايل "وردة البستان".. وفى كل مرة لها حجة تختلف عن سابقتها.. حيث يقول البوست هذه المرة "محتاجه 200 جنيه عشان اجيب اكل الاولادي اللي يقدر يساعدني كثر خيره"
 

الشاب يقلب فى بوستات "وردة البستان" السابقة فيجد بوست يقول "ياجماعه انا محتاجه 200 جنيه مساعده عليا إيجار متاخر وهترمي ف الشارع ياريت حد يقدر يساعدني ومعايا الأوراق الي تثبت كلامي وياريت بلاش استظراف"

وهكذا أخذ الشاب يطلعهم على البوستات القديمة ومدى تعاطف الناس معها وبين كل بوست وبوست شهرين أو ثلاثة.. فتضحك الفتاة وهى تقول: واضح إن اختنا وردة البستان عارفة إن الناس بقت بتنسى بسرعة

ويعلق أحدهم ضاحكا: لأ وكمان فى كل مرة لها حجة تختلف عن السابقة والشباب بيتفاعلوا معاها وبترفض دخولهم عالخاص وكاتبه رقم تليفون فودافون كاش باسم الشيخ صابر للى عايز يبعت عليه

ويقترح أحدهم قائلا: طب تيجوا نعمل أكاونت وهمى ونطلب مساعدات زى وردة البستان؟
 

وهنا وقفت على قدمى وفردت أجنحتى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق" فراح الشابان ومعهم الفتاة يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فرفرفت بأجنحتى وهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بالطوب كعادتهم ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية بنى آدمين أم أنكم من تنكدون على أنفسكم.. بعضكم ينصب على بعض مستغلين تعاطف أصدقائكم على الفيس بوك.. وبعضكم يسخر من بعض ويتخذه أضحوكة بغض النظر عن كونه صادقا أم كاذب


 

بس بصراحة الفكرة بتاعة وردة البستان عجبتنى ونويت أعمل جروب للغربان وأسمى نفسى "الطائر الجريح" وأطلب من الأصدقاء يبعتولى مساعدات وأطعمة بدلا من اللف والدوران وكل شوية يطلعلى بنى آدم يهشنى ويحدفنى بالطوب.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزه تخلف بنى آدمين زيكم بيتفننوا فى النصب على بعضهم البعض!

الجريدة الرسمية