رئيس التحرير
عصام كامل

خالتى شرعية.. حلقة رقم (11).. المصالحة الوطنية


جرس باب بهية يرن رنات متواصلة تقلق بهية وتقول يا ساتر يا رب جيب العواقب خير وتهرع نحو الباب لتفتحه وترى شرعية أمامها
شرعية: والنبي يا اختي ألاقي عندك حاجة للسخنية البت بنتي الصغيرة جتتها قايدة نار ومش عارفة أعمل إيه.


بهية: وسعي لما آجي معاكي أشوفها.

وتدخل بهية مع شرعية إلى شقتها ناسية كل خلافاتهما معا وتطمئن على ابنتها الصغيرة وتقوم بعمل كمادات ماء بارد للطفلة حتى يبرد بدنها قليلا وتتصل بالطبيب على هاتفها المحمول فيأتي ويقوم بالكشف على الصغيرة ويكتب العلاج اللازم لها وتنزل بهية بسرعة تشتري العلاج وتقوم بإعطائه لطفلة شرعية وتظل جوارها حتى تهدأ حرارتها وتستأذن شرعية في الانصراف وتحاول شرعية إعطائها ثمن العلاج وأجرة الطبيب ولا تقبل بهية أن تمد يدها لها حتى تأخذ النقود.

بهية: دي زي بنتي ومفيش فرق الناس لبعضيها.

تندهش شرعية من تصرفات بهية التي بدت في غاية الطيبة والحنية على ابنتها الصغيرة فتلحظ بهية اندهاشها. 
بهية: ما تستغربيش ده اللي جوايا ناحية كل الناس لو انتي مسيحية مش مسلمة كنت حعمل نفس الشيء مع بنتك برضه بكل الحب دي المواطنة يا شرعية اللي انتم متجاهلينها وغافلين عنها ومش راضيين تعترفوا بيها دي المواطنة اللي ما بتفرقش بين مسلم ومسيحي ولا سني وليبرالي ولا إخواني بس انتم منهجكم الإخواني بيفرق بين الناس وفيه خيار وفقوس احنا عندنا لأ علشان كده احنا مختلفين مع بعض الحكاية مش حكاية دين انتم مسلمين واحنا كمان مسلمين بس احنا بنعلي من التسامح والترابط انتم لأ وده سبب زعلي معاكي ونرفزتي عليكي كل شوية لأنك مضحوك عليكي انتي وناس كتير أوي زيك ستات ورجالة ويا ريتك تفهمي ده قبل فوات الأوان.
 
شرعية: كتر خيرك على اللي انتي عملتيه مع بنتي وجميلك على رأسي من فوق وعمري ما حنساه ومسيري في يوم أردهولك. 
بهية: لاجميل ولا حاجة لو انتي مكاني أنا متأكدة انك كنتي عملتي زي اللي أنا عملته وأكتر شوية الناس معادن وأنا واثقة ومتأكدة أن معدنك أصيل بس عليه شوية تراب عايزين يتشالوا وانتي تبقي زي الفل.

شرعية: أنا خلاص قررت أني ما أرحش رابعة تاني مش علشان أرضيكي ولا علشان مقتنعة بكلامك لأ علشان ولادي تعبوا هناك وولادي أهم من مرسي ومن أى رئيس تاني خليه هو هناك هو حر في نفسه لكن أنا لأ خلاص أنا كنت حضيع بنتي مني لولاكي ولولا ربنا سترها معايا وعارف إني غلبانة ووحدانية وماليش حد.

بهية: أنا موجودة ما تقوليش كده أنا اختك بس بلاش تتكلمي معايا عن الإخوان تاني انسيهم وخدي بالك من نفسك ومن عيالك دول اللي حينفعوكي في كبرك أكتر من المحروس جوزك اللي سايبكم ومرابط في رابعة زي ما يكون ناوي يجيب الديب من ديله.

شرعية: ديب إيه ده احنا مش لاقيين اللضا من قعدته من غير شغلة ولا مشغلة هناك وكل ما أكلمه يقولي كله في سبيل الله.

بهية: غبي قصده يقول كله في سبيل المرشد والإخوان والبلتاجي والعريان.

شرعية: ما هو الشيخ صفوت بيقول. 

بهية مقاطعة لها: بلاش تقولي شيخ إلا إذا كان قصدك شيخ منصر أبو مسدس حطه في جنبه. 

شرعية: ده علشان الدفاع عن النفس هو خايف حد يتعرض له. 

بهية: والمسدس ده بقى هو اللي حيحميه كان غيره أشطر والحامي ربنا اللي حيحميه لسانه لو بطل تهديد للمصريين والجيش لسانه ده هو اللي حيجيبله الكافية. 

شرعية: هو بيقول إن الموت في سبيل الله شهادة. 

بهية: الموت في سبيل الله لكن مفيش خلاف على شريعة الله الخلاف على الحكم والسلطة وده اللي بيموت من أجله ما يعتبرش شهيد القاتل والمقتول في النار يا شرعية لازم تكوني عارفة كده كويس حجازي بيغرر بيكم وباللي بيسمعوه لأن نصهم جهلة وأميين. 

شرعية: ما جوزي بيصدقه. 

بهية: علشان جوزك جاهل وحلوف. 

شرعية: انتي حترجعي للغلط من تاني ؟ ما تنسيش أن اللي انتي بتشتميه ده أبو عيالي. 

بهية: خلاص سبيني ادخل شقتي وألف سلامة على بنتك. 

شرعية: ما تقعدي تشربي معايا شاي. 

بهية: لا مرة تانية بكره حاجي اطمن على بنتك وبكره يعدلها ربنا. 

شرعية: حستناكي اوعي ما تجيش. 

بهية: اللي فيه الخير يعمله ربنا. 

وتترك بهية شرعية وتدخل إلى شقتها !
الجريدة الرسمية