تفاصيل الخريطة الصحية للتغيرات المناخية استعدادا لمؤتمر التغير المناخي COP27
أكد الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أهمية الخطوات التي تتخذها الدولة المصرية في الوقت الحالي نحو بناء نظام لدعم اتخاذ القرار على مستوى الرعاية الصحية وعلاقته الوثيقة بالتعامل الاستباقي مع انتشار الأمراض والحد من الأوبئة وهو ما يمثل مرحلة جديدة من العمل العلمي المشترك الذي يغير تناول جوانب عديدة في نظم الرعاية الصحية مستقبلا في إطار ما يشهده العالم من ظهور أوبئة غير مألوفة على البشرية نتيجة الآثار السلبية للتغيرات المناخية التي أصبحت واقعا تشهده العديد من دول العالم في صورة ظواهر مناخية عديدة يتبعها انتشار للأمراض والأوبئة مثل كوفيد-19 وجدري القرود وغيرها من الأمراض المعدية.
جاء ذلك خلال كلمته بالاجتماع التحضيري المشترك الذي دعت إليه وكالة الفضاء المصرية، برئاسة د. شريف صدقي، لمناقشة الخريطة الصحية للتغيرات المناخية في مصر بحضور ممثلي منظمة الصحة العالمية، وجهاز شئون البيئة، والهيئة العامة للرعاية الصحية وذلك بمقر وكالة الفضاء المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن ما رأيناه من أوبئة بدأت تجتاح العالم وأحدثها كوفيد-19 ما هو إلا ظهور صريح لأحد تأثيرات التغيرات المناخية على الصحة وعلى المجتمع الإنساني ككل، حيث تخطى هذا الوباء كل الظروف والحدود واجتاح جميع الدول ليثبت انتصاره لعدم فهم العوامل المؤثرة فيه وهو ما يطرح تحديا أمام النظم الصحية في التعامل المستقبلي مع الأوبئة، سواء الناتجة عن التطورات الطبيعية التي تحدث أو كانت صنيعة الإنسان، مما يستوجب الجاهزية والفهم المسبق للتعامل معها بالطريقة المثلى وهو ما يختلف عما مارسناه في علم الطب التقليدي من الدراسة الوافية لجوانب المرض بعد حدوثه مما يستنزف الكثير من موارد الدولة سواء المادية أو البشرية في مختلف المجالات الصحية خاصة ما يتعلق بأمراض القلب والأورام.
وأشاد الدكتور أشرف إسماعيل، بالمبادرة التي تتبناها وكالة الفضاء المصرية والتي تتكامل مع جهود هيئة الاعتماد والرقابة الصحية التي بدأت بإطلاق معايير المستشفيات الخضراء وإعلانها عن أول شهادة للتميز البيئي للمستشفيات الصحية الخضراء والمستدامة في مايو 2022، لافتا إلى أهمية مشاركة مختلف أطراف المنظومة الصحية في طرح رؤية مصرية لإنقاذ البشرية من التداعيات المناخية وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030 فيما يخص تعزيز الأمن الصحي للمواطنين من خلال بناء نظام رعاية صحية مستدام قادر على مواجهة التحديات البيئية.
وحول الأمثلة العديدة لتأثير التغيرات المناخية على الصحة أضاف الدكتور إسماعيل، أنه يلزم صانع القرار الصحي الآن أن تتاح أمامه معلومات واضحة وكافية عن التأثيرات البيئية والصحية للتلوث على الأمراض من خلال خريطة صحية شاملة ومتكاملة، وهي تأثيرات ذات مدى واسع على سبيل المثال لا الحصر: تراكم الرصاص في الجسم على مدار شهور أو سنوات يمكن أن يتسبب في حدوث مشكلات صحية خطيرة خاصة للأطفال دون 6 أعوام وهم الأكثر عرضة للإصابة بالتسمم بالرصاص، الأمر الذي قد يؤثر بشدة في النمو العقلي والجسدي، إلى جانب التلوث الناتج عن الاحتراق وتأثيره على الجهاز التنفسي والرئة، فضلا عن تأثير تغيرات درجات الحرارة نتيجة الانبعاثات الحرارية واتساع ظاهرة التصحر في القارة الأفريقية وما يترتب عليه من تأثير ضار بصحة السيدات والأطفال، لافتا إلى ما قد يسببه ذوبان الجليد جراء ارتفاع درجة الحرارة من انطلاق لفيروسات وميكروبات كانت متجمدة لملايين السنوات وهو ما وصفه بالتحدي الأكبر أمام العالم الآن.
حضر الاجتماع د. نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، د. سيد العقدة، عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، د. راندا عبده، رئيس وحدة GIS بالهيئة، وكل من: د. إسلام أبو المجد، د. هشام العسكري، نائبا الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، د. بلال الليثي، مستشار الوكالة لتكنولوجيا المعلومات، د. سيد عبده، استشاري تحليل البيانات بالوكالة، م. احمد الشال، مهندس ذكاء اصطناعي، د. أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة العامة للرعاية الصحية، د. ريهام لطفي، مدير صحة البيئة ومنسق الملف الصحي لقمة المناخ، د. محمد عادل، استشاري نظم الإدارة البيئية.
وكانت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية قد أعلنت في شهر مايو الماضي تفاصيل شهادة التميز البيئي التي ستمنحها للمنشآت الصحية، من خلال 3 مستويات من الشهادة؛ المستوى الأول (الشهادة الذهبية للتميز البيئي) في حال تخطي المنشأة لـ 90% من درجة التطابق مع المتطلبات، والمستوى الثاني (الشهادة الفضية) في حال كانت الدرجات من 70% إلى أقل من 90%، وذلك بهدف إدارة المخلفات الطبية بشكل أخضر مستدام لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى جانب تشجيع إعادة التدوير والحفاظ على الموارد الطبيعية خاصة المياه مع مرونة التعامل مع التقلبات المناخية التي تتسبب في العديد من المشكلات الصحية والوفيات والهدر في موارد الدول النامية.