ضريح "المرأة المجهولة".. نساء المنيا يقصدن مغارة "خالية" في الجبل طلبا للزواج والخلفة
يبحث البسطاء دائما عن ملاذ نفسي يشعرهم بالاطمئنان، وغالبا ما يكون هذا الملاذ شخصا يعتقدون فيه الصلاح، ويرون أنه قادر بـ"بركاته" على حل أزماتهم، ولا يكاد يوجد دين على وجه الأرض إلا فيه طائفة تظن ذلك.
وعندما لا يجد البعض في محيطه القريب ذلك الملاذ أو “الولي” فإنهم يبحثون عن ولي ينسبون له كرامات، دون أي سند من التاريخ، المهم أن يجدوا الملاذ الذي يحقق التوازن النفسي.
وفي هذا السياق نجد ضريح الشيخة سلمى في محافظة المنيا التي اختلف الأهالي في حقيقة وجودها من عدمه، فبينما يقول البعض إنها مؤمنة شق الله لها الجبل كي تهرب من الكفار - دون تقديم أي سند تاريخي- نجد آخرين يرفضون الرواية ومخالفتها للعقل والمنطق.
«الجسد داخل جدران الجبل الذى يعلو الضريح بعد أن انشق الجبل للسيدة وانغلق عليها أثناء هروبها من الكفار»، رواية يرددها بعض أهالي عروس الصعيد والمحافظات المجاورة من زائري ضريح الشيخة المبروكة، كما يطلقون على الشيخة سلمى.
وعندما تطأ أقدامك محافظة المنيا متجهًا نحو الجبل الشرقي في قرية زاوية سلطان وتحديدًا وسط المقابر تخطف أنظارك عدد النسوة اللواتي جئن للتبرك بضريح سلمى من شتى المراكز المجاورة كانت أو البعيدة عن محافظة المنيا.
اخلع نعليك فأنت في ضريح الشيخة سلمي
“اخلع نعليك فأنت في حضرة ضريح الشيخة سلمي”، تلك الكلمات التي يتفوه بها حارسي ضريح الشيخة سلمي المبروكة فور وصولك للمكان، والاغرب من ذلك أن الضريح بلا جسد مدفون، ليجبرك عقلك على سؤال واجب الإجابة عنه كيف يوجد ضريح للتبرك دون ولي مدفون في داخله.
روايات غير منطقية
والغريب أنه لم يستطع أحد حتى الآن إثبات رواية قوية تؤكد ما يرويه البسطاء والعامة حول هذا الضريح، إلا أن طالبي الشفاء والنجاح يقصد الجبل لينال البركات.
حقيقة ضريح الشيخة سلمي بالمنيا
وفي هذا السياق قال سيد مختار الغِيل، أحد ساكني قرى شرق المنيا المجاورة للضريح، إنه منذ فترة بعيدة جدا خرجت رواية بأن ذلك المكان خاص لسيدة تدعى سلمى يعتقد البسطاء أن جسدها داخل الجبل الذى يعلو الضريح، بعد أن انشق الجبل للسيدة وانغلق عليها أثناء هروبها من الكفار، ولا يوجد رواية تاريخية واحدة تؤيد هذه الرواية، التي اقتنعت بها بعض النسوة من راغبي الزواج والإنجاب والنجاح في الامتحانات وشفاء المرضي التي عجز عن شفائهم الأطباء.
حارسة ضريح الشيخة المبروكة
ومن حديث سيد الِغيل إلى حديث المرأة الستينية حارسة الضريح التي قالت: أعيش هنا منذ أكثر من 50 عاما، في خدمة ضريح "ستى سلمى" وده عندي بالدنيا وماف فيها، وكان والدى يقوم برعاية المكان أيضا، وأنا أكملت المسيرة من بعده، لإنى أعلم البركة التى ستحل على بسبب ذلك".
وبين هذا وذاك يستقبل ضريح الشيخة المبروكة الشيخة سلمي بالمنيا لآلاف المواطنين كل عام الذين يرغبون فى الخير بشتى أشكاله، دون أن يوجد دليل واحد على بركات الست سلمى.