روسيا في المقدمة.. 4 قوى عالمية تتصارع للسيطرة على القطب الشمالي
لم تمض شهور على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تشكل نقطة صراع بين موسكو وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلا وظهرت منطقة صراع جديدة ولكن في هذه المرة في القطب الشمالي.
والقطب الشمالي منطقة ذات أهمية اقتصادية كبرى لما تحتويه من نفط وغاز طبيعي، والذي تنظر إليه الدول على أنه خزان العالم من الوقود، ناهيك عن الطرق والممرات البحرية، والتي تعتبر عصب التجارة والنقل، والتي بدأت في الظهور مع بدء ذوبان جزء من الجليد.
وبعد هذه الاكتشافات يخشى العالم من نشوب صراع بين روسيا والتي تسيطر على جزء كبير من القطب الشمالي، وعدد من الدول الأعضاء في الناتو من بينهم أمريكا وكندا.
روسيا والصين والناتو وأمريكا
وحذر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، من التعزيز العسكري الروسي في منطقة القطب الشمالي والاهتمام الصيني المتزايد بهذه المنطقة.
وقال أمين حلف الناتو، خلال زيارته لكندا:" إن أقصر طريق لأميركا الشمالية للصواريخ والقاذفات الروسية هو فوق القطب الشمالي".
وأضاف ينس ستولتنبيرج في حديثه، أن موسكو أنشأت قيادة جديدة للقطب الشمالي وفتحت المئات من المواقع العسكرية الجديدة والعائدة للحقبة السوفيتية السابقة في القطب الشمالي، بما في ذلك مطارات وموانئ في المياه العميقة.
ونوه أمين حلف الناتو في حديثه أثناء تواجده، بقاعدة عسكرية كندية في كولد ليك بمقاطعة ألبرتا، إلى أن هناك تعزيز عسكري روسي كبير، من خلال إنشاء قواعد جديدة وأنظمة أسلحة جديدة وأيضًا استخدام القطب الشمالي كقاعدة اختبار لأسلحتهم الأكثر تقدمًا، بما في ذلك الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وقال ستولتنبريج إن الصين أعلنت نفسها دولة "قريبة من القطب الشمالي، مضيفا: بكين تخطط لبناء أكبر كاسحة جليد في العالم وتنفق عشرات المليارات من الدولارات على الطاقة والبنية التحتية والمشاريع البحثية في الشمال.
وأعرب أمين حلف الناتو، عن قلقه العميق، للتعاون الاستراتيجي بين الصين وروسيا في منطقة القطب الشمالي، معتبرا أن ذلك يشكل تحدي كبير أمام دول الحلف.
وشدد ستولتنبيرج في حديثه على أن التغيرات المناخية تجعل منطقة القطب الشمالي أكثر سهولة للجيوش ورحب بإعلان كندا الأخير أنها ستعزز إنفاقها على الدفاع.
وعرض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي رافق ستولتنبرج، بعض الإنفاق والأنشطة التي تقوم بها كندا في الشمال.
يشمل ذلك الوعود بتخصيص مليارات الدولارات للمعدات والقدرات العسكرية الجديدة، بما في ذلك خطط لشراء طائرات مقاتلة جديدة وتحديث نظام نوراد للإنذار المبكر القديم في أميركا الشمالية مع واشنطن.
وقال ترودو، في إشارة إلى هجوم روسي على أوكرانيا: "القرار المشؤوم وغير المبرر لروسيا بقلب ما يقرب من 70 عامًا من السلام والاستقرار لنظام قائم على القواعد من خلال اجتياح جار مسالم، قد غير الطريقة التي ننظر بها إلى القطب الشمالي".