"هآارتس": "مرسي" حقق مكاسب ضخمة لأمن إسرائيل.. ظننا أن الإسلاميين جاءوا لإبادتنا واكتشفنا العكس.. ما حدث في مصر يحتاج تحليلًا نفسيًا وليس سياسيا.. الرئيس الحالى ليس أسوأ على مصر من نتنياهو على إسرائيل
أكدت صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية، أن المعزول "محمد مرسي" كان يوفر لإسرائيل 4 مكاسب لم تكن تحظى بها في عهد سابقه المخلوع "محمد حسني مبارك".
مشيرة إلى أن "مرسي" حافظ على بنود اتفاقية كامب ديفيد، كما أن علاقته القوية بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" جنبت إسرائيل صواريخ الحركة، والتي تعتبر الذراع اليمنى لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وهدم الأنفاق الحدودية في سيناء والتي خفضت من عمليات التهريب، وعمل الرئيس المعزول على تعميق الخلاف بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط عن طريق مهاجمة محور المقاومة الشيعية في سوريا وإيران وحزب الله''.
وأنه بعد صعوده للحكم تردد أنه معاد للصهيونية وعنصري تجاه اليهود، ولكنه أثبت عكس ذلك عبر تعزيز العلاقات ما بين القاهرة وتل أبيب خلال فترة حكمه، وكان خير دليل على ذلك خطابه للرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز" الذي يدل على عمق العلاقات والصداقة بين البلدين.
وأبرزت الصحيفة أن مصر أصبحت داخل المعسكر المعادي لإيران في المنطقة، والموضوع بالنسبة للإسرائيليين بكل بساطة: "نحن ندعم مرسي لأنه يخدم مصالحنا أكثر".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أنه كان منطقيًا جدًا بالنسبة لرجل الشارع في إسرائيل، ومعه النخبة الفكرية، أن يفوز الإخوان المسلمون برئاسة مصر، ولكن ما لم يكن منطقيًا أن يثور المصريون ضد الإخوان المسلمين.
وأشارت "هآارتس" أن المؤرخ الإسرائيلي "بني موريس"، عبر عن خوفه من أن تقوم في القاهرة ثورة إسلامية تبدأ في إرسال الصواريخ النووية ضد إسرائيل، مؤكدًا أنه في حال انتهى مبارك فالبديل هم الإسلاميون.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن الارتباك سيطر على الشارع الإسرائيلي إزاء ما يحدث في مصر، فالرجل الإسرائيلي لا تهمه الأسماء من ثورة أو انتفاضة أو 30 يونيو، أو غيره، ولكن ما يهمه هو النتائج السياسية على أرض الواقع في المنطقة، ولهذا ربما، تذوب ثنائية اليمين واليسار بقوة في إسرائيل إزاء ما يحدث في مصر
فحتى اليسار الراديكالي لا يستطيع تحديد موقفه بدقة، ويبدو مزايدًا على الجماهير المصرية. مثلًا، يصدر حزب «دعم» العمالي الاشتراكي بيانًا يبدو شديد التوجس مما حدث في 30 يونيو، وعنوان بيانه هو «لا للانقلاب العسكري، لافتة إلى أنه من الصحيح أن الإخوان المسلمين لا يمكنهم حكم مصر، ولكن استبدال سلطتهم ينبغي أن تحدث من داخل صندوق الانتخابات وليس من خلال انقلاب عسكري ضد الديمقراطية.
ومن جهة أخرى يستمر المحللون الإسرائيليون في الدفاع عن الرئيس المعزول، حيث قال الكاتب بني تسيفار، وهو رئيس الملحق الثقافي في هآارتس، إن ما حدث في مصر هو عرض نفسي ليس أكثر، لا يتصل بأسباب حقيقية، فاحتياج الشعب المصري لتحطيم أي قيد أصبح جزءًا من المرض النفسي ذاته، وليس له أدنى ارتباط بالحسابات السياسية الجادة.
وأضاف من المضحك جدًا مشاهدة هؤلاء المحللين الإسرائيليين المخصصين للشئون العربية، وهم مدعوون إلى استوديوهات التليفزيون لتحليل الوضع في مصر، مؤكدًا أن الوضع في مصر ليس أمرًا ينبغي على المحللين السياسيين الاهتمام به، وإنما أطباء النفس وعلماء النفس.
وتابع: "بعد انتهاء كل شيء، فرئيس مصر الحالي ليس أسوأ على مصر من بنيامين نتنياهو مثلًا بالنسبة لإسرائيل".