في ذكرى رحيل زعيم الأمة.. قصة ضريح سعد زغلول الذي اختلف عليه 4 رؤساء حكومات
قال عنه المؤرخ عبد الرحمن الرافعي ـ عدوه وعدو حزب الوفد ـ" إن سعد زغلول منذ أواخر عام 1918 “رحل في مثل هذا اليوم 23 أغسطس 1927” قد جمع حوله بغير منازع الغالبية العظمى من الأمة على اختلاف طبقاتها فزعامته أصبحت حقيقة من حقائق التاريخ القومي الحديث".
ولد سعد زغلول عام 1858 في قرية إبيانة التابعة لمركز فوه بمحافظة كفر الشيخ، وكان والده شيخ البلد، تلقى سعد زغلول تعليمه في كتاب القرية وحفظ القرآن، ثم التحق بالأزهر عام 1873، وتعلم على يد جمال الدين الأفغاني، عمل معه في جريدة الوقائع المصرية، وانتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي ثم عمل بالمحاماة مدافعا عن الفقراء، لكن قبض عليه عام 1883 بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـجمعية الانتقام.
أول قاض مصري
في عام 1892 عين نائب قاض في محكمة الاستئناف فكان أول مصري يعين قاضيا، لتختاره السلطات البريطانية عام 1906 وزيرا للمعارف لمدة أربع سنوات وضع خلالها الأساس الصحيح لنهضة التعليم الوطنية وجعل اللغة العربية هي لغة التعليم، كما أنشأ مدرسة القضاء الشرعى حين انتقل الى وزارة الحقانية عام 1910 فعمل على إنشاء نقابة المحامين.
رتبة الباشوية
شارك سعد زغلول في الحملة الداعية إلى إنشاء الجامعة المصرية، وكان من المدافعين عن قاسم أمين وتحرير المرأة، حصل على رتبة الباشوية وتزوج من ابنة مصطفى فهمي باشا .
ظهر سعد زغلول كزعيم للأمة المصرية مع نهاية الحرب العالمية الأولى حين طالب بتشكيل وفد من المصريين لحضور مؤتمر الصلح في باريس لعرض قضية استقلال مصر، ورفضت سلطات الاحتلال طلبه واعتقلته وتم نفيه الى جزيرة مالطا في عام 1919 فكان سببا في اندلاع ثورة 1919.
وبعد عودة سعد زغلول من المنفى أيضا قام بتأسيس حزب الوفد المصري وشارك في الانتخابات البرلمانية عام 1923 مونجح فيها حزب الوفد، ثم تولى رئاسة الوزراء من عام 1922 إلى 1924
خاض سعد زغلول صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927، وانتخب سعد رئيسا لمجلس النواب حتى وفاته في 23 أغسطس 1927.
ويوم الرحيل اجتمع مجلس الوزراء المصري برئاسة عبد الخالق ثروت وقررت تخليد ذكرى الزعيم ببناء ضريح ضخم يضم جثمانه على الطراز الفرعونى على أن تتحمل الحكومة البناء ثم ينقل إليه رفات الزعيم التي دفنت بمقابر الشافعي.
بيت الأمة
وكان سعد زغلول قد اشترى الأرض المقام عليها الضريح حاليا قبل رحيله ليقيم عليه ناديا ومقرا لحزب الوفد الذي أسسه بدلا من المقر الذي استأجره للحزب بعمارة سافوى بميدان سليمان باشا واغلقته حكومة زيوار، ومساحة الأرض 4815 مترا وظهرت عراقيل من حكومة زيوار لبناء الأرض حتى لا تتوسع مقرات الحزب السياسى.
واكتمل بناء الضريح الذي أقيم لسعد في عام 1931 الذي وضع تصميمه المعماري مصطفى فهمي، في عهد وزارة إسماعيل صدقي فكان من خصوم سعد فاقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبيرة تضم الساسة والعظماء لكن أرملته صفية زغلول أم المصريين رفضت الاقتراح وأصرت أن يكون لسعد وحده، وفى عهد حكومة مصطفى النحاس طلبت أم المصريين من رئيس الحكومة الوفدي نقل جثمان سعد إلى ضريحه بشارع الفلكي ببيت الأمة وتم نقله عام 1936 في جنازة جديدة حيث حمل على عربة عسكرية تقدمها أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.