مدرسة الجمالية للحرف التقليدية.. الحفاظ على الصناعات اليدوية من الاختفاء | فيديو
في أحد الشوارع الجانبية بشارع المعز في منطقة الجمالية بالقاهرة الفاطمية ستجد مبنى جديدا مقارنة بما حوله من العمارات العتيقة وإذا استمعت لهذا المبنى جيدًا سوف تأتيك أصوات المهن التي كادت أن يلتهمها الزمن.
هنا في مدرسة "الجمالية للحرف التقليدية" يجتمع الحاضر في حداثة البناء والماضي في المهن التي يحاول أصحابها إحياءها بعد افنوا حياتهم فيها وذلك من خلال تعليمها للشباب المحب للفنون وكل من يرغب في تعلم وصناعة الحرف اليدوية.
فبعد أن كانت تلك الأرض مجرد خرابة مهملة يستخدمها بعض الأشخاص كمكان للتخلص من المخلفات، حولها صاحبها "الدكتور إبراهيم قسيسية" إلى مكان لا يدخل به إلا من يرغب في رؤية كل جميل أو أن يصنع الفن بيديه وهذا بعد أن رأى الفن المصري يتم بيعه في جميع أنحاء العالم ولكنه ليس بأيدي مصرية حيث يتم تقليده وتصنيعه في دول أخرى مثل الصين وغيرها.
فتعددت المهن بداخل تلك المدرسة وكذلك تعددت القصص فهناك من امتهن حرفته عندما وقع في غرامها "كالحج سيد" الذي امتهن صناعة "الشفتشي" عندما كان في الصف الرابع الابتدائي منذ أكثر من ٦٠ عاما بعد رؤيته لأحد العاملين بها ورغبته في صنع الحلي مثله وكان حبه للمهنة هو سبب تدريسه في مدرسة "الجمالية"، حيث أخبرنا "بعلم هنا علشان بحب المهنة وعايزها تستمر".
وهناك من امتهنها لأنها وراثة في العائلة "كالحج محمد" الذي تشرب نقش وتطعيم النحاس من إخوانه في سن العاشرة والآن يحاول أن يعطي خبرته إلى الأجيال القادمة حيث قال: "معانا بنات هنا بنعلمهم واي حد عايز يتعلم يا مرحب بيه".
بداخل المدرسة يوجد أيضًا الشباب الذين يتوافدون عليها للتعلم ومن بينهم "مريم" التي أتت لتعلم نقش وتطعيم النحاس منذ أكثر من سنة ونصف، في البداية رغبت في تعلم هواية فقط لاهتمامها بالصناعات اليدوية والفنون ولكن بعد تواجدها في المدرسة لفترة من الزمن أصبحت تريد أن تعرف كل خبايا وأسرار المهنة وحتى تفكر في الاحتراف حيث قالت "عايزة يبقي لي حاجة مؤثرة فيها".
تحتوي المدرسة أيضًا على متحف صغير في الطابق الثاني من المبنى يتضمن تحف وأجهزة قديمة وبعض من الأعمال اليدوية المصنوعة بداخل المدرسة والذي يعطيك إحساسا بالحنين للماضي لتصميمه الفريد الذي يهيئ لك دخول بيت مصري قديم مزين بقطع مصنوعة بأيدي مصرية حديثة.