حكاية قارب الاجتماعات السرية.. تقليد رسمي في السويد منذ الخمسينيات | صور
عادة ما يرغب أي شخص في الحديث عن موضوع ما بشكل سري يكون الحديث بمكان سري أو بعيدًا عن أنظار ومسمع الأخرون، الأمر ذاته هو ما قامت به رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، الأسبوع الماضي مع وزير مالية السويد من خلال اصطحابه في جولة تجديف بقارب شهير يعرف باسم "Harpsundsekan"، والمخصص للاجتماعات السرية الخاصة بالمسؤولين.
فهذا القارب ليس بالجديد في السويد، فهو تقليد قديم تم ابتكاره عام 1953 من قبل رئيس الوزراء السويدي آنذاك تاجي إيرلاندر، عندما كان يريد الحديث مع ضيوفه بعيدًا عن الجميع فيقوم باصطحابه في رحلة تجديف بالقارب Harpsundsekan، والذي أصبح مشهورًا في جميع أنحاء العالم بشكل رئيسي بسبب الصور التي التقطت في يونيو عام 1964 عندما زار زعيم للاتحاد السوفيتي نيكيتا خروتشوف السويد وقام برحلة تجديف مع تاجي إيرلاندر بالإضافة لمترجم خاص للرحلة.
وفيما يلي أبرز المعلومات عن قارب الاجتماعات السرية الشهير في السويد:
-قارب تجديف خشبي في المقر الترفيهي لرئيس الوزراء السويدي، والذي اشتهر لأن الضيوف البارزين في الزيارات الرسمية يتم اصطحابهم تقليديًا في رحلة تجديف من قبل رئيس وزراء السويد، يبلغ طوله 4.25 م وعرضه 1.40.
-تم تصنيع المركب من الخشب البلوط في الثمانينيات من قبل ساحة القوارب الصغيرة Kvarsebo Båtar – مكان مخصص لتصميم وانشاء السفن.
أبرز رواد القارب
منذ جولة خروتشوف وإيرلاندر الشهيرة بالقارب على البحيرة في هاربسوند، أصبح من التقاليد أن ينضم الرؤساء أو رؤساء الوزراء الزائرون إلى رئيس الوزراء السويدي في رحلة بالقارب، ومن ابرزهم رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون والذي دفع الكثير للتعليق علي جولته بسبب عدم ارتدائه سترة النجاة علي متن القارب، علي الرغم من أن غالبية ركاب القارب ذهبوا بدونها قبل عام 2014، كما حدث مع رئيس الوزراء السويدي أولوف بالم والمستشار الألماني ويلي برانت عام 1970.
فجونسون ليس أول رئيس وزراء بريطاني يزور قارب "هاربسوند "، فسبق وأن تم تصوير هارولد ويلسون وهو يستقل القارب عام 1969،كما تم تصوير ديفيد كاميرون على متن القارب،وانضمت إلىهم المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفيلدت ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته في جولة خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي في هاربسوند في عام 2014.
ولا تقتصر جولات "هاربسوند " على رؤساء الدول فحسب فقد قام كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك برحلة مع رئيس الوزراء السويدي جوران بيرسون في عام 1997 عندما كان في زيارة رسمية إلى السويد.
صور رسمية
وأصبحت جولة القارب التقليدية فرصة مهمة لالتقاط الصور للمسؤولين الزائرين في السنوات الأخيرة، وحتي الأن الأسباب الكامنة وراء هذا التقليد غير واضحة، ولكن ربما حقيقة أنه يمنح المسؤولين السويديين والأجانب فرصة للتحدث على انفراد، بعيدًا عن الصحافة ومستشاريهم.