حكاية عم علي "قارئ القرآن في نفق الحسين".. أحلم بمصدر رزق ولا تعجبني جلستي هنا |فيديو
بعد أن تصعد إلى نهاية سلم نفق الحسين المؤدي إلى مسجد الإمام الحسين بقاهرة المعز لدين الله، يأسرك صوته وهو يتلو آيات الله البينات، فتحسبه أحد كبار مرتلي القرآن الكريم لقدرته على القراءة بصورة سليمة وبدون أن يهتز صوته أو يرتعش، فـ لي محمد أحمد أو كما يطلق عليه "قارئ نفق الحسين" يتخذ موضعه الثابت فوق سلم النفق يقرأ على المارة آيات من القرآن ليحصل بها على مقابل حتى لو مبلغ زهيد، فما حكايته ؟
عدسة “فيتو” حاولت التقرب من هذا الرجل، بسيط الهيئة هادئ الملامح والصوت، للتعرف على السبب الذي يدفعه للمكوث عند هذه النقطة كل يوم منذ صلاة العصر وحتى منتصف الليل.
يقول علي:"أنا من ذوي القدرات الخاصة ومش لاقي مصدر رزق لأولادي بقعد اقرأ قرآن وأُرزق واروح معايا فلوس للعيال، وإيجار شقتي ومصاريف المدارس"، لدى علي ابنة منفصلة تعيش معه في ذات المنزل، وابن لديه إعاقة ذهنية عمره 21 عاما، فضلا عن ثلاثة أبناء في أعمار مختلفة:" عندي بنتي الثانية طالعة 3 ثانوي وعندي عمر ويوسف صغيرين في المدارس".
ويتواجد علي قارئ القرآن في نفق الحسين في هذه المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضي، بعدما كان يقطن في أحد شوارع منطقة منشأة ناصر، يرتل ما تيسر من آيات القرآن، ففي الماضي استطاع أن يحفظ 27 جزءا من القرآن الكريم،:" كنت حافظ 27 جزءا لما انشغلت بالولاد والبيت نسيت، لكن لو مسكت المصحف وراجعت هحفظهم أنا مروحتش مدارس لكن تعلمت في الكتاب".
عدم حصوله على مؤهل دراسي، دفعه حينما استطاع في فترة من الوقت أن يقدم في إحدى المسابقات التي تنظمها وزارة الأوقاف لقارئي القرآن دفعه لأن ينتظر حتى يحصل على شهادة محو الأمية،::وحاولت أقدم وجمعت الورق وجبت شهادة محو الأمية وخلصت كل حاجة لكن جيت أقدم بها تاني قالوا لي المسابقة خلصت، أنا مش عجباني القاعدة دي أنا نفسي في كشك أو أي مشروع غير القاعدة دي لأني ببقى محرج وخايف حد يعدي عليا من أهلي وأنا قاعد كدة"، كل ما يطمح إليه الآن علي أن يحصل على مصدر رزق له ولأولاده بدلا من الجلوس أمام نفق الحسين بدون عمل أو مصدر دخل ثابت له ولأبنائه.