ثورة علمية تنقذ الملايين.. نجاح تغيير فصيلة دم "كُلى" من متبرعين ونقلها للمرضى
في «اختراق» طبي عملاق، نجح علماء بجامعة كيمبريدج البريطانية في تغيير فصيلة دم كُلى من متبرعين بحيث جعلوا فصيلة كل كُلية تصبح ملائمة للزرع في أجسام مرضى فشل كلوي بغض النظر عن نوع فصيلة دم كل واحد منهم.
ويشكل هذا الإنجاز خطوة فائقة الأهمية، إذ أن من شأنها أن تؤدي إلى توسيع نطاق إمدادات الأعضاء المتاحة للزرع وبالتالي مضاعفة فرص تقليص معاناة وإنقاذ حياة كثير من المرضى «المنتظرين» (وخصوصا مرضى الفشل الكلوي)، الذين يحتاجون إلى نقل أعضاء من متبرعين لكنهم يضطرون عادة إلى الانتظار طويلًا حتى يتم العثور على متبرع ذو فصيلة دم متوافقة.
ويبشر هذا الإنجاز الطبي بفتح أفق واسع في مجال نقل وزراعة الأعضاء، حيث أنه يسمح بتفادي عائق فصيلة الدم عند نقل أي عضو بشري من متبرع إلى مريض، بما في ذلك نقل الكُلى.
فتقليديًا، من المعروف أن عدم الانسجام بين فصيلة دم المتبرع وفصيلة دم المتلقي يقف حائلًا دون إمكانية نقل عضو من الأول إلى الثاني.
ومثلًا، من غير الممكن تبادل الأعضاء بين شخص ذو فصيلة دم A وآخر ذو فصيلة دم B.
كما أن هذا يعني أن ذوي فصائل الدم النادرة يجدون صعوبة شديدة في العثور على متبرع ملائم لهم، إلى درجة أن كثيرين منهم يفارقون الحياة قبل أن تسنح لهم تلك الفرصة.
ولأن فصيلة الدم O هي الأرضية البيوكيميائية المشتركة المناسبة للتبرع لأصحاب جميع الفصائل الأخرى، فإن نجاح العلماء البريطانيين في تغيير فصيلة دم 3 كُلى إلى تلك الفصيلة جعل من الممكن زرعها جراحيًا في أجسام 3 مرضى ذوي فصائل دم أخرى إحداها نادرة.
ونوهت تقارير بأن هذا الإنجاز هو ثمرة جهود بحثية قادها البروفيسور مايك نيكولسون، أستاذ جراحة زرع الأعضاء في كلية الطب بجامعة كامبريدج، وعاونته طالبة الدكتوراه سيرينا ماكميلان.
وشرح البروفيسور نيكولسون الطريقة التي تم من خلالها تغيير فصيلة دم الكُلى، قائلًا إنه تم استخدام آلية تعرف بـ«التروية الحرارية» وهي الآلية التي تعتمد على جهاز خاص يتصل بالعضو البشري ويقوم بتمرير الدم المؤكسج عبر العضو للحفاظ عليه بشكل أفضل حتى يحين وقت استخدامه في المستقبل.
وأضاف البروفيسور نيكولسون: «قمنا من خلال تلك الآلية بغسل الدم بإنزيم معين لإزالة علامات ومستضدات فصيلة الدم التي تبطن الأوعية الدموية في الكلية، وهو الأمر أدي إلى تحويل فصيلة دم الكلية إلى الفصيلة O، وبالتالي أصبحت الكلية قابلة للزرع لدى أي شخص مهما كانت فصيلة دمه».
ومن جانبها قالت الباحثة سيرينا ماكميلان: «من المتوقع لهذا الإنجاز أن يؤثر على حياة ملايين حول العالم. لقد تعززت ثقتنا بعد أن طبقنا الإنزيم على عينات من أنسجة الكلية البشرية ورأينا أنه تمت إزالة المستضدات.
وبعد أن تأكدنا من أن العملية ممكنة، قمنا بتوسيع نطاق التجربة لتطبيق الإنزيم على الكلية البشرية بالكامل لتغيير فصيلة دمها وجعلها ملائمة للزرع في جسم أي متلقى بغض النظر عن نوع فصيلة دمه».