رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس جمعية "الشرطة والشعب" في حوار لــ "فيتو": قرار مرسي بإقالة السيسي قبل 30 يونيو كان سيلقى مصير "حظر التجول" في مدن القناة


  • حماس تقف وراء كل خراب حدث في مصر
  • قرار انحياز الشرطة للشعب اتخذه صغار الضباط ونحتاج لسماعه من القيادات
  • المعزول غل يد الشرطة والجيش عن اتخاذ أي موقف لمكافحة الإرهابيين طوال عام كامل
  • ما يفعله الإخوان الآن محاولة للتنغيص على الشعب المصرى

"مرسي كان عاجزا عن إقالة السيسى قبل 30 يونيو، ولو اتخذ قرارا إقالته لأصبح مثل قرار حظر التجول في مدن القناة".. هذا ما يؤكده اللواء الدكتور إيهاب يوسف رئيس جمعية الشرطة والشعب.

وقال في حوار لـ"فيتو"، إن ما يفعله الإخوان الآن ليس محاولة لتوفير الخروج الآمن لهم، ولكن محاولة للتنغيص على الشعب المصرى لعدم استمتاعه بما حققه من نصر، وتوصيل رسالة مضمونها إشاعة الفوضى وانعدام الإحساس بالأمان بعد سقوط حكمهم.

وكشف رئيس جمعية الشرطة والشعب، عن أن قرار انحياز الشرطة للشعب اتخذه صغار الضباط لكننا في حاجة لسماعه من القيادات.

وأكد أن حماس ساهمت بدور كبير جدا في إشاعة حالة الفوضى في مصر، حيث تم اكتشاف أن عناصر هذه الحركة هم الجناة الحقيقيون في كل خراب حدث في مصر..


وقال إن مرسي غل يد الشرطة والجيش عن اتخاذ أي موقف لمكافحة الإرهابيين وتركهم عاما كاملا، والنتيجة أن مصر تدفع الآن ثمن هذا التسيب.


ولكن..

 لماذا سقط حكم الإخوان.. ولماذا صفق الشعب لمرسي حينما أقال طنطاوى.. ولماذا صفق نفس الشعب للسيسى حينما أقال مرسي.. وهل كان الرئيس المعزول محمد مرسي يشكل خطرا على الأمن القومى.. وهل تصالحت الشرطة بالفعل مع الشعب.. أم أنها ستعاود عهدها السابق لتقف بجانب الحاكم ضد الشعب؟.... تساؤلات كثيرة تتبادر للأذهان طرحناها عليه.. فماذا قال..

- بداية.. لماذا صفق الشعب لمرسي عندما أطاح بطنطاوى.. ولماذا صفق نفس الشعب للسيسى عندما أطاح بمرسي؟


الشعب المصرى في تلك المرحلة انقسم لجزءين، تيار يرى أن المجلس العسكري يمارس القمع والكبت السياسي عليه، حيث ساهم الإخوان في نشر الهتاف المتعارف عليه (يسقط يسقط حكم العسكر)، وأصبح الشعب يأخذ موقفا من الجيش، أما التيار الآخر فكان مؤيدا لحكم مرسي ويشمل جماعة الإخوان وحزب الوسط وحزب النور، وازداد الأمر سوءا بعدما نفذت حماس مخططها وقتلت الجنود المصريين في رمضان الماضى لتسهل على مرسي قراره بإقالة المشير طنطاوى، هذا القرار الذي كلف مصر ثمنا كثيرا، لذلك صفق الشعب لمرسي بعد اتخاذ قراره، أما الجزء الثانى من السؤال فإجابته واضحة جدا لأن الشعب المصرى فاض به الكيل من حكم الإخوان واستنجد بجيشه الذي يمثله الفريق السيسى الذي قام بدوره ووقف بجانب شعبه وأقال مرسي ليطوى بذلك أسوأ صفحة في تاريخ مصر.

- هل ترى أن مرسي كان يعرقل مساعى الجيش لتطهير سيناء من البؤر الإجرامية والإرهابية؟

بلا شك، لأنه كان مطلوبا منه وبكل بساطة رد الجميل، فحماس ساهمت بدور كبير جدا في إشاعة حالة الفوضى في مصر، حيث تم اكتشاف أنهم الجناة الحقيقيون في كل خراب حدث في مصر وقت الثورة من حرق سجون وإطلاق سراح معتقلين وقتل متظاهرين وغيرها من الأحداث التي مكنت الإخوان من الحكم، وكان على مرسي بعد ذلك رد الجميل الذي تمثل في إيجاد مرتع للجماعات الإرهابية المتشددة لعمل تدريباتهم وترك لهم الملعب على مصراعيه وغل يد الشرطة والجيش عن اتخاذ أي موقف لمكافحة الإرهابيين وتركهم عاما كاملا، ومصر تدفع الآن ثمن هذا التسيب وأكبر دليل على ذلك خط الغاز الذي انفجر أكثر من مرة قبل حكم الإخوان ولم ينفجر ولا مرة أثناء حكمهم، وعادت التفجيرات مرة أخرى بعد انتهاء حكم الإخوان، إضافة إلى ذلك تلك التهديدات التي صدرت من قيادات الإخوان أمثال البلتاجى الذي أكد أن كل ما يحدث في سيناء سيتوقف بمجرد عودة مرسي للحكم وهذا يعنى أنهم وراء كل ما يحدث وأن الرئيس السابق قد غل يد الشرطة لمدة عام عن اتخاذ أي إجراء حيال ذلك.

- هل تعتقد أن مرسي كان خطرا على الأمن القومى المصرى؟

أعتقد أنه في محاكمة عادلة سيتم إصدار أحكام تتعلق بالخيانة العظمى لقيادات جماعة الإخوان المسلمين ستصل بهم لحبل المشنقة، لأن كل ما ارتكب من هذه الجماعة لابد أن يؤدى لذلك، منها التخابر مع حماس واقتحام مصر وسجونها وقتل المتظاهرين والتهديد باستخدام العنف ضد المصريين أكثر من مرة ونتائج استجواب أوباما التي أثبتت أنه قد مد جماعة الإخوان بـ 8 ملايين دولار لتمكينهم من حكم مصر، وقوله إن مرسي كان أكثر حرصا على أمن إسرائيل وأمن أمريكا، بالإضافة لموقفه من سوريا وسحب سفراء مصر منها وقطع العلاقات المصرية السورية، كل تلك الجرائم تستوجب الحكم بالإعدام، والجديد الذي وضح من التحقيقات أن مرسي لم يكن من المعتقلين السياسيين كما كان معلنا بل كان محتجزا بتهمة التخابر مع حماس يوم 27 يناير 2011 ولما تم اقتحام السجون فر مع الآخرين وبالفعل تم رصد مكالمات مع حماس وتم القبض عليه.

- هل تعتقد أن مرسي كان ضالعا في عملية قتل الــــ 16 جنديا مصريا على الحدود في رمضان الماضى للإطاحة بطنطاوى؟

لن أستطيع أن أفتى في هذا الموضوع، ولكنه كان مطالبا بتقديم المتهمين في قتل الجنود، وكان من الواضح أنه يحاول حماية الجناة عندما ارتدى الزى العسكري وخرج إلى الجبهة وصرح بأنه سيقود العملية نسر بنفسه وكان بذلك مطالبا بتقديم الجناة ولكن مرسي عندما قام بهذا الدور كان لسببين: أولهما.. أن يكون لديه مبرر لاستبعاد عنان وطنطاوى.. والثانى.. أن يسيطر على مقاليد الأمور، ولا يترك الأمر للقائد العسكري وفى الحالتين سواء تقاعس أو تواطأ، فهو مسئول عما حدث.

- لو كان مرسي بادر بإقالة السيسى قبل الثورة وخروج الملايين إلى الشوارع.. ماذا سيكون رد فعل الجيش حينئذ؟

الفريق السيسى رجل تشعر في كلامه بالوطنية والانتماء للشعب واستطاع بحرفية ومهنية عالية أن يعيد ثقة الشعب في القوات المسلحة والتي كانت قد اختفت في الفترة الأخيرة من حكم طنطاوى، واستطاع أيضا أن يكسب ثقة الجنود والضباط الذين يعملون معه، وكل ذلك شكل عائقا للرئيس المخلوع محمد مرسي فأصبح عاجزا عن إقالة الفريق السيسى كما توقع البعض، وكل هذا جعل مؤسسة الرئاسة تشعر بخطورة الوضع، وبالتالى كانت القيادة السياسية عاجزة عن اتخاذ قرار بتنحيته لأنه يمتلك القوة ممثلة في تأييد الشعب، ونتذكر جميعا أن مرسي حينما اتخذ قرارا بحظر التجوال في محافظات القناة عقب أحداث بورسعيد لم يطبق، وهذا الشيء نفسه كان سيحدث في حالة اتخاذه لقرار إقالة السيسى.

- البعض بات مقتنعا أن مصر لا يقدر على حكمها سوى رجل عسكري.. وتجربة مرسي أفرزت تلك القناعة.. ما رأيك؟

مصر الآن في حاجة لنوعية متميزة من البشر، على درجة عالية من الخبرة في الإدارة لتنمى مصر وتصعد بها، الفيصل هنا هو ماذا يستطيع هذا الشخص أن يعطى للبلد بغض النظر عن هوية الشخص أو ماذا يعمل.. والذي يميز مؤسسة الشرطة والمؤسسة العسكرية هو عملهم بانضباط وبالتالى لديهم قدرة أكثر على الأداء وميزة الشعب المصرى الآن أنه قادر على اتخاذ القرار بدليل أنه بعد عام واحد من حكم مرسي أيقن أنه لن يصعد بالبلاد بل سيغوص بها في الأعماق فاتخذ قراره بعزله وقد كان.

- حاول الإخوان اختراق المخابرات العامة والحربية والسيطرة عليها ولكنهم فشلوا..لماذا ؟

هناك علامات استفهام كثيرة حول تغيير رئيس المخابرات العامة، أما المخابرات الحربية أعتقد أنها لم تمس كذلك جهاز الأمن الوطنى حوله علامات استفهام كثيرة، فمثلا خالد سويلم مسئول ملف الإخوان المسلمين والذي تولى رئيس جهاز الأمن الوطنى كان عليه علامات استفهام كبيرة، أما ما قيل عن اللواء عبد الجواد وأنه كان مجندا للإخوان ويعطى معلومات لخيرت الشاطر أعتقد أنها قصة غير صحيحة.

- هل عادت الشرطة للشعب فعلا أم أنها ستعاود ممارستها للانحياز للحاكم على حساب الشعب ؟

نتمنى ألا يحدث هذا مرة أخرى، وأنا على يقين أن الشرطة رفضت أن تدين للولاء للحاكم مرة أخرى، هذا القرار اتخذه الضباط الصغار ولكننا في حاجة لسماعه من قيادات الشرطة من خلال وضع إستراتيجية جديدة والإعلان عنها لطمأنة الشعب.

- لماذا سقط نظام الإخوان ؟

سقطوا لأنهم فشلوا في إدارة الدولة وتحقيق توقعات الشعب وحاولوا تحقيق مصالحهم الشخصية على كل المستويات وهذا ما أدركه الشعب المصرى من أصغر شخص فيه وصولا لعلمائنا الأفاضل، وما يفعله الإخوان الآن ليس محاولة للخروج الآمن ولكن محاولة للتنغيص على الشعب المصرى لعدم استمتاعه بما حققه من نصر وتوصيل رسالة مضمونها إشاعة الفوضى وانعدام الإحساس بالأمان بعد سقوط حكم الإخوان.

- هل تؤيد إلغاء مجلس الشورى ولماذا ؟

نعم أؤيد إلغاء مجلس الشورى، لأنه لدينا ظروف اقتصادية صعبة وأعتقد أن اختصاصات مجلس الشورى كانت غير واضحة ويمكن أن يقوم البرلمان بعمله، وفى ظل تلك الظروف الاقتصادية لا يمكن تعيين هذا العدد الذي يصل لخمسمائة فرد دون داعٍ وإلزام الدولة بمرتبات خيالية يحصلون عليها.

- هناك من يتوقع إقدام تنظيم الإخوان على تشكيل خلايا إرهابية تكفيرية تستهدف المسيحيين والتجمعات العامة في مرحلة لاحقة.. هل تتفق مع هذا التوقع؟

أتفق معه جدا، ولكن لن تقوم تلك الجماعات بتنفيذ مخططها تحت عباءة الإخوان بل ستطلق على نفسها أسماء أخرى منها الجهاديون..الهاربون من النار، وغيرها من الأسماء لأن هذا هو أسلوبهم منذ 40 سنة.

- هل تتوقع اختفاء الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية من المشهد السياسي المصرى بعد ثورة 30 يونيو؟ أم سيكون لهم تواجد.. وما نسبته؟

أعتقد أنهم لو استطاعوا البعد عن تلك التهديدات الإرهابية واستخدام العنف يمكن أن يكون لهم تواجد سياسي، ولكن بنسبة لن تزيد على 15% كحد أقصى في العمل السياسي.

- هل تؤيد دعوات البعض بالإفراج عن مرسي مالم يكن مطلوبا على ذمة قضايا أخرى.. بهدف عدم التصعيد مع الإخوان ؟

أنا أطالب من يقود مصر في تلك الفترة بالتزامه بالشفافية وإيضاح الصورة أولا بأول، فلا يجب أن يبقى مرسي محتجزا دون ذكر أسباب، بل يجب الإعلان أولا بأول عن التهم الموجهة إليه حتى لا نفقد مصداقيتنا أمام دول الغرب فهو بالفعل لا يصح احتجازه أكثر من 24 ساعة، لذا لابد من تبرير احتجازه حتى لا نعطى مجالا للتدخل الأجنبى في شئوننا وما أكثر القضايا التي يمكن أن يعاقب عليها.

الجريدة الرسمية