في ثاني أيام مهرجان الأراجوز المصري.. ضحك ولعب وتجارب لحاملي التراث الشعبي
شهد مهرجان الأراجوز المصري في دورته الثالثة، والذي تنظمه فرقة «ومضة» لخيال الظل والأراجوز وبالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، في ثاني أيامه اليوم الثلاثاء، إقبالا جماهيريا كبيرا وحضورا مميزا للأطفال.
وشهد المهرجان عروضا للأراجوز وخيال الظل والذي لاقي تفاعلا كبيرا من جمهور المهرجان خاصة الأطفال والذين شاركوا الأراجوز في اللعبة المسرحية.
وبدأت فعاليات اليوم الثاني بكلمة للدكتور نبيل بهجت مؤسس ومدير المهرجان والتي حملت عنوان "الكنوز البشرية الحية وأسلوب تكوين الكنز البشري" قائلا:" أن هناك فروق بين الراوي الأصيل والراوي المزيف، وأنه بعد تسجيل أي عنصر شعبي على القوائم العالمية اليونيسكو يتسارع إليه باحثو الشهرة و ملتقطو الأضواء السريعة ويمثل هذا النوع خطر حقيقيا على العنصر الشعبي بما يقدموه من معلومات ومصطلحات وتاريخ وروايات مزيفة عن العنصر يروجون لها في بعض وسائل الإعلام ويخدعون بها من ليس له خبرة بتلك الفنون"
وتابع بهجت:" أن البعض حاول أن يعبث بالأراجوز شكلا وتاريخا ومصطلحا بشكل أصبحنا نرى عروسه بلاستيكية بدون شارب على بوسترات رسمية وهو ما يشكل رواية مزيفة لشكل الأراجوز الذي يجب أن يصنع من الخشب بملامح رجولية هذا بالإضافة لادعاء البعض تاريخا ليس بالحقيقي أو انتحال روايات وتزييف أخري ووضح بهجت أنه عند التعامل مع التراث يجب أن نفرق بين مستويات الاستعادة التي نلتزم فيها بالعرض التراثي بحذافيره والتوظيف والاستلهام الذي يتيح للفنان حرية التصرف.
وأكد أنه يجب الحفاظ علي حقوق الكنوز البشرية من حملة هذا العنصر فالاستعادة خلاف التوظيف والاستلهام.
وأعقب كلمة الدكتور نبيل بهجت شهادة لخمسة من لاعبي الأراجوز والذين يعتبرون من الكوادر البشرية وكنوزها في فن الأراجوز الفنان صبري سعد متولي الشهير بصابر شيكو، والفنان على أبو زيد سليمان، والفنان مصطفي عبد العزيز الصباغ، والفنان محمود سيد حنفي، والفنان صلاح بهجت.
وفي بداية قال عم صابر شيكو إنه ولد تحت خشبة مسرح الأراجوز، فكان والده احد اهم لاعبي خيال الظل ولاعبي الأراجوز والذي ورث عنه لفن الأراجوز، قائلا:" قد ولد بأحد الموالد تحت المسرح، وكبرت وأنا أرى والدي بيروح من مولد للتاني وكنت طبعا بروح معاه شفته بيلعب بالخيال برضه واتعلمت أنا كمان شغل الخيال والأراجوز والمزيكا بدق على الطبله يعني علشان كدا لما الدنيا كانت بتقفل كنت اشتعل مع بتوع حسب الله شفت عم أحمد الكومي واشتغلت في الخيال مع حسن خنوفه كنا بنقعد في شارع محمد علي كان الشغل زمان بيجي عليه"
فيما حكي الفنان على أبو زيد سليمان عن تجربته مع الفنون الشعبية وكيف تلقاه وعايش اللاعبين الشعبيين قائلا:" لم تكن تجربتي مع خيال الظل تجربة فنية بقدر ما كانت تجربة إنسانية ووطنية تشعرني بالانتماء إلى وطن يمتلك من التاريخ والثقافة، وشعب مبدع بالفطرة منذ بداية الخليقة، وهذا ما فتح لنا أبواب العالم على مصراعيه لاستقبال هذا الفن بحفاوة شديدة جعلت الاستمرار فيه واجبًا، لخيال الظل سحره الخاص يشعرني أنني أمتلك مفاتيح عالم لا يعلم الكثير عنه أنه حالة من الإبهار والدهشة نراها في أعين الجمهور بمجرد إضاءة الشاشة وظهور المناظر "
كما تطرق الفنان محمود سيد حنفي الي كيفيه تعلمه الفنون وتكوينه ككنز بشري قائلا:" يعتبر انضمامي لفرقة ومضة لعروض خيال الظل والأراجوز، والتي قام بتأسيسها الدكتور نبيل بهجت للحفاظ على هذه الفنون التراثية من الاندثار مسارًا هامًا في حياتي، حيث فتح بابًا للشغف الذى لا ينتهي شغف تأصل فيّ منذ الصغر دون أن أشعر عندما كنت أتابع عروض مولد السيدة زينب فأنا أحد أبناء هذا الحي المفعم بكل ما هو مصري، وكانت هذه الفنون أهم ما يقدم، وأنتظر من العام للعام من خلال المولد وهو ما دفعني لدراسة التمثيل والإخراج بجامعة حلوان، وكانت ورش وعروض فرقة ومضة بابا للدخول إلى عوالم الفرقة التي ساعدتني على تجاوز صعوبات عالم الدمى"
وأعقبه الفنان صلاح بهجت عن كونه أحد الكنوز البشرية في عالم الأراجوز وخيال الظل ومصاحبته للاعبين الشعبين على مدار عشرين عاما قائلا:" أول ما يدرك الإنسان من ذاته هو ظله ذلك الآخر المطروح منه فالظل عالم وسحر وحياة، بدأت علاقتي مع خيال الظل منذ بداية فرقة ومضة وعروضها التجريبية في الأزقة والحارات ثم من خلال ورش التكوين المتعاقبة التي كونت كوادرها -على مر الأجيال- حتى صارت على ما هي عليه، بدأت ومضة حلما لمؤسسها يؤكد أن لدينا ما يستطيع أن يعبر عنا، وانطلقت كمدرسة تفتح الباب لكل من أراد أن يتقن فن الأراجوز "
ويسعي مهرجان الأراجوز المصري الذي تأسس عام 2019 لإلقاء الضوء على الامكانيات الهائلة للفنون التراثية وتحديدا الاراجوز كوسيلة للتعبير الفني يستطيع أن نقدم من خلاله مسرحا سهل الانتشار وواسع التأثير إذ يخاطب كل الفئات والاعمار ويدعو المهرجان لتكرار تجربة الاراجوز المصري وتسجيله على قوائم اليونسكو لكافة الفنون الشعبية كما يطلق الدعوة للاهتمام باقتصاديات التراث والاستثمار في الثقافة وسيشهد ختام المهرجان أطلاق عدد من المشاريع للعام القادم وتوصيات للعمل بها للحفاظ على الفن.