رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون لن يلقوا حجارة على جثمان مبارك


حكومة الرئيس المصرى محمد مرسى لن تسمح أو تجرؤ على إطلاق سراح الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، فإعادة المحاكمة ليست استئنافا وإذا نفذ القضاء ما يريد، فإن مبارك لن يبرح السجن مدى الحياة فور مثوله أمام المحكمة، وسيبقى مبارك مهما حدث سجينا خلف القضبان.


نعم حكومة مرسى لن تطلق سراح مبارك العجوز العنيد بعد مقتل 800 فى ثورة 2011، فأثناء حكم مبارك كانت القوانين موسعة، لكن الآن أعيدت صياغتها لمحاصرة الفاسدين، ومن بينهم مبارك، فى ظل جدل قانونى وأدلة أكثر قوة وعدد لا ينتهى من إرجاءات المحاكمة.

إن من أهم الجهات المنوطة بإعادة محاكمة مبارك نيابة حماية الثورة، وهو مكتب يتبع النائب العام المكلف بدراسة تقرير جديد عن ثورة 2011، الذى أعدته لجنة تقصى حقائق من المرجح أن تكون أقل إيجابية تجاه قوات الأمن التابعة لمبارك من المحاكمة السابقة.

هناك دائما خطر من أن تثير محاكمة مبارك التعاطف بدلا من الكراهية، حيث سجلت الصحف المصرية كل حالات الغيبوبة التى يقال إن مبارك تعرض لها وكل ما قيل عن وجود سوائل على رئته وعن سقوطه فى دورة المياه، وهو ما يجعلنى أتساءل عما سيكون مصير رجل بلغ الـ84 عاما؟

إن المصريين متسامحون، وإذا توفى مبارك قبل إعادة محاكمته فلن يلقى أحد الأحجار أثناء جنازته، لكن القضاء لا يحمل تعاطفا تجاه مبارك، حيث إنه تم جمع تسجيلات مصورة جديدة وشاهدات من شهود عيان على أن قوات الأمن التابعة لمبارك كانت تطلق النار عمدا على المتظاهرين.

كما أفادت لجنة تقصى الحقائق أن مبارك كان يشاهد بثا مباشرا للأحداث فى ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، على عكس ما قال فى محاكمته الأولى.

إن إعادة محاكمة مبارك والأدلة الجديدة ليست أنباءً طيبة بالنسبة لحبيب العادلى وزير داخلية مبارك، الذى يواجه إعادة محاكمته أيضا، كما أن علاء وجمال نجلى حسنى مبارك يواجهان اتهامات بالفساد، والمحصلة أن مبارك ورجاله سيبقون جميعا خلف القضبان.

نقلاً عن الاندبندانت
الجريدة الرسمية