هل ينجح أيمن عاشور في المهمة الصعبة؟
لا شك أن وزير التعليم العالى والبحث العلمى الجديد الدكتور محمد أيمن عاشور، يمتلك قدرات كبيرة وخبرات جعلته ينال ثقة القيادة السياسية في تولى حقيبة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، واستطاع خلال مشواره قبل توليه منصب نائب وزير التعليم العالى أن يكون ضمن أهم وأفضل عمداء الهندسة فى مصر، حيث شهدت كلية الهندسة بجامعة عين شمس أثناء عمادته للكلية تطورا ملحوظا في العملية التعليمية وزيادة عدد البرامج الخاصة، الأمر الذى ساهم في جعلها أول كلية في مصر تحقق دخلا كبيرا، كما ساهم في تحسين أوضاع أعضاء هيئة التدريس والإداريين والعاملين بالكلية، فضلا عن بصماته في تنفيذ عشرات المشروعات القومية بحكم تخصصه أستاذا فى العمارة والتخطيط العمراني والإسكان وصاحب واحدة من أكبر شركات الهندسة في مصر.
جميع ما سبق يؤكد ان خبرة الدكتور محمد أيمن عاشور تجعله الاختيار الأفضل في الوقت الحالى بحكم إنه كان نائبا لوزير التعليم العالى والبحث العلمى، ولكن على أرض الواقع كانت هناك مهام محددة له كنائب وزير أما الان فأصبح المسؤول عن جميع الملفات داخل الوزارة.. الجميع يؤكد أن الوزير الجديد في مهمة شاقة وصعبة جدا والملفات المعروضة أمامه تحتاج إلى عصف ذهنى سريع، في مقدمة هذه الملفات ملفات "ملف التنسيق الجامعى، سواء للجامعات الحكومية او الخاصة او الاهلية الجديدة والاهلية الاربعة " سلمان والجلالة والعلمين والمنصورة الجديدة".
كما أن ملف الجامعات الأهلية الجديدة تشغل اهتمام الالاف من الأسر المصرية، وحتى الان مازالت تفاصيل الالتحاق بهذه الجامعات وقواعد التنسيق الخاصة بها لم تعلن. ومن ضمن الصعوبات هى تحديد تنسيق الجامعات الخاصة التى تعرضت نسبة كبيرة منها العام الماضى لأزمة بسبب التنسيق الموحد الذى طبقته الوزارة العام الماضى وتم وقف العمل به هذا العام بقرار من مجلس الجامعات الخاصة، ووضع تصور جديد للقبول يشابه النظام القديم..
ملفات مهمة
الأزمة التى من الممكن أن تحدث هو تحديد نسب المؤشرات فإذا صممت الوزارة على نفس مؤشرات العام الماضى سيكون الأمر صعب على بعض الجامعات الخاصة خاصة وأنه يجب تغير سياسة القبول بالجامعات الخاصة والأهلية طبقا لتغير تغير سياسية درجات ونسب الثانوية العامة الجديدة، حيث لم يعد هناك طلاب يحصلون على 100% فأكثر خاصة وأن وزير التربية والتعليم السابق أكد قبل التعديل الوزارى أن الطالب الحاصل على 70% هذا العام من المتفوقين، الأمر الذى يجب أن يؤخذ في الاعتبار أثناء التعامل مع مؤشرات التنسيق.
من ضمن الملفات المهمة أمام الوزير هو إعادة النظر في المناهج الدراسية داخل الجامعات الحكومية والأهلية بما يتواكب مع سوق العمل وضرورة اتخاذ الأمر بجدية خاصة وأن هناك كليات تقوم بتخريج عشرات الالاف سنويا دون جدوى وأن الفترة السابقة بالوزارة كانت تهتم أكثر بالانتهاء من المنشآت الجديدة وكيفية الإسراع في تشغيلها الآن، ولكن يجب إعادة النظر في الاولوية المهمة وهى المناهج والبرامج التى تقدم للطلاب من خلال الجامعات الجديدة وغيرها، حتى يتحقق الهدف الرئيسي بتخريج جيل جاهز لسوق العمل.
كما أن الجامعات التكنولوجية الجديدة تحتاج إلى حملة توضحية عن أهمية تلك الجامعات وما تشمله من تخصصات تعد هى المستقبل، خاصة وأن الوزارة أعلنت منذ فترة إنها ستعمل على إطلاق حملات عن أهمية هذه الجامعات والوظائف التى تنتظر خريجها خاصة وأن نسب الاقبال عليها محدود ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذها.
وشملت الملفات الجديدة التى تعمل عليها الوزارة في الوقت الحالى وهو الملف الاستثمارى خصوصا وأن سوق التعليم العالى في انتعاشة بالعدد الكبير من الجامعات الجديدة في الفترة الأخيرة وبحث الوزير الجديد شوطا كبيرا في إعداد ملف الاستثمار منذ أن كان نائبا، بهدف التواصل عدة نتائج منها التواصل مع الجامعات الدولية الكبرى ذات التصنيفات المتقدمة لتحقيق التعاون المشترك فى الجامعات الأهلية.
ويعد ملف الوافدين واحد من أهم ملفات التى يجب أن تكون في مقدمة أوليات الوزير الجديد خاصة وأنه في عام 2016 ارتفع دخل الوافدين في التعليم العالى إلى أكثر من 2 مليار دولار وكان هناك عوامل جذب كبيرة من التعليم العالى والجامعات، الأمر الذى يجب التعامل معه باهتمام باعتباره جزء من الدخل والدعم للخدمات بالجامعات الحكومية، وإعادة النظر في تصوره ونظامه.
وتتبقى الأولية الهامة أمام الدكتور ايمن عاشور هو الاهتمام بالمضمون الذى تقدمه الجامعات الجديدة وتوفير مناخ تعليمي متكامل للطلاب، إلى جانب السعى نحو حل الأزمة التى واجهتها الجامعات الحكومية في تفريغ أغلب نوابغها للعمل في الجامعات الخاصة والأهلية.
ورسالة أخيرة إلى الدكتور ايمن عاشور، بالرغم من صعوبة المهمة وأن أمامك ملفات كثيرة مفتوحة تحتاج إلى سرعة التعامل معها، إلى أنه يجب العلم أن من الوزراء السابقين في هذا المنصب تركوا تاريخا بأسمائهم يذكره الجميع الآن بكل نتائجه وأن الجميع ينتظر منك الكثير خاصة كما أنه من الضروري إعادة النظر في اختيار فريق العمل الذى سيساهم معك في تحقيق رؤيتك التى ستكتب بإسمك في نهاية فترتك.. وللحديث بقية.
