بالونة وشهادة تقدير.. آخر ما تبقى من متعلقات ضحايا حادث كنيسة أبو سيفين | صور
انقضى يوم أمس وطويت صفحته تلك التي اتشحت بالسواد وكساها الحزن والألم بعد رحيل ٤١ شخصا بين شباب وأطفال وشيوخ، في حادث كنيسة أبوسيفين بمنطقة المنيرة الغربية في إمبابة بمحافظة الجيزة.
وشيع أهالي الضحايا ذويهم في قداس أقيم مساء أمس، بينما يرقد بعض المصابين في المستشفيات بانتظار الشفاء، وفي الوقت ذاته تحاول الحياة أن تسير كما كانت.
وإذا أجريت زيارة إلى موقع الحادث اليوم الإثنين وبعد مرور أكثر من 24 ساعة تجد العمل قائما على قدم وساق من أجل إعادة ترميم ما خلفه الحادث.
ترميم كنيسة أبوسيفين
تواجد مكثف لطاقم العمال المكلفين بإعادة ترميم الكنيسة، فما أن تدخل إلى الشارع الذي تتواجد الكنيسة في نهايته تجد الجميع يبذل أقصى ما في جهده حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه، ولكن إذا عادت الكنسية وأزيح عنها الغبار الأسود الذي غطى جدرانها من يعيد الذي غيبهم الموت ؟!
فيتو تتبعت آثار وبقايا أمس، حين كانت الحياة مازالت تنبض بالكنيسة، حيث متعلقات الصغار وكراساتهم واقلامهم الملونة، وأكياس المقرمشات والملصقات التي يضعونها على كراساتهم، وشهادة تقدير تعود لعام ٢٠١٧ لفتاة باسم "مارينا صالح" وتوقيع كاهن الكنيسة، كل شيء هناك يخبرك عن أصحابه ويروي حكاية من لم يمهلهم القدر الوقت الكافي لسردها بأنفسهم.
حادث كنيسة أبوسيفين
اللون الأسود هو سيد المشهد، ويحاول عم عبدالحميد عامل "المحارة"، 60 عاما، أن يمحو تلك الآثار حيث يشعر بالراحة وهو يشارك في هذا العمل: “الأقباط أخواتنا وأنا فخور إني بشارك في عمل زي ده وبرمم الكنيسة” ومنذ قدومه أمس في الثانية ظهرا وهو يحاول وزملاؤه إنهاء المهمة سريعا.
وفي الطابقين الثالث والرابع حيث الدمار الأكبر، يقول عادل محمد:"أول ما جينا كان الوضع صعب جدا جدا ومش عارفين نتنفس من الدخان والسواد اللي على الحيطان وكل المتعلقات على الأرض حاجة تحزن.. ولكن ربنا يقدرنا ترجع أحسن مما كانت".
وأنت تعبر سلالم المبنى، أول ما يمر بخاطرك هو حال المصلين والعاملين والمتواجدين بالكنيسة أمس، تضع نفسك في موضعهم بينما رائحة اختراق أسلاك الكهرباء وأجهزة التكييف تعبئ صدرك، وينتابك سعال متواصل لا تملك حينها إلا أن تدعو بالرحمة للراحلين والشفاء العاجل للمصابين.
متعلقات ضحايا كنيسة أبوسيفين
يحاول بعض العمال جمع المتعلقات في أجولة وازاحتها بعيدا عن المياه المختلطة بالغبار والتي ملأت أرضية الطابق الثالث بالمبنى، أما في الطابق الثاني فكانت آثار الدمار أقل بعض الشيء: "الدمار كله كان في الدور الأخير هنا مكان الصلاة.. إحنا جينا لقينا كل حاجة زي ماهي.. متعلقات الناس والسجاد الأحمر وصور.. الوضع كان صعب جدا إنه حد يتحمله أو حتى يحط نفسه مكان الناس دي.. أنا فخور كوني واحد من العمال اللي هيرمموا مكان قداس الصلاة الأخير للشهداء"، يتحدث ماركو أحد العمال المعنيين بترميم الكنيسة.
وفي جولة فيتو في طوابق الكنيسة حاولنا أن نوثق بالصور كيف أصبح حالها، وذلك بعد يوم من وقوع هذا الحادث المأساوي.