رئيس التحرير
عصام كامل

الحشود الإخوانية تنكسر أمام "مليونية العبور".. مؤيدو "المعزول" يلجؤون للعنف في الأزهر.. والجيش حائط السد المنيع ضد إرهاب الإخوان.. وقوى الثورة توجه رسائل قوية للإدارة الأمريكية


تظاهر مئات الآلاف من المؤيدين لقوى الثورة في مصر أمس في مليونية "النصر والعبور"، تأكيدًا على التمسك بمكاسب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، فيما وجهت القوى الثورية رسائل إلى الولايات المتحدة تؤكد على أن "30 يونيو" ثورة شعبية.


فيما واصل الموالون للرئيس المعزول إثارة الصدامات بهدف تعطيل عمل الحكومة الجديدة، واشتبكوا مع الأهالي في العديد من أحياء القاهرة، إضافة إلى تحويلهم جامعة الأزهر إلى منطقة اشتباكات قبل تدخل قوات الأمن.

وتدفق أنصار القوى الثورية إلى ميدان التحرير في مليونية أطلقوا عليها "النصر العبور". وعزَّزت عناصر من الجيش والشرطة من وجودها على مداخل القاهرة، وبمحيط مقار الحكومة، والبرلمان، والحرس الجمهوري والمنشآت العسكرية، والقصور الرئاسية، وعدد من الوزارات الحيوية، ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والبنك المركزي.

كما وقعت مواجهات أمام الجامع الأزهر أمس الجمعة، بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من المواطنين بمنطقة الأزهر والمصلين وذلك عقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة.

وكان مؤيدو الرئيس المعزول قد رددوا الهتافات داخل الجامع الأزهر عقب الانتهاء من خطبة الجمعة مطالبين بما أسموه بعودة الشرعية والرئيس المنتخب ومنددين بالفريق أول عبد الفتاح السيسى ورافعين لافتات تؤيد عودة الرئيس المعزول.

ولدى خروجهم من الجامع الأزهر وقعت مواجهات بين بعض المصلين والمواطنين من المنطقة، وبين مؤيدى الرئيس المعزول استخدمت فيها العصى والأحذية التي رفعها المصلون في وجه مؤيدي مرسيوالذين اضطروا إلى الفرار في المناطق المحيطة بالأزهر وتوجه البعض إلى مشيخة الأزهر.

وردد المصلون والمواطنون أمام الجامع الأزهر هتافات تؤكد تعاون الجيش والشعب والشرطة، وتدعم خريطة الطريق وتشيد بدور القوات المسلحة في تحقيق نصر أكتوبر وفى استعادة البلاد لأمنها كما ندد المواطنون بما تقوم به حماعة الإخوان المسلمون من تصرفات قبل وبعد عزل محمد مرسي.

وتدخلت بعض قوات الأمن في تفريق الجميع فيما ترددت أنباء عن بعض الإصابات الطفيفة، وتوجه بعض المواطنين إلى ميدان التحرير للانضمام لمليونية النصر والعبور.

كما دارت مناوشات بين مؤيدي القوى الثورية وبين أنصار مرسي الذين انتشروا بمناطق وأحياء عدة بالقاهرة، على خلفية قيامهم بترديد هتافات معادية للجيش المصري، ضمن جمعة حملت شعار كسر الثورة التي أطاحت مرسي. 

وجرت تلك الاشتباكات بمناطق دوران شبرا والمطرية والوايلي و«بين السرايات» وشارع مراد. وكان عشرات الآلاف من أنصار مرسي بدءوا، عقب صلاة الجمعة، التظاهر في عدد من الميادين بالقاهرة، مطالبين بعودته إلى الحكم.

وقامت قوات الجيش بشارع يوسف عباس، والذي يقع في نهايته مسجد المصطفى والقريب من الحرس الجمهوري، بإغلاقه بالأسلاك الشائكة ومنع حركة المشاة فيه، وقامت بوضع العديد من المدرعات بالقرب من مسجد المصطفى، بعدما أعلن مؤيدو الرئيس المعزول التوجه بمسيرة من شبرا إلى مسجد المصطفى.

وكانت القوات المسلحة المصرية جدّدت التأكيد على حق التظاهر السلمي غير أنها حذَّرت من أن مَن العنف.

وأعلنت القوى الثورية تنظيم عدة مسيرات إلى السفارة الأمريكية اعتراضًا على ما سموه بالتدخل الأمريكي بالشأن المصري الداخلي، وللمطالبة أيضًا برفض المعونة الأمريكية لمصر، والتأكيد أن مصر قادرة على الاستغناء عن تلك المساعدات.

ودعت القوى الوطنية والثورية، بمبادرة من التيار الشعبي المصري، وبالتنسيق مع المصريين المقيمين بالخارج، للتظاهر أمام سفارات الولايات المتحدة بعدد من دول العالم، في محاولة منهم للتأكيد على أن ما حدث يوم 30 يونيو وما أعقبه من تغييرات سياسية أطاحت حكم الإخوان بمثابة ثورة شعبية بكل المقاييس ودعمها للمؤسسة العسكرية، رافضًا لفكرة الإنقلاب العسكري الذي يتحدث بها الكثير داخل مصر وخارجها.

وتعد مظاهرات أمس رسالة قوية للكونغرس الأمريكي والإدارة الأمريكية وجميع المؤسسات، مفادها أن ما حدث بمصر بعد ثورة 30 يونيو، كانت تعبيرًا ونتيجة عن إرادة شعبية، وأن انحياز الجيش للشعب كانت حتميًا حتى لا يعطي الفرصة لوقوع صدام بين المصريين وحقنًا للدماء. إلا أنها وصفت الموقف الأمريكي مما حدث من تغييرات سياسية بـ «المتعنت».

ومن جانبها أعلنت سلطات الأمن بمطار القاهرة حالة الطوارئ القصوى أمس، بالتزامن مع الحشود والمسيرات التي شهدتها الميادين من معارضي ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وترديد بعض دعوات العنف من مؤيديه.
الجريدة الرسمية