شرفنطح.. الداهية الذي زلزل عرش الريحاني.. وموظف المعاش اكتشف وفاته صدفة
ممثل كوميدي اختار لنفسه اسم شرفنطح من خلال إحدى الشخصيات التي جسدها في مسرحية "مولود في شارع محمد علي" وأيضا مسرحية العرسان الثلاثة عام 1947، من أشهر أدواره دور ناظر المدرسة في فيلم "سلامة في خير" مع نجيب الريحاني وفي دور الجار الداهية الذي لا ينسى الوجوه والشخصيات، هو الفنان محمد كمال المصري الشهير بشرفنطح الذي اشتهر بتقديم أدوار الزوج المغلوب على أمره، والرجل القصير البخيل.
ولد الفنان المصري محمد كمال المصري في مثل هذا اليوم 11 أغسطس عام 1886 في حارة ألماظ بشارع محمد على واشتهر باسم "شرفنطح" من خلال دوره في "مسرحية مولود في شارع محمد علي"، وكان والده معلما بالأزهر، كون أول فرقة مدرسية للتمثيل بمدرسة الحلمية الأميرية، وقدم أول أدواره بائع أحذية وشجعه أحد مدرسي المدرسة على الالتحاق بإحدى فرق هواة التمثيل فقام بتقليد الشيخ سلامة حجازي في أدواره، فأطلقوا عليه سلامة حجازي الصغير.
علشان بوسة
عمل "شرفنطح" في عدة فرق مسرحية مثل فرقة سلامة حجازي وبعدها فرقة سيد درويش المسرحية، جورج أبيض، فرقة نجيب الريحاني، وأدى معه مسرحية صاحب السعادة كشكش بيه التي حققت نجاحا كبيرا وصلت إلى درجة منافسة الريحانى في تصفيق الجمهور له، وبرع في تجسيد الشخصيات الكوميدية للرجل الضئيل الماكر صاحب الصوت المتميز البخيل فقدم مسرحيات:مملكة الحب، المحظوظ، نجمة الصباح، علشان بوسة، آه من النسوان، ياسمينة.
قدم الممثل الفنان - الذي قدم في أدواره الكوميدية البسيطة الراقية محمد كمال المصري - أول أدواره السينمائية في فيلم سعاد الغجرية عام 1928 مقابل أجر 8 جنيهات، وتوالت الأدوار ومثل مع الريحاني في ثلاثة أفلام هي سلامة في خير، سي عمر 1940، أبو حلموس 1947، أحلام الشباب، بيت النتاش، السوق السوداء، مخزن العشاق،كما وقف أمام أم كلثوم في فيلمي سلامة وفاطمة، وصفق له فريد الأطرش حين غنى وهو يعزف على العود مقلدا الشيخ سلامة حجازي في فيلم حبيب العمر. ليشارك في أكثر من 120 فيلما كان آخرها فيلما عفريتة إسماعيل يس، حسن ومرقص وكوهين.
عانى شرفنطح ـ محمد كمال المصري ـ في أواخر حياته من الفقر والوحدة حيث لم ينجب أبناء، وذلك برغبته نظرا لعذابه في طفولته فكان يقول: إلا الأولاد لقد عشت حياتي معذبا مثقلا بالهموم والمتاعب، فلم أجد معنى لأن أقدم بيدي ضحايا للحياة، لم أشأ أن أقذف بنفوس جديدة في مجرى الحياة تعاني مثلي الهموم والأحزان.
سافر إلى الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج وشاع أثناء غيابه أنه رحل ودفن في السعودية وعندما عاد شرفنطح إلى القاهرة أرسل تكذيبا إلى المجلة بأنه حي يرزق وكانت كلمته الشهيرة (بطلوا يا ناس كده).
الموت وحيدا
اعتزل التمثيل وانصرفت عنه الأضواء لإصابته بمرض الربو واعتزل الناس في نفس المنزل الذي نشأ فيه بحواري شارع محمد علي، ثم انتقل للعيش بحجرة صغيرة بالقلعة بعد هدم بيته وخصصت له الدولة معاشا قدره عشرة جنيهات لإعانته على الحياة لكنه رحل قبل أن يتقاضاه عام 1966 واكتشف وفاته موظف المعاشات الذي ذهب اليه لتسليمه المعاش..