المحرصاوي يهدي الباحثين سجلا وثائقيا يرصد أكثر من مائة عام في تاريخ الأزهر
قدم الدكتور محمد المحرصاوي اليوم سجلا وثائقيا عن تاريخ الأزهر في العصر الحديث يرصد تاريخ الأزهر وجامعته وإنجازات شيوخ الأزهر ورؤساء الجامعة منذ ١٩١٠م حتى ٢٠٢٢م.
أكد المحرصاوي أن هذا الملف الذي يتكون من ستة مجلدات وثائقية، يأتي عرفانًا وتقديرًا للأزهر وجامعته العريقة ولشيوخنا وأساتذتنا ممن كان لهم بصمات في تأسيس الجامعة الحديثة وتطويرها على مدار ما يزيد على قرن، وذلك من خلال إبراز أعمالهم والكشف عن منجزاتهم، امتثالًا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ)، مشيرًا إلى أن هذا العمل يؤرخ لأهم أحداث الأزهر وجامعته في أكثر من مائة عام ويركز على الجامعة منذ التفكير في نشأتها ومرورًا بافتتاحها في الثلاثينيات بكلياتها الثلاث، وتطويرها في الستينيات وظهور كلياتها العملية وتأسيس فرع البنات وأفرع الأقاليم بها، إلى أن صارت في أبهى صورة لها في عصرنا الحالي تضم أكثر من مائة كلية ومعهد فوق المتوسط.
وأشار إلى أن هذا الجهد استغرق شهورًا في العناية بجمعه وحصره، بالتعاون مع مؤسسة الأهرام ( مركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات مكتبة الميكروفيلم) نظرًا لما تملكه من سجلات وثائقية تعد مرجعًا يوضح تطور جامعة الأزهر والجهود التي بذلت على يد رؤسائها ونوابها وعمداءها وأساتذتها وموظفيها.
ودعا الباحثين والطلاب للإفادة من هذا السجل، مهيبًا بهم الاستمرار في توثيق تاريخ كلياتنا، ومستشفياتنا، ومراكزنا البحثية، وسير أساتذتنا، فكثير من تاريخنا اندثر لأنه لم يجد من يوثقه، بسبب النسيان أو التكاسل أو قلة الأدوات، وقد صرنا الآن في عصر متطور تتوفر به كل أدوات التوثيق، وأثمن شئ يجب علينا تركه للأجيال القادمة هو تاريخ محاريب العلم ودور أبنائها في خدمة المجتمع خاصة إذا كان مرتبطًا بجامعة يفد إليها طلاب العلم من شتى بقاع الأرض، ولن يسامحنا من يأتي بعدنا إن لم نوفر له كل المعلومات
وأوضح أن الملف الوثائقي سيودع في المكتبة المركزية ليتاح لجميع الباحثين والطلاب وقد تم إنجازه بالتعاون بين الجامعة ومؤسسة الأهرام مقدمًا الشكر للأستاذ عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام، وللأستاذ أشرف بدر مدير مركز الأهرام للتنظيم، وللفريق البحثي الذي قام بالعناية بجمع الملف الوثائقي وحصره بإشراف الدكتور حسام شاكر عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام، ومشاركة نهلة رحمي، أسماء صلاح، شيماء محمد، نبيلة محسوب، إيناس كمال، أمينة خليل، أحمد عبده.
وختم داعيًا: أسأل الله أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، اعترافًا وعرفانًا لجامعتنا التي نهلنا منها، وكل الشكر والتقدير لكل من سبقوني في رئاستها وكانت لهم بصمات في نهضتها، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب _ حفظه الله _ شيخ الأزهر الشريف.