مساعد الوزير لشرطة الغناء
أشرف حسين سعيد شاب من بنجلاديش قرر أن يصبح مطربا رغم بشاعة صوته، غنى فتابعه أكثر من مليونين من المواطنين فاستمر في الغناء وتحقيق أرباح خيالية.. أوقفته شرطة بلاده لثمانى ساعات بتهمة بشاعة صوته وإضراره بالناس وقررت عدم الإفراج عنه قبل أن يوقع اعتذارا للجماهير.. وقع الاعتذار وازداد شهرة، المثير أنه قرر الغناء باللغة العربية، أدى بعض وصلات الطرب لمغنيين خليجيين فحقق أكثر من مليون ونصف المليون مشاهدة.
الأكثر إثارة أن موقف الشرطة من المغنى السيئ لاقى قبولا جماهيريا، وعلل البعض بأن أشرف حسين سعيد شوه بعض كلاسيكيات الغناء البنجلاديشى ويجب وقفه، الواقعة أثرت في نفسي فضولا؛ فإذا كان لدينا شرطة للآداب وشرطة للآثار وأخرى للسياحة وشرطة للمخدرات ألا يكون حريا بنا أن يكون لنا شرطة الطرب.
شرطة الطرب
وشرطة الطرب تكون مسئوليتها حماية آذان الناس من الضوضاء السمعية وحماية التراث من العبث وحماية الذوق العام من التشويه والدفاع عن قوة مصر الناعمة والتي حققتها بفصل الغث عن الثمين.
قد يرى البعض أن ما نكتبه نوع من المغالاة أو الفنتازيا أو العبث غير أن التفكير للحظات في الأمر قد يجعلك تقف معنا في نفس الصف؛ فالغناء تعبير عن وجدان الإنسانية وحماية الوجدان لا يقل أهمية عن حماية الآداب العامة.
في مصر مئات من نوعية أشرف حسين سعيد، يغنون ويشوهون المعانى الجميلة وينشرون ألفاظا خادشة للحياء ويصبحون جزءا لا يتجزأ من جريمة انهيار الذوق العام.
عندما تصدى الفنان هانى شاكر لبعض هذه النوعية لاقى هوانا دفعه دفعا إلى الاستقالة من موقعه في نقابة الموسيقيين.. هرب هانى شاكر من المواجهة تاركا لهم الحبل على الغارب.
ورغم أن أشرف حسين وزملاءه في كل مجتمع يحظون بمتابعة وفيرة من الجماهير إلا أن ذلك لا يعنى أن تلك المتابعة هي حالة رضا، فهناك من يتابعون من باب السخرية وهم الأغلبية بدليل أن سيدة الغناء العربى أم كلثوم لا تزال تسجل أرقاما قياسية رغم حصارنا بالتوك توك ومكبرات صوته التي تهز جدران البيوت في ظاهرة فعلا تحتاج إلى شرطة من نوع خاص.