ذكرى رحيل فؤاد سراج الدين.. صاحب قرار مقاومة الشرطة للإحتلال ومؤسس الوفد الجديد
في مثل هذا اليوم 9 أغسطس عام 2000 رحل عن عالمنا فؤاد سراج الدين الذي يعد أحد رموز الحياة السياسية في تاريخ مصر الحديث.
كان الباشا - وهو اللقب الذي اشتهر به سراج الدين رغم إلغاء الألقاب بعد ثورة يوليو - عضوا سابقا في حزب الوفد القديم حتى حل الأحزاب بعد ثورة 1952، كما أنه مؤسس حزب الوفد الجديد بعد عودة الحياة الحزبية في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وسراج الدين رجل دولة من طراز فريد، تخرج في كلية الحقوق، وتولى عدة وزارات في حكومات ما قبل ثورة يوليو، أبرزها الزراعة، والشئون الاجتماعية والمواصلات وأخيرا الداخلية التي وقع خلال توليه لها حريق القاهرة الشهير في عام 1952، كما أنه صاحب قرار تصدي الشرطة لقوات الإحتلال في الإسماعيلية، يوم 25 يناير 1952، لتصبح ذكرى القرار عيدا للشرطة حتى الآن.
حوكم الباشا أمام محكمة الثورة عام 1954 بتهمة الفساد، وحكم عليه بالسجن 15 عاما ولكنه أفرج عنه بعدها بعامين، واعتقله السادات ضمن اعتقالات سبتمبر 1981 وافرج عنه حسنى مبارك.
في عام 1954 امتثل فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية في آخر حكومة للوفد، والسكرتير العام للحزب، أمام محكمة الثورة للتحقيق معه عن الفساد الذي استشرى في الحكم قبل ثورة يوليو، خاصة أنه كان وزيرا للداخلية وفي عهده نشب حريق القاهرة.
وفي جلسة المحاكمة تقدم الدكتور محمد حسين هيكل، رئيس حزب الأحرار الدستوريين قبل الثورة، بشهادته كشاهد إثبات ضد فؤاد سراج الدين، ولكنه بدلا من الشهادة ضده شهد لصالحه، ولم يقف الدكتور هيكل عند حد القول إنه يعز عليه أن يرى فؤاد سراج الدين مدعى عليه أمام محكمة الثورة، بل أضاف قائلا إنه إذا كان هناك من شرفوا الحياة البرلمانية في مصر بنزاهتهم وذكائهم فإن في صدرهم اثنين هما يوسف الجندي وفؤاد سراج الدين، وهي شهادة أمام الله، ورفض هيكل الطعن في ذمة سراج الدين السياسية.
عشق الصحافة والصحفيين
كان فؤاد سراج الدين شديد القرب من الصحافة والصحفيين، حتى انه صرح يوما بأنه كان يتمنى أن يكون صحفيا ولم يجد ألذ ولا أحلى من الصحافة، وكان يعبر عن ندمه لأنه لم يعمل صحفيا وحول هذه الأمنية يقول ضاحكا: كل تعب في سبيل الصحافة لذيذ وممتع حتى الكسوف والرزالة التي يمارسها الصحفيون، وبالرغم من ذلك فإن الصحف لا تنشر إلا كل ظريف وغريب، وقد أعجبتني الخطة التي انتهجتها مجلة المصور في الإقلال من الأحاديث الصحفية والاعتماد بدلا منها على القفشات والمواقف الغريبة المرحة أو الحزينة.
ولد فؤاد باشا سراج الدين عام 1911م، بقرية كفر الجرايدة التابعة لمركز بيلا في محافظة كفر الشيخ وهو وزوج زكية البدراوى، كريمة البدراوي باشا.
حصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول، سنة 1931، عمل وكيلا للنائب العام ومحاميا في الفترة من 1930 إلى 1935، ترشح لعضوية مجلس النواب في 1936 عن حزب الوفد وفاز بأغلبية الأصوات، عن محافظة كفر الشيخ وكان أصغر الأعضاء سنا.
كان فؤاد سراج الدين، أصغر وزير مصري تولى العديد من الوزارات، حيث عين وزيرا للزراعة عام 1942، كما عين وزيرا للمواصلات عام 1949، وأشرف على وزارتي المالية والداخلية عام 1951، وله الفضل في إصدار عدد من القوانين منها قانون العمال عام 1943، وقانون النقابات العمالية، وقانون عقد العمل الفردي، وقانون الضمان الاجتماعي، وأصدر قانون تنظيم هيئات الشرطة، وأصدر قانون الكسب غير المشروع.
عيد الشرطة
يعد فؤاد سراج الدين، صاحب القرار التاريخي عندما كان وزيرا للداخلية، حيث أصدر تعليمات لجهاز الشرطة في الإسماعيلية بالتصدي لقوات الإحتلال البريطاني، وذلك يوم 25 يناير 1952، وأصبح هذا اليوم عيدا للشرطة لما قدمته من قوة في المقاومة والتصدي للعدو، وكان صاحب الفضل فى إعادة حزب الوفد الجديد للحياة السياسية عام 1978، بعد السماح بقيام أحزاب سياسية فى مصر، وأصبح رئيسًا له حتى وفاته، وأصدر جريدة الوفد التي استمرت حتى اليوم.