"الري" تكشف لـ "فيتو" الأسباب الحقيقية لانخفاض منسوب بحيرة فطناس بسيوة
نجحت وزارة الري ممثلة في قطاع المياه الجوفية في خفض منسوب بحيرة فطناس الواقعة في وسط واحة سيوة، بعد جهود مستمرة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، بعد أن أصبحت البحيرة تشكل خطرا داهما على أراضي الواحة وممتلكات المواطنين، وهو ما دفع الدولة مؤخرا إلى الإسراع في تنفيذ مشروع نقل مياه الصرف الزراعي إلى خارج الواحة.
وكشف المهندس أسامة الظاهر رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والري أن انخفاض منسوب بحيرة فطناس هو دليل على نجاح خطة العمل التي تجريها الوزارة والاجهزة المعنية بالدولة لإنقاذ واحة سيوة من تملح المياه الجوفية والتربة وحماية جسور الترع والمصارف من الأنهيارات المؤدية إلى غرق أراضي الواحة.
وأوضح الظاهر في تصريحات خاصة أن واحة سيوة تعاني على مدارالـ 30 عاما الماضية من حفر الآبار السطحية العشوائية التي ساهمت في إطلاق المياه من الطبقة الجيرية إلى البرك بالإضافة إلى تصرفات مياه الصرف الزراعي والتي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في البحيرات المتكونة داخل الواحة ومنها بحيرة فطناس والتي وصلت مناسيبها إلى معدلات مرتفعة جدا أدت إلى هدم المياه للجسور وغرق الأراضي إلى جانب ضغط مياه البحيرات مرتفعة الملوحة على المصارف ونقل الملوحة إليها.
ولفت إلى أن بحيرة فطناس تعد أصغر بحيرات الصرف الزراعي في الواحة، وأن العوامل السابق ذكرها تسببت في موجة من تملح الأراضي والمياه في محيط البحيرات وهو ما أدى إلى فقد مساحات كبيرة من زراعات الزيتون والنخيل وهما أهم عناصر الاقتصاد الزراعي للواحة، وأن هذا المشروع بمثابة قبلة الحياة من الدولة لواحة سيوة.
وأشار إلى أن هناك لجنة دائمة لوزارة الري في سيوة لحل مشكلات الواحة في هذا الِان، لافتا إلى أنه في الماضي كانت الحلول تتلخص في بعض المسكنات مثل عمل تدعيم للجسور، لكن مؤخرا صدرت توجيهات عليا بضرورة تنفيذ حل جذري لمشكلة تملح المياه والتربة في سيوة، وبداية الحل كان في إغلاق كثير من الابار السطحية وحفرنا عوضا عنها آبار عميقة على خزان الحجر الرملي النوبي لمد البحيرة بالمياه العذبة لمعادلة ملوحة المياه والتربة الحالية لوقف التدهور الذي إصاب الحاصلات الزراعية بسبب الملوحة
كما تم عمل قناة مفتوحة لرفع المياه ونقلها من البحيرات بطول 40 كيلو ويمكن من خلال تلك القناة نقل كافة مياه الصرف الزراعي الزائدة وسيؤدي ذلك المشروع إلى تحسين نوعية مياه الصرف الزراعي في المنطقة لتستخدم في الزراعة في المستقبل القريب على ضفاف القناة المفتوحة، ويعود التوازن الطبيعي لمياه الصرف الزراعي في البحيرة بتغذية البحيرات من المصارف وليس العكس.
وتابع: نحن لا نستهدف تجفيف البرك كما روج البعض مواقع التواصل لكننا هدفنا ضبط المناسيب في البحيرات بشكل طبيعي بما لا يضر عملية الزراعة في الواحة والتنمية المستقبلية لكننا نضع في منظورنا خلال العمل الحفاظ على الموارد السياحية الحالية في الواحة ومنها بحيرة فطناس التي تعتبر من أهم الأماكن السياحية في مصر والتي ستعود مناسيبها إلى الحدود المثالية خلال فترة الربيع بما يخدم الحركة السياحية ولا يضر الزراعة في الواحة.
ولفت إلى أن مشروعات الصرف وإدارة موارد المياه الجوفية التي تتم في سيوة الان تستهدف أيضا الحفاظ على الثروة المائية المحدودة بالبحيرة والتي يجب أن نعمل على استدامتها للأجيال المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الزراعة اجرت أعمال حصر وتصنيف للتربة في 100 ألف فدان على ضفاف القناة المفتوحة المخصصة لنقل مياه الصرف الزراعي من داخل واحة سيوة إلى خارجها، واستغلالها بعد التأكد من تحسن جودتها في عمليات الاستصلاح على ضفاف القناة.
ووفقا لبيانات سابقة صادرة عن محافظة مطروح فأن واحة سيوة تضم 4 بحيرات تكونت من مياه الصرف الزراعي، بإجمالى مساحة 47 ألفا و600 فدان.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه كافة الأجهزة المعنية بالدولة قبل عامين من الآن بضرورة تنفيذ حل جزري لمشكلات الصرف الزراعي في واحة سيوة لفتح آفاق التنمية الزراعية والسياحية بالواحة والحفاظ على طابعها التراثي والتاريخي.