رئيس التحرير
عصام كامل

كاملة أبو ذكري: أكره غيرة المخرج من الفنان.. و«بطلوع الروح» كشف لي أحقاد الوسط الفني ( حوار )

كاملة أبو ذكرى
كاملة أبو ذكرى

جائزة فاتن حمامة للتميز بالقاهرة السينمائي أعادتنى للفن بعد قرار الاعتزال 
 

لابد للمخرج أن يتقبل فكرة أن نجوميته لن تصل لنجومية الممثل مهما كان
 

تعلمت من رضوان الكاشف الجرأة والتحرر وكسر كل القواعد والتابوهات العقيمة 
 

محمد خان علمنى أن الفنان طفل مثقف يجب أن يمنح الحُب والطاقة للجميع 
 

بدأت رحلة الفن وعمرى 16 عاما مع المخرج عاطف الطيب
 

تعلمت احترام الممثل.. وغيرة المخرج من نجومية الفنان غلطة لا تغتفر
 

احتاج الى استراحة بعد آخر أعمالى الذى متعبًا وشاقًّا للغاية


تملك المخرجة كاملة أبو ذكرى روح وإحساس المبدع، وعقل مثقف من طراز رفيع، تملك خلطتها الفنية التي تجعل من أي عمل لها لوحة فنية-إنسانية مدهشة، لهذا لم يكن غريبا أن يتوج مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مسيرة إبداعها بمنحها جائزة فاتن حمامة للتميز خلال فعاليات دورته الـ 44 المقرر إقامتها في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر المقبل، ذلك تقديرا لما قدمته طوال تاريخها الفني الذي انطلق منذ تسعينيات القرن الماضي.


استطاعت «كاملة» إنتاج قائمة كبيرة من الأعمال الناجحة، سواء فى السينما كفيلم «واحد صفر» الذي حصد أكثر من أربعين جائزة دولية ومحلية، و«ملك وكتابة» و«18 يوم» و«عن العشق والهوى» و«يوم للستات».


كما ابدعت بشدة فى الدراما التليفزيونية التى تترأسها رائعتها الشهيرة «ذات» و«واحة الغروب» و«سجن النساء» «100 وش»، وآخر قاموس التفرد كان مسلسل «بطلوع الروح» الذى تصدر قوائم الأفضل بالماراثون الرمضانى المنصرم 2022، لهذا حاورت «فيتو» المخرجة القديرة وسألناها:


*يتم تكريمك والاحتفاء بإنجازاتك السينمائية والتليفزيونية كثيرا لكن بالتأكيد تكريم مهرجان القاهرة السينمائى وجائزة فاتن حمامة للتميز موضوع آخر.. حدثينا عن ذلك؟


بمنتهى الصراحة قبل أن أعلم بخبر التكريم بجائزة فاتن حمامة للتميزمن مهرجان القاهرة السينمائى كُنت أنوى الاعتزال الفنى بشكل أكيد ورسمى، فمنذ الانتهاء من تصوير مسلسل «بطلوع الروح»، الذى كشف لى أحقاد الآخرين داخل الوسط الفنى وأنا أُحضر كيف سيكون نص اعتزالى، ولكن التكريم جاء فى وقته بشكل غريب، وفرحانة جدًا طبعًا أنه جاء من المهرجان الرئيسى والرسمى لبلدى، الذى كرمنى على مسيرة 30 عاما من إخلاص وتعب وحب كبير لتلك المهنة.


ومن خلال «فيتو» أرغب من تقديم الشكر الكبير للفنان العظيم حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عن اختياره لشخصى للتكريم بتلك الجائزة، وكذلك أمير رمسيس مدير المهرجان، فاختيارهم منحنى دفعة كبيرة لتقديم أفضل ما يُمكن تقديمه لجمهورى الحبيب.


أما أن الجائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى كانت دائما مثالا يُحتذى به لكثير من صُناع الفن سواء فى مجالى السينما والتلفزيون فهذا بالفعل أمر آخر، وأذكر أن سيدة الشاشة تحدثت لى مرتين وشرفُت بسماع كلمات الثناء منها شخصيًا أثناء العرض الأول لحلقات مسلسل ذات، وأشعر الآن أنها بيننا والتكريم هى من تمنحه لى.

مع ريهام عبد الغفور

*مسيرة عمرها أكثر من ثلاثين عامًا.. كيف صنعت «كاملة» أسطورتها الفنية؟


مسيرة طويلة أفخر بها، وأتمنى أن تكون نافعة للجمهور المصرى والعربى، إذ جاءت بدايتها فى التسعينيات، وأعتقد أننى لم أصل لمرحلة الكمال الفنى بعد، لكنى دائمًا ما أسعى إليها بكل قوتى حتى أصل لكمال يوسف شاهين ومحمد خان. وأرى دائمًا أن صُنع المجد يأتى بـالتعلم والاستمرار ثم ممارسة ما تعلمته على أرض الواقع، وبالنسبة لى، فالتعلم كان أثناء قيامى بمساعدة مع كبار المخرجين، وهو ما أفادنى بشكل لا يُمكن وصفه.

 

*كيف كانت بدايتك مع الإخراج؟
بدأت رحلتى مع الفن فى سنة أولى بالمعهد العالى للسينما، وأنا فى عُمر الـ16 مع الكبير عاطف الطيب، وعملت معه فى عملين غاية فى الروعة وهما «كشف المستور» و«دماء على الأسفلت»، واستفدت جدًا من العمل معه، وعرفت منه كيف للمخرج أن يحترم الممثل وكيف يوجه بمنتهى التقدير.


أما المخرج العملاق رضوان الكاشف فتعلمت منه الجرأة والتحرر وعدم الخوف من عرض أفكار غريبة وكسر كل القواعد والتابوهات العقيمة مع ضرورة احترام العمل الإخراجى، كذلك المخرج محمد خان الذى علمنى أن الفنان ما هو إلا طفل مثقف يجب أن يمنح الحُب والطاقة للجميع حتى يصبح العمل الفنى ذا قيمة إنسانية واجتماعية تدوم طويلًا، فهذا المشوار كلمة السر وراء نجاحى اليوم، ولولا هؤلاء ما كان المجد سيعرف طريقى.

أثناء تصوير بـ100 وش 

*برأيك.. ما هى أهم المهارات التى يجب أن يمتلكها المخرج؟


الأساس أن يحترم المخرج الممثل لا يعامله كأنه آلة أو عروس ماريونيت فهذا شيء قمىء وسخيف، فالممثل فنان به الكثير من المشاعر والأفكار والرؤى، ولكى يأخذ المخرج ما يريد من الممثل أو الممثلة على الشاشة يجب أن يتسلل إلى قلبه وعقله ليقنعه بخلفية الدور والشخصية المؤداة.


ويجب أن يمتلك المخرج القدرة على الوصول إلى أعماق النفس بمرونة شديدة دون توجيهات مباشرة، كما يجب أن يكون صبورا للغاية وذا أعصاب فولاذية، كذلك لا بد للمخرج أن يتقبل فكرة أن نجوميته لن تصل لنجومية الممثل مهما كان، فمثلا نجومية أي مخرج لن تكون فى حجم نجومية سعاد حسنى أو شادية أو عادل إمام وأحمد زكى، فالمخرجون الذى يغارون من الفنان هم أبعد ما يكونون عن استحقاق لقب مخرج وأكره هذا الإحساس.

*رغم نجاحك الهائل بالسينما.. ما السر وراء تحويل المسار والاتجاه للشاشة الصغيرة؟


معظم السينمائيين اتجهوا للشاشة الصغيرة، مثلًا مسلسل «حكاية بنت اسمها ذات» كان فيلمًا، لكن كانت هناك اختلافات مع شركات الإنتاج على بعض التفاصيل بالعمل، كذلك لم أجد منتجًا يُقدم على طرح فيلم «واحة الغروب»، فتوقفت فكرة طرح مثل تلك الأعمال بالسينما.


حينها عرض علىَّ المنتج جابى خورى إخراج عمل تليفزيونى وهو مسلسل «ذات»، وافقت على أمل أن تنهض السينما وأعود لها مرة أخرى، ولكن استمرت الأزمة وتوقفت السينما، واستمرت فى الاندثار وطرح عدد معين من الأفكار، ما جعل الكثير من السينمائيين يتجهون للدراما، وهذا أفادها كثيرًا، لأنها كانت مصابة بعلل ضخمة تمت معالجتها مع التوجه نحوها، إذ أحدث هؤلاء النجوم نقلة نوعية فى الدراما التليفزيونية، خاصة فى الصورة وأداء الممثلين وعناصر كثيرة.


ولهذا قدمت بالتليفزيون أربعة من أقرب الأعمال لقلبى وهي: «ذات» و«واحة الغروب» و«سجن النساء» و«بطلوع الروح».

مع المخرج سامح عبد العزيز 

*لا تفضل كاملة أبو زكرى وصف «سينما المرأة».. لماذا؟
صحيح لا أحب تلك التسمية، فالمرأة هى المجتمع وليست غريبة لنخصص لها سينما لذاتها، وإنما المرأة فى قلب كل شيء وأي شيء، فالسينما تجمع بين الرجل والمرأة والطفل والمسن، ومصطلح «سينما المرأة» يقلل من شأنها على عكس ما هو متوقع، إذ يضعها بشكل أو بآخر فى خانة الأقلية المسكينة والمرأة ليست كذلك.


لكن هذا لا يمنع أن هناك بعض المخرجين يقدمون سينما حقيقية للمرأة، كالمخرج محمد خان الذى أعتبره أفضل من تحدث عن المرأة فى أفلامه مثل «فى شقة مصر الجديدة» و«وفتاة المصنع»، فهو مخرج يحب المرأة ويحترمها ويناقش قضاياها بشكل موضوعى، ودائمًا ما كان يُصورها بالجرأة والقوة ولا يعاملها على أنها المعنَّفة الضحية فقط.

*ما هو المعيار الرئيس لاختيارك للعمل الفنى؟


أن أقتنع بالورق وسيناريو الكلمات، والأهم أن يضيف قيمة للجمهور، فالعملية الإخراجية بالنسبة لى إحساس، ولهذا يختلف الاختيار من وقت لآخر، فمثلًا لم أكن أتوقع أبدا أن أقبل المسلسل الكوميدى “100 وش” ومن بعده تقديم أصعب مسلسل “بطلوع الروح”، لذلك أقول إن الإحساس هو المعيار الرئيسى والقيمة الفنية للفكرة هى المحرك الأساسى.
 

*ماذا عن مشروعاتك المقبلة؟
حتى الآن لم أستقر عن تقديم أي من السيناريوهات المعروضة علىَّ، فآخر أعمالى "بطلوع الروح" كان متعبًا وشاقًّا للغاية، وأحتاج إلى استراحة ليست بالطويلة لكى أعود للانطلاق من جديد.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية